أظهرت بيانات مجمعة أن إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا في أنحاء العالم تجاوز 257.1 مليون إصابة حتى صباح أمس الأحد، بينما تجاوز عدد جرعات اللقاحات التي جرى إعطاؤها 7.37 مليارات جرعة. وأظهرت أحدث البيانات المتوفرة على موقع جامعة جونز هوبكنز الأميركية، عند الساعة 05:30 بتوقيت غرينتش، أن إجمالي الإصابات وصل إلى 257 مليوناً و158 ألفاً. وارتفع إجمالي الوفيات إلى خمسة ملايين و146 ألف حالة. وأوضحت البيانات المجمعة أن إجمالي عدد اللقاحات المضادة لكورونا التي جرى إعطاؤها في أنحاء العالم تجاوز 7 مليارات و370 مليون جرعة. تجدر الإشارة إلى أن هناك عدداً من الجهات التي توفر بيانات مجمعة بشأن كورونا حول العالم، وقد يكون بينها بعض الاختلافات. إلى ذلك أعلن معهد "روبرت كوخ" الألماني صباح أمس زيادة معدل الإصابة الأسبوعي بفيروس كورونا المستجد مجدداً ووصوله إلى مستوى قياسي في ألمانيا. وأوضح المعهد أن هذا المعدل، وهو عدد حالات الإصابة بالعدوى لكل 100 ألف شخص على مدار سبعة أيام، بلغ صباح اليوم على مستوى ألمانيا 372.7، يذكر أن هذا المعدل كان يبلغ قبل شهر واحد 85.6 فقط. يذكر أنه كان تم تسجيل 33 ألفاً و498 حالة إصابة بالفيروس قبل أسبوع واحد، فضلاً عن 55 حالة وفاة. وبحسب بيانات المعهد، بلغ عدد حالات الإصابة بالفيروس منذ بدء تفشيه في ألمانيا في ربيع العام الماضي خمسة ملايين و354 ألفاً و942 حالة إصابة. ولكن المعهد أشار إلى أن إجمالي العدد الفعلي لحالات الإصابة قد يكون أعلى من ذلك كثيراً؛ نظراً لأن كثيراً من حالات الإصابة لم يتم اكتشافها وتسجيلها. وأضاف المعهد اليوم الأحد أن إجمالي عدد المتعافين من الإصابة بالفيروس بلغ أربعة ملايين و626 ألفاً و300 شخص، فيما بلغ عدد الأشخاص، الذين توفوا إثر الإصابة بالفيروس أو تبعاته، 99 ألفاً و62 شخصاً. وصرح مفوض الحكومة الألمانية لشؤون السياحة بأنه يتوقع فرض إلزام تلقي لقاح فيروس كورونا المستجد في ألمانيا أيضاً، بعدما أعلنت عنه النمسا بدءاً من فبراير المقبل. وقال توماس بارايس المفوض لدى الحكومة الحالية لتسيير الأعمال في ألمانيا، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): إن وضع تفشي الفيروس الذي يزداد احتداماً بصورة مستمرة يجعل من الواضح أنه لا يمكن تجنب فرض إلزام تلقي اللقاح عاجلاً أو آجلاً، وأضاف: "بتأمل الماضي كان من الخطأ عدم رؤية ذلك من البداية". يذكر أنه بعد إعلان النمسا إدخال إلزام تلقي لقاح كورونا اعتباراً من فبراير المقبل، صار يتم مناقشة الأمر في ألمانيا أيضاً. وكان رئيس حكومة ولاية بافاريا ماركوس زودر صرح مثلاً بأنه يعتقد أنه لن يمكن تجنب ذلك في النهاية، فيما رفض ممثلون عن الحزب الاشتراكي الديموقراطي الفائز بالانتخابات البرلمانية الأخيرة وكذلك من الحزب الديموقراطي الحر فرض إلزام تلقي اللقاح. وقال بارايس: "بالنسبة لي لم يعد من الممكن على المستوى السياسي