يواصل مجتمع الأعمال الدولي اهتمامه بالفرص المتاحة في الصين، حيث تلتزم الدولة الآسيوية بتوسيع الانفتاح وتهيئة بيئة أعمال موجهة نحو السوق وقائمة على القانون ومستوفية للمعايير الدولية. -- فرص للنمو على الرغم من حملة التضليل المنسقة وجائحة كوفيد-19، لم تغب عن أنظار الشركات الدولية قوة السوق الصينية وآفاق نموها على المدى الطويل، هكذا قال جون بانغ، الزميل الأقدم بكلية بارد في نيويورك. وذكر بانغ لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة أجريت معه عبر البريد الإلكتروني يوم الخميس، أن العام الماضي شهد مستويات قياسية من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الصين، واستمر هذا الاتجاه هذا العام. وأشار بانغ، الذي عمل في مجالي السياسات والاستراتيجية بقطاعات الحكومة والأعمال والمجتمع المدني في أنحاء شرق آسيا، إلى أن "الصين هي المحرك الأكثر أهمية للنمو المستدام والمدار جيدا والشامل للاقتصاد العالمي. فلم يقم أي بلد آخر بدمج جدول الأعمال الاجتماعي والبيئي بشكل وثيق كهذا مع السياسات الصناعية ليؤتي جهده ثمارا على جميع الأصعدة الثلاثة". وصرح مهران ناخجفاني، وهو شريك للأسواق الناشئة في ((إم آر بي بارتنرز))، لـ((شينخوا)) خلال اجتماع مائدة مستديرة افتراضي، قائلا إن مستثمرين أجانب اشتروا سندات حكومية صينية كأصول احتياطية عالمية خلال معظم عام 2021. وقد أكد مسؤولون تنفيذيون من هانيويل وماكدونالدز وبوينغ وعدد من الشركات الأمريكية الأخرى مؤخرا على أهمية السوق الصينية وفرص نموها في "مكالماتهم الجماعية" حول الأرباح للربع الثالث. و"تظل الصين سوقا ذات أهمية بالغة بالنسبة لنا، حيث نثق في الفرص طويلة الأجل"، حسبما قال كيفن أوزان نائب الرئيس التنفيذي والمدير المالي لماكدونالدز أواخر الشهر الماضي. -- "لا يمكن تحمل الخطأ في فهم الصين" ذكر بانغ أن تعهدات الصين مؤخرا بتوسيع الانفتاح وبناء بيئة أعمال محددة جيدا "ليست كلمات جوفاء مدفوعة بدورات سياسية قصيرة الأجل، وإنما بيان لسياسة جوهرية، وهي مجموعة من الوعود المصاغة بعناية والتي قُطعت لفترة أطول من الزمن". تتكامل هذه التعهدات مع الرؤى المحلية الأساسية الصينية للرخاء المشترك، والتي يدعمها الهدف المتمثل في "الحضارة البيئية" والاستعداد للعمل في أطر متعددة الأطراف، بما في ذلك مجالات الحوكمة الرقمية، حسبما ذكر بانغ. وأشار بانغ إلى أن الشركات الدولية التي لديها نموذج أعمال قائم على تقديم قيمة حقيقية ستجد فرصا لا مثيل لها للنمو في الصين. وأضاف بانغ أن "الصين هي المكان الذي يتم فيه اتخاذ القرارات وتنسيق السياسات ودفع التكاليف لخلق اقتصاد مستدام بيئيا وشامل اجتماعيا يحتاجه العالم". وقال بانغ لـ((شينخوا)) "لا يمكن لمجتمع الأعمال الدولي تحمل الخطأ في فهم الصين. فكما يُظهر الانهيار الحالي لسلسلة التوريد في الولايات المتحدة، نحن مرتبطون بشدة ببعضنا البعض، والصين هي ترس كبير جدا في آلة الاقتصاد العالمي". ورأت سوليتا مارسيللي، كبيرة مسؤولي الاستثمار للأمريكتين في قسم إدارة الثروات العالمية ببنك ((يو بي إس))، ضرورة أن يقوم المستثمرون ذوو الأفق طويل الأجل بالاستثمار في كل من الصين والولايات المتحدة والتعرف على الاقتصادين الأكبر والمختلفين اختلافا كبيرا واللذين يملكان فرص نمو واتجاهات قطاعية مختلفة. وقالت إن الاقتصادين الأمريكي والصيني "مرتبطان بشدة وفك الارتباط بينهما ستكون له تكلفة كبيرة".■
مشاركة :