تخلص من طوق القلق والهموم - عبدالرحمن عبدالعزيز الهزاع

  • 11/8/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كل منا له أسلوبه في الحياة التي يعيشها.. نراه يدير أعماله ويحدد اتجاهاته ويتخذ قراراته بما يرى أنه الأفضل، وإن عارضه الآخرون. مهما اختلفت مناحي الحياة، ومهما ادّعى أي منا أنه إنسان ناجح بالكامل في كل ما يقول ويفعل إلا أن مرتكزات النجاح التي اعتمد عليها قد يكون اعتراها عقبات ومؤثرات ألقت بظلالها ووقفت سداً منيعاً أمام كثير مما يعتقد أنه الصواب. والحال هذه، لا بد للمرء أن ينظر حواليه يمنة ويسرة ويفتش عن كل ما يعيق تسلقه سلم النجاح بما في ذلك عوامل غير مرئية مثل (القلق والهموم). يتحدث ذوو الاختصاص عن القلق والهموم باعتبارهما عائقين كبيرين ويربطون كثيراً بين النجاح وبين قدرتنا على التخلص منهما أو أحدهما، والعوائق التي تقف في طريقنا وتحاصرنا يمكن أن نُرْجعها لعوامل أسرية أو اجتماعية أو تعليمية، كما يمكن أن نعزوها لظروف العمل الذي نقوم به. المشكلة سواء كانت بسبب هذا أو ذاك لا فرق يعنينا، ولكن المهم هو تلمس الطريق إلى الحل الأمثل. القلق والهموم كلمتان بينهما نوع من التشابه ولكن لكل منها مساره وأثره. القلق في حد ذاته يحجبنا عن اتخاذ القرار الصائب ويشوش التفكير ويجعلنا نشك في كثير ممن حولنا، وكل هذه الأمور مثبطات للنجاح. أما الهموم فهي تضفي سمة الكآبة والتقوقع والإحساس بالسلبية والنظرة التشاؤمية حيال كثير مما يحيط بنا في حياتنا العملية. الشيخ صالح الحميد إمام وخطيب المسجد الحرام عرّف القلق في إحدى خطبه بأنه «انفعالٌ واضطِرابٌ داخِلَ النفس يُعانِي منه الإنسانُ حين يشعُرُ بالخوف أو الخطَر من حاضِرٍ أو مُستقبَل» وقال إن «الإنسانُ القلِقُ يعيشُ حياةً مُظلِمة، مع سُوءِ الظنِّ بمن حولَه وبما حولَه. تغلُبُ عليه مشاعِرُ الضيق والتشاؤُم والتوتُّر والاضطِراب وعدم الثِّقة؛ بل يرَى الناسَ عُدوانيين حاقِدين حاسِدين، حتى قالوا: «إن وراءَ مُرتكِب الجريمة قلَقًا دفعَه إلى اقتِرافِها»، إما خوفٌ من موت، أو خوفٌ من جُوع، أو خوفٌ من فقر، أو خوفٌ من مرض، أو فشل، أو غير ذلك من الدوافِع والهواجِس التي تمتلِئُ بها هذه الحياة. وفي مسار آخر: يُحكى عن أحد الأخصائيين النفسيين أنه دخل قاعة تدريبية وكان حاملاً كأساً من الماء. فتبادر لأذهان المتدربين أنه سيتكلم عن النصف الفارغ والممتلئ من الكأس!! لكنه سألهم عن وزن الكأس!! تفاوتت تقديراتهم من 100 إلى 200 جرام. فأجابهم: الوزن لا يهم، الأهم الفترة التي ستقضيها حاملاً للكأس. إن حَمَلْتُه لدقيقة فلن تكون هنالك مشكلة. إن حَمَلْتُه لساعة ستؤلمني ذراعي. إن حَمَلْتُه يوماً كاملاً سأشعر بخدر وشلل. وفي كل الحالات لم يتغير وزن الكأس.. لكن.. كلما أطلْتُ حمل الكأس كلما زاد وزنه. وأردف قائلا: «القلق والهموم في الحياة هي تماماً مثل هذا الكأس... فكر بهما قليلاً ولن يحصل شيء». إن فكرت بهما طويلاً سيبدآن بإيذائك. أما لو فكرت بهما طوال اليوم فستشل حركتك بحيث لن تتمكن من عمل أي شيء». (تذكر دائماً بأن لا تجعل الكأس في يدك طوال الوقت). دعونا نحطم حواجز القلق والهموم فهي كلما ازداد وزنها وتعددت مناحيها كلما رجعنا للوراء وأصابنا الخدر والشلل وتعرضنا للمزيد من الخسران فيما نسعى إلى تحقيقه من نجاحات.

مشاركة :