تحمل مسؤولية أن قطاعات بأكملها وتجار تجزئة ومشغلي مطاعم وحانات وقطاع دور العرض السينمائي وأوساطا ثقافية ومنظمي فعاليات يعيشون لمدة 20 شهراً في حالة طوارئ تفرضها الحكومة ويواجهون مخاوف وجودية كبيرة، بينما يتمتع آخرون بحرية عدم تلقي اللقاح". وأشار إلى أنه تسنى حتى الآن إنقاذ كثير من رواد الأعمال من خلال إجراءات تاريخية وضخ أموال كثيرة، ولكنه أكد أن ذلك لن يستمر دائماً. وبحسب استطلاع تم إجراؤه بتكليف من صحيفة "بيلد أم زونتاج" الألمانية الأسبوعية يرحب 52 % من الألمان بفرض إلزام عام بتلقي لقاح كورونا، فيما عارض 42 % ذلك، وأحجم 7 % عن الإدلاء برأيهم أو لم يحسموا أمرهم. وتزداد المخاوف بين الأوساط الصناعية التي تعاني من نقص المواد الخام في ألمانيا في ظل تزايد أعداد الإصابة بفيروس كورونا المستجد. وقال رئيس اتحاد الصناعات الألمانية، يواخيم لانغ: "التطور الأخير في حدوث العدوى على المستوى الدولي يزيد بشدة المخاطر بالنسبة للإنتاج الصناعي في هذا الشتاء... حتى من دون فرض قيود عامة جديدة بسبب كورونا، فإن هناك تخوفاً من الدخول في حالة إحجام ملحوظ مجدداً عن الشراء. لحسن الحظ، لا تزال دفاتر الطلبيات في كثير من القطاعات ممتلئة جيدًا في الوقت الجاري". ولكنه أشار إلى أن كثيراً من المصنعين لا يزال لا يمكنهم العمل على دفاتر الطلبيات الممتلئة بشكل طبيعي بسبب اختناقات سلاسل التوريد. يشار إلى أن مثل هذه الاختناقات تتسبب أيضاً في إعاقة الإنتاج، بحسب ما جاء في أحدث تقرير لاتحاد الصناعات الألمانية وحصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على نسخة منه. من جهة أخرى صرح أوغور شاهين، مؤسس شركة "بيونتيك"، التي طورت أول لقاح ضد فيروس كورونا المستجد بالتعاون مع شركة "فايزر" الأميركية، بأن الحماية التي يوفرها لقاح "بيونتيك" من الإصابة بمسارات مرضية خطيرة نتيجة فيروس كورونا تكون عالية للغاية حتى بعد تسعة أشهر من تلقي اللقاح. وقال شاهين لصحيفة "بيلد أم زونتاج" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر اليوم الأحد إن هناك دراسات تم نشرها حديثاً أثبتت ذلك، ولكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن الحماية المناعية تبدأ في التراجع "بدءاً من الشهر الرابع" بعد تلقي اللقاح. ودعا شاهين لأخذ جرعات تعزيزية من اللقاح، وقال: "من ناحية، تحمي الجرعة التعزيزية المطعمين بشكل جيد للغاية من الإصابة بالمرض، وتساعد من ناحية أخرى على قطع سلاسل العدوى"، لافتاً إلى أنه من الممكن أن يساعد ذلك في تخطي الشتاء الصعب الذي تواجهه ألمانيا حالياً. وتابع شاهين قائلاً: "المهم هو حقيقة أن الجرعة الثالثة (الجرعة التعزيزية) تزيد الحماية من جديد. وإننا نتوقع بناء على ذلك أن تستمر الحماية لمدة أطول من الحماية التي تتوفر بعد تلقي جرعتي اللقاح الأساسيتين، وقد يكون هناك حاجة بعد ذلك لجرعات تعزيزية سنوياً فقط، على غرار الأنفلونزا".
مشاركة :