مقالة خاصة: مبادرة الحزام والطريق الأخضر الصينية تعطي دفعة لحوكمة المناخ العالمي

  • 11/21/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بكين 20 نوفمبر 2021 (شينخوا) لخصت الصين يوم الثلاثاء في قرار تاريخي التغييرات الشاملة والتاريخية والتحويلية في مساعيها لتحقيق الحماية الإيكولوجية والبيئية. فالقرار، الذي تم تبنيه في الجلسة الكاملة السادسة للجنة المركزية الـ19 للحزب الشيوعي الصيني التي عقدت في بكين الأسبوع الماضي، يتزامن مع النسخة المحدثة التي أصدرتها البلاد من مبادرة الحزام والطريق -- مبادرة الحزام والطريق الأخضر، وذلك في عزم على "جعل الطابع الأخضر سمة مميزة للتعاون في إطار الحزام والطريق". فمن ممارسة المفهوم الجديد للتنمية الخضراء في الداخل إلى دفع التحول إلى الطاقة منخفضة الكربون في الخارج وتعزيز الابتكار التكنولوجي بين شركائها في الحزام والطريق، ومن تبادل التكنولوجيا إلى الإدارة المشتركة للمشروعات، تفي الصين بالتزاماتها بتعزيز التنمية المشتركة وحوكمة المناخ العالمي. -- "واحة" للطاقة في مقاطعة غاريسا القاحلة في معظمها والمغطاة بالصحراء في شمال شرق كينيا، تصطف الألواح الشمسية، المتراصة بشكل مرتب وأعداد كبيرة والتي ركبتها الصين، لتشكل "واحة للطاقة"، استفادت منها آلاف العائلات والشركات. فقد شهدت محطة الطاقة الكهروضوئية التي شيدتها الصين بقدرة 50 ميجاوات، وهي أكبر محطة للطاقة الكهروضوئية في شرق إفريقيا، ازدهار الأنشطة التجارية في غاريسا ومقاطعات أخرى في الشمال ذي المناخ الجاف حيث بات السكان يحصلون على إمدادات الطاقة دون انقطاع في منطقة تعاني من انقطاع متكرر للتيار الكهربائي. في إثيوبيا الاستوائية، يعمل القمر الصناعي الصيني للاستشعار عن بعد الخاص برصد المناخ، والذي يدور حول مساحة تتجاوز 600 كيلومتر فوق سطح الأرض، مثل ملاك حارس لـ"مسقط رأس البن"، للتخفيف من تأثير تغير المناخ على زراعة البن. فالقمر الصناعي الصغير الذي تبرعت به الصين، في إطار جهد لتنفيذ مشروع التعاون جنوب-جنوب الذي تجريه الصين بشأن تغير المناخ، أُطلق بنجاح في ديسمبر 2019، للحصول على بيانات الاستشعار عن بعد متعددة الأطياف في الزراعة والغابات والحفاظ على المياه والوقاية من الكوارث والتخفيف من حدتها، وتوفير الإنذار المبكر بالكوارث المناخية. إن مشاريع الطاقة الخضراء والمساعدات الفنية الصينية في الخارج، التي نُفذت في إطار مبادرة الحزام والطريق التي أصبحت منخفضة الكربون بشكل متزايد، لم تعمل فقط كعصا سحرية تحول المناطق الاستوائية القاحلة إلى "واحة" للطاقة، وإنما ساعدت أيضا في الاستفادة الكاملة من الهبات الطبيعية لمختلف البلدان. في خزان سيريندهورن بتايلاند، ساعد مشروع الطاقة الكهروضوئية المتكاملة العائمة الذي شُيد بمساعدة الصين، وهو أحد أكبر المشروعات الهجينة للطاقة الشمسية العائمة في العالم، ساعد البلاد على اتخاذ خطوة أخرى صوب هدفها المتعلق بالتنمية الخضراء. وفي البرازيل، وهي دولة لديها قدر وافر من الطاقة ولكن محدود نتيجة التوزيع غير المتكافئ، أدى ممر نقل الطاقة عالية الجهد الممتد من الشمال إلى الجنوب، والذي تم بناؤه بالتعاون بين الصين والبرازيل، إلى تلبية الحاجة إلى الطاقة وتعزيز الكفاءة بشكل كبير. إن نتائج التعاون جنوب-جنوب الذي تجريه الصين بشأن تغير المناخ واضحة وملموسة وفعالة. فمنذ عام 2011، خصصت الصين إجمالي 1.2 مليار يوان، ووقعت 40 وثيقة تعاون مع 35 دولة، ودربت حوالي 2000 مسؤول وفني