أعلنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر مساء اليوم (السبت) تدشين سابع استادات بطولة كأس العالم لكرة القدم "فيفا قطر 2022"، وذلك قبل عام على انطلاق البطولة التي تقام لأول مرة في الشرق الأوسط والعالم العربي. وذكرت اللجنة العليا، وهي اللجنة المحلية المنظمة والمسؤولة عن مشروعات البطولة، أن التدشين جرى خلال فعالية رقمية نظمتها اليوم وأعلنت خلالها جاهزية استاد "974" المعروف سابقا باسم استاد راس أبو عبود، والذي يعد أول استاد قابل للتفكيك بالكامل في تاريخ بطولات كأس العالم. وأضاف البيان المنشور على الموقع الإلكتروني للجنة، أن الاسم الجديد يعكس عدد حاويات الشحن المستخدمة في تشييد الاستاد كما أن الرقم (974) هو رمز الاتصال الدولي لقطر. ويحتضن الاستاد أولى المباريات على أرضه خلال بطولة كأس العرب " فيفا قطر 2021" التي تستضيفها البلاد في الفترة بين 30 نوفمبر الجاري و18 ديسمبر المقبل. ونقل البيان عن الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث حسن الذوادي قوله " يسرنا الإعلان عن جاهزية استاد مونديالي آخر، لنصل بذلك إلى محطة أخرى تدعونا للفخر ونحن نقترب أكثر من استضافة أول نسخة من بطولة كأس العالم في الشرق الأوسط والعالم العربي". وأضاف الذوادي أن هذا الاستاد المبتكر من شأنه تغيير المفاهيم السائدة في عمليات تشييد الاستادات في الدول المستضيفة للأحداث الرياضية الكبرى في المستقبل، ويجسد الإرث المستدام للمونديال بعد انتهاء منافسات أكبر حدث رياضي تشهده المنطقة، على حد تعبيره. وبحسب البيان، يقع الاستاد بالقرب من ميناء الدوحة التاريخي، وتبلغ طاقته الاستيعابية 40 ألف مقعد، فيما تصل مساحته الإجمالية إلى 850 ألف متر مربع تشمل المنشأة الرئيسية وهي الملعب إلى جانب المساحات الخارجية التي توجد بها العديد من المرافق الإضافية. وكانت التكلفة الإجمالية لبناء الاستاد منخفضة بنسبة 30 بالمائة مقارنة بملاعب أخرى لها نفس المواصفات الدولية، كما أن سرعة تنفيذ المشروع كانت قياسية بسبب استخدام نسبة اقل من مواد البناء وهو ما ساهم في خفض مخلفات البناء بـ 30 بالمائة أيضا. ولا يتطلب هذا الاستاد تقنية التبريد المستخدمة في باقي الملاعب المونديالية بسبب موقعه على ضفاف الخليج وموعد إقامة البطولة، وقد صنع جزء كبير من هيكله من الفولاذ معاد التدوير، وهو يوفر استهلاك المياه بنسبة 40 بالمائة مقارنة بغيره من الاستادات التقليدية. وسيشهد الملعب سبع مباريات في مونديال قطر 2022 من مرحلة المجموعات حتى دور الـ 16، بينما ستقام على أرضه ست مباريات أثناء بطولة كأس العرب من بينها المباراة الأولى بين منتخبي الإمارات وسوريا والمباراة الأولى لنصف النهائي ومباراة تحديد المركز الثالث. ويعد استاد "974" سابع ملعب مونديالي يعلن عن جاهزيته من بين ثمانية ملاعب مستضيفة، وذلك بعد كل من استادات خليفة الدولي والجنوب والمدينة التعليمية وأحمد بن علي والثمامة الذي افتتح في أكتوبر الماضي عندما أقيمت عليه المباراة النهائية لكأس أمير قطر، إلى جانب استاد البيت الذي سيفتتح في أول أيام مونديال العرب. ومن المقرر أن يجري تفكيكه بالكامل بعد انتهاء آخر مباراة يحتضنها ضمن الدور ثمن النهائي من بطولة كأس العالم والتي ستلعب يوم 5 ديسمبر العام المقبل، طبقا للجنة العليا. وكانت قطر فازت بشرف استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم في 2 ديسمبر العام 2010، إثر اختيارها في التصويت الذي جرى بمقر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في مدينة زيورخ السويسرية بعد تفوق الملف القطري في المنافسة النهائية على ملفات اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا والولايات المتحدة. وستقام البطولة شتاء خلال الفترة من 21 نوفمبر وحتى 18 ديسمبر المصادف للعيد الوطني للدولة، وتتوقع قطر استقبال أكثر من 1.2 مليون مشجع خلال فترة إقامة البطولة ومساهمتها بـ 20 مليار دولار في اقتصادها، فيما قدرت وكالة (بلومبيرغ) الأمريكية إنفاق الدوحة على مشاريع البنية التحتية الخاصة بالمونديال بـ 300 مليار دولار.