أكراد سوريا يتحملون تبعات الاتفاقات الروسية التركية لتقاسم النفوذ

  • 11/22/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دمشق - يبدو أن الأكراد سيتحملون تبعات أية تفاهمات تركية روسية مستقبلة بعد أن تحول الشمال السوري لمنطقة نفوذ دولي. وسيكون الأكراد دائما الخاسر الكبر سواء اتفق الأتراك والروس او اختلفوا حول تقاسم النفوذ في منطقة تسهد اهتماما واسعا من قبل الولايات المتحدة. ويعتبر الأكراد مكونا هاما في سوريا حيث تشير التقديرات غير الرسمية لأعدادهم ما بين مليون ومليوني نسمة، وبعض المصادر المقربة من الأكراد ترفع تلك التقديرات إلى نحو ثلاثة ملايين نسمة من أصل أكثر من 18 مليونا هم عدد سكان سوريا. ويسعى الأكراد دائما للحفاظ على علاقات قوية مع القوى الدولية الفاعلة على غرار روسيا وخاصة الولايات المتحدة لكن المكون الكردي متخوف من تحسن طفيف للعلاقات التركية الأميركية وعدم رغبة إدارة بايدن التصعيد ضد أنقرة بسبب الملف الكردي. ورغم ان القوات الكردية في سوريا لعبت دورا كبيرا لمساعدة واشنطن والقوى الدولية على التخلص من تنظيم داعش واستعادة الكثير من الأراضي لكن المصالح وتقاسم النفوذ دائما ما تغلب على السياسيات الدولية وسياسات القوى العظمى. وفي هذا الصدد يقول المحلل السياسي نيكولا ميكوفيتش إنه يتعين على الأكراد اللجوء إلى روسيا وبشار الأسد للحصول على حماية حقيقية. ويرى مراقبون ان الاكراد متخوفون من اية عملية عسكرية تركية وشيكة خاصة وان المسؤولين الاتراك صعدوا من تهديداتهم في هذا الجانب وسط حديث متواتر عن استعدادات لجيش التركي والجماعات الموالية له للاستيلاء على مدينة تل رفعت وكذلك مدينة عين العرب (كوباني) وهي بلدة تعرف باسم ستالينغراد الكردية. ويشار الى ان القوات السورية والروسية دخلت المدينة الحدودية في عام 2019 بعد توغل تركي سابق. ويتخوف الاكراد من الحديث الرائج حول امكانية ان تسمح موسكو لانقرة بعملية عسكرية واسعة ضد الاكراد مقابل تخلي تركيا عن اجزاء من محافظة ادلب للقوات الروسية والسورية. وياتي ذلك تزامنا مع محادثات تجريها قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد مع الجيش الروسي لسحب الوحدات الكردية من المناطق المتاخمة للحدود التركية لتجنب مواجهة عسكرية مع تركيا. ويسعى الروس على ما يبدو الى اقناع قوات سوريا الديمقراطية بالانسحاب إلى الجنوب من الطريق الدولي إم - 4 الذي يبعد 32 كيلومترًا عن الحدود التركية. ويؤكد المحلل السياسي الصربي ميكوفيتش في مقال لموقع سنديكيشن بيورو المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، إنه من منظور عسكري بحت يبدو أن الأتراك مستعدون لشن هجوم ضد وحدات حماية الشعب الكردية، وإلى جانب مدينتي تل رفعت وعين العرب، من المحتمل أن تشمل المناطق المستهدفة الأخرى منبج غرب الفرات، وعين عيسى وتل تمر شرق النهر. وقد تم وضع الوحدات العسكرية للوكلاء الأتراك في إدلب على مستوى عال من الجاهزية القتالية. ويبدو ان الرئيس التركي يريد من وراء عمليته العسكرية الجديدة تحقيق انتصار ولو بسيط يستغله في معاركه السياسية الداخلية مع تصاعد الازمة المالية في البلاد. بينما يؤكد الروس انه اذا لم ينسحب الأكراد من أماكن معينة في شمال سوريا ويسمحوا للقوات الروسية والجيش السوري بفرض سيطرة كاملة على المنطقة، فإن الكرملين سوف يغض الطرف عن الإجراءات التركية. ويقول ميكوفيتش أنه من المرجح ان تعقد روسيا أولاً اتفاقا مع أنقرة يتضمن "تبادلا للأراضي" يشمل الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد مقابل جزء من إدلب.

مشاركة :