في مجال تغير المناخ لما يقرب من 120 دولة نامية، وتبذل قصارى جهدها لمساعدة البلدان النامية على تعزيز قدراتها على التصدي لتغير المناخ. -- آفاق جديدة تقع العاصمة التشيلية سانتياغو في وادٍ عند سفح جبال الأنديز، وغالبا ما يكتنفها الضباب الدخاني، خاصة في فصل الشتاء، حيث يمكن أن يؤدي انعكاس الهواء الموسمي إلى حبس الملوثات فوق هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 5.6 مليون نسمة. ولمكافحة الضباب الدخاني وكبح انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، تراهن الدولة الواقعة في أمريكا اللاتينية على السيارات الكهربائية الصينية في إطار خطتها لتجديد نظام النقل العام لديها وتعزيز التنقل النظيف. ففي ديسمبر 2018، كشفت تشيلي عن ضم أول 100 حافلة كهربائية لأسطول النقل في سانتياغو، والتي قامت بتصنيعها شركة صناعة السيارات الصينية (بي واي دي الدولية المحدودة لصناعة السيارات الكهربائية). وبعدها بأسبوع انضمت 100 حافلة كهربائية أخرى قامت بتصنيعها شركة (تشنغتشو يوتونغ الصينية المحدودة لصناعة الحافلات) إلى الأسطول. ومنذ الكشف عن ذلك، أصبحت الحافلات الحمراء والبيضاء المزودة بشبكة "واي-فاي" ومقابس "يو أس بي" ومكيفات الهواء، وسيلة نقل مفضلة للعديد من سكان المدينة، الذين يمكنهم الآن الاستمتاع بركوب أنظف وأكثر هدوءا وراحة. وهناك سيارات صينية تعمل بالطاقة الجديدة تسير أيضا على الطرق في البرازيل والمكسيك بأمريكا اللاتينية وفنلندا بأوروبا، ما يساعد في تخفيف الازدحام المروري، والحد من الانبعاثات، وتحديث التنقل من أجل حياة أكثر اخضرارا واستدامة. وفي مؤتمر ((تينسيت وي كونفرانس)) الذي عُقد في 6 نوفمبر، قال وانغ تشاو يانغ، الأستاذ في جامعة ولاية بنسلفانيا، إن تطوير طاقة جديدة ومعالجة تغير المناخ مسؤولية مشتركة للبشرية وإن المزايا التي تتمتع بها الصين في مجالات التكنولوجيا والقدرة وتكاليف التصنيع قدمت إسهامات كبيرة لتطوير مركبات الطاقة الجديدة عالميا. وذكر كريس ستارك، الرئيس التنفيذي للجنة البريطانية المعنية بتغير المناخ، أن أكبر فوائد مبادرة الحزام والطريق الأخضر للعالم بأسره هي التقدم الصناعي وخفض تكاليف إنتاج الطاقة منخفضة الكربون. والآن امتد هذا الحزام والطريق الأخضر إلى ما هو أبعد من الصحاري والمراعي والأنهار والمحيطات، ليصل إلى الأنهار الجليدية -- التي تعد مؤشرا رئيسيا لتغير المناخ. فقد عمل مهندسون صينيون وأرجنتينيون، متحدين درجات الحرارة المتجمدة والرياح الدائمة، على بناء محطة سانتا كروز للطاقة الكهرومائية في الأرجنتين، وهي مشروع الطاقة الكهرومائية واسع النطاق في أقصى جنوب العالم، مع مراعاتهم للنظم البيئية المحيطة بما في ذلك الأنهار الجليدية وسلالم الأسماك. في السنوات الأخيرة، عملت الصين أيضا عن كثب مع أيسلندا في إطار مبادرة الحزام والطريق من أجل تطوير وتسخير الطاقة الحرارية الأرضية بشكل مشترك، وهي طاقة متجددة منخفضة الكربون. فهذه الدولة الأوروبية الواقعة على حدود صفائح أوراسيا وأمريكا الشمالية تتمتع بخبرة غنية في استخدام الطاقة الحرارية الأرضية، وهي تتكامل في هذا الصدد بشكل كبير مع الصين، التي تمتلك سوقا كبيرا ورأس مال ومنصة للتعاون. وفي الوقت الذي تكافح فيه البشرية جائحة كوفيد-19 المستعرة والمناخ متزايد التقلب، يعد تحقيق استجابة مشتركة لتغير المناخ كمجتمع ذي مستقبل مشترك مطلبا حتميا للتعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة.

مشاركة :