هناك الكثير من المواد العلمية والمقالات (التي تستند إلى البحوث الجادة) عن موضوع ازدواجية اللغة وفوائدها، حتى بالنسبة للأطفال الذين قد يعانون من تأخر اللغة، ولكني أجد نفسي مضطرة للحديث عن ذات الموضوع مرة أخرى؛ لأن توريث اللغة الأم للأبناء يتناقص شيئاً فشيئاً. فلماذا يتحدث الآباء إلى أبنائهم بلغتهم الأم؟ السبب الأول والأبسط هو لأنها اللغة التي من المرجَّح أن يتقنها الوالدان بشكل ممتاز. وحتى إذا كان الوالدان قادرين على التقاط لغة المجتمع، ستظل المفردات والمهارات والقواعد وسهولة الاتصال أقوى في اللغة الأم. كنت قد سمعت كثيرا من التوصيات من التربويين للآباء والأمهات لوقف التحدث باللغة الأم، بحيث لا يحدُث ارتباك لدى الطفل، وبحيث يساعدون الأطفال على الأداء الجيِّد في المدرسة، ولكن أدبيات البحوث تقول عكس ذلك تماماً. الأمر الآخر الذي يبدو أنه أكثر انتشاراً هو التحدث بلغة الأم منذ الولادة، وحتى مرحلة ما قبل المدرسة، مع تحول مفاجئ للغة المجتمع بمجرد دخول الطفل إلى المدرسة. المشكلة مع ذلك هي أن الأساس الحقيقي للغة (الذي تشكل من خلال اللغة الأم) يتم سحبه من تحت الطفل من أجل تعزيز لغة جديدة. ويُظهر البحث أن الأطفال الذين يمتلكون مهارات قوية باللغة الأولى هم أكثر استعداداً وقدرة على تعلم لغة ثانية. وبعبارة أخرى، فإنه من الصعب بناء لغة ثانية، إذا لم يتم تأسيس دعائم لغتهم الأولى. أما إيقاف التعامل بلغة الأم فسيضر فقط بنمو لغة الطفل، ثم تظهر الآثار السلبية على المدى الطويل. إن على الأطفال أن يكونوا قادرين على التواصل بشكل فاعل في منازلهم قبل أن يتمكنوا من التواصل مع المجتمع. وإليكم بعض النصائح للآباء والأمهات الذين يستخدمون لغتين مع أطفال في سن المدرسة: بإمكانك المساعدة في الواجبات المنزلية، والمشاريع، أو الواجبات التي هي بلغة المجتمع. ويمكنك أن تقرأ النص بلغة المجتمع، فقط تأكد أن كل التفاعل اللفظي حول الواجبات المنزلية أو قراءة النشاط يكون باللغة الأم. يحتاج الأطفال لسماع اللغة من أجل الحصول على مهارات لغوية قوية، والآباء والأمهات هم الأساس الذي يمكنه أن يوفر المدخلات اللغوية اللازمة. لذلك، ينبغي أن يعمل المعلمون وأولياء الأمور معاً من أجل تشجيع استخدام اللغة الأم في المنزل.
مشاركة :