قال وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس (السبت) إنه ليست هناك أيّة «فرضيّة» بشأن سقوط الطائرة الروسية في سيناء، في حين أعلنت مصادر مُقرَّبة من التحقيق في باريس إنها «تُرجِّح بقوة» احتمال الاعتداء بقنبلة. وكانت واشنطن ولندن أشارتا علناً إلى فرضيّة انفجار قنبلة على متن الطائرة التي أقلعت في 31 أكتوبر الماضي من شرم متوجِّهة الشيخ إلى مدينة سان بطرسبورغ الروسية.موسكو ترسل 44 طائرة لنقل السياح الروس... وترجيح فرضية «الاعتداء» في الحادثةلجنة تحقيق: «لا استنتاجات بعدُ» بشأن أسباب سقوط الطائرة الروسية القاهرة، موسكو - أ ف ب أعلن رئيس لجنة التحقيق في حادث سقوط الطائرة الروسية، أيمن المقدم أمس السبت (7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) أنه «لا استنتاجات بعد» بشأن أسباب سقوطها بعد 23 دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ الأسبوع الماضي. وقال رئيس اللجنة في مؤتمر صحافي عقده في القاهرة إن «الملاحظات الأولية على حطام الطائرة لا تسمح حتى الآن بمعرفة أصل هذا التفكك» للطائرة، مشيراً إلى أن اللجنة تأخذ بعين الاعتبار كل «السيناريوهات المحتملة لأسباب الحادث» الذي أودى بحياة 224 من ركاب وطاقم الطائرة. وأضاف رداً على سؤال لأحد الصحافيين «كل السيناريوهات مطروحة. لا يوجد شيء غير مطروح. قد يكون انفجاراً في بطاريات ليثيوم في أمتعة الركاب. قد يكون انفجاراً في تنك (خزان) الوقود. قد يكون تهالكاً في جسم الطائرة». وجاء المؤتمر الصحافي للمقدم بعد أسبوع من سقوط الطائرة الروسية وبعدما بدأت بريطانيا تعيد رعاياها البالغ عددهم نحو 20 ألفاً من شرم الشيخ، وبعد قرار روسيا وقف جميع رحلات الطيران المدني الروسي باتجاه مصر أحد أهم مقاصد السياح الروس، على إثر تداول فرضية إسقاط الطائرة بواسطة «قنبلة». وأوضح المقدم أن الصندوقين الأسودين للطائرة الروسية توقفاً عن العمل «بعد 23 دقيقة و14 ثانية» من إقلاعها. وأفاد المقدم الذي قرأ بياناً مكتوباً بالانجليزية والعربية بأنه «تم تفريغ مسجل صوت قمرة القيادة بنجاح وتم الاستماع له بشكل مبدئي... وسُمع صوت في الثانية الأخيرة يستلزم إجراء تحليل طيفي له في مختبرات متخصصة لمعرفة طبيعة هذا الصوت». وأضاف «حطام الطائرة تناثر على مساحة واسعة قطرها أكثر من 13 كيلومتراً وهذا ما تمكنا من تغطيته حتى الآن وهو ما ينسجم مع احتمالية وجود تفكك في جسم الطائرة». وتضم اللجنة 47 محققاً هم 29 مصرياً، وسبعة روس، وستة فرنسيين، وثلاثة إيرلنديين وألمانيان، بالإضافة إلى 11 مراقباً، بحسب المقدم. وأوضح أيضاً أن اللجنة ستقوم «بنقل حطام (الطائرة) إلى مكان آمن في القاهرة لمزيد من الفحص لكل جزء فيه بمشاركة المتخصصين». وأشار رئيس اللجنة رداً على سؤال إلى أنه «لا يمكن تحديد وقت زمني للانتهاء من التحقيقات». وأورد المقدم الذي كان بمفرده في المؤتمر الصحافي أن أعضاء اللجنة من الأجانب لم يحضروا المؤتمر لأسبابهم الخاصة مشيراً إلى «تعاونهم» في البيان. وأمس الأول، صرح مصدر قريب من التحقيق لوكالة «فرانس برس» طالباً عدم كشف هويته أن تحليل الصندوقين الأسودين مع ما تم جمعه من معلومات من مكان تحطم الطائرة وخبرة المحققين، يتيح «بقوة ترجيح» فرضية الاعتداء بقنبلة. وقال المصدر نفسه أيضاً إن «فرضية الانفجار الناتج من خلل فني أو حريق مستبعدة بشكل كبير لأن التسجيلات (في حالة مماثلة) كانت سترصد شيئاً قبل انقطاع الاتصال وكان الطياران سيقولان شيئاً». وقال مصدر آخر قريب من التحقيق لوكالة «فرانس برس» إن تحليل أحد الصندوقين الأسودين يؤكد الطابع «العنيف والمفاجئ» لما حصل للطائرة ما أدى إلى سقوطها، مضيفاً أن صوراً تكشف آثار شظايا تتجه من الداخل باتجاه الخارج تؤكد فرضية حصول انفجار داخل الطائرة. وأعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الذي ينشط فرعه المصري «ولاية سيناء» في شمال شبه جزيرة سيناء مسئوليته عن هذا الانفجار من دون أن يوضح كيفية وقوعه. وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قال في وقت سابق إنه ليست هناك أية «فرضية» بشأن سقوط الطائرة الروسية في سيناء في حين أعلنت مصادر مقربة من التحقيق في باريس إنها «ترجح بقوة» احتمال الاعتداء بقنبلة. وكانت واشنطن ولندن أشارتا علناً إلى فرضية انفجار قنبلة على متن الطائرة التي أقلعت في 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي من شرم الشيخ إلى مدينة سان بطرسبورغ الروسية قبل أن تسقط بعد 23 دقيقة فقط ويقتل 224 شخصاً على متنها. إلى ذلك، أعلنت الوكالة الفيدرالية الروسية المكلفة النقل الجوي أن موسكو سترسل 44 طائرة فارغة إلى مصر لنقل السياح الموجودين هناك على إثر تحطم الطائرة الروسية في سيناء. وقالت الوكالة في بيان إنه سيتم إرسال «ثلاثين طائرة من شركات الطيران الروسية من دون ركاب» إلى الغردقة و «14 طائرة إلى شرم الشيخ»، المنتجعين السياحيين على البحر الأحمر حيث لايزال هناك نحو 78 ألف سائح روسي. وأضاف أن هذه الطائرات سيتم إرسالها في مواعيد رحلاتها المعتادة.وتابع «ليس هناك أي رحلة مقررة إلى القاهرة» لأن الرحلات إلى العاصمة المصرية يتم تسييرها أربع مرات أسبوعياً. وأوضحت وكالة النقل الجوي مستندة إلى إحصاءات للوكالة الفيدرالية الروسية للسياحة أن «ما يصل إلى 78 ألف سائح روسي موجودون حالياً في مصر».
مشاركة :