تقود دولة الإمارات العربية المتحدة جهوداً مشرّفةً وملهمة في تعزيز قضايا الأمن الغذائي، لما حققته من قفزات نوعية ومبتكرة في هذا القطاع، بوصفه أحد مرتكزات منظومة الأمن الوطني الرئيسية، فحرصت على تعزيز استدامة الأمن الغذائي، وتوفير الإمكانات اللازمة لتلك الاستدامة، وتذليل كل التحديات الطبيعية والبشرية، خصوصاً في ظل النمو العالمي المتزايد للسكان، والتحديات المناخية التي تؤثر سلبيّاً في البيئة الطبيعية بمكوناتها المائية والغذائية. وضمن هذا الإطار، نظمت دولة الإمارات النسخة الأولى من «أسبوع أبوظبي للزراعة والأمن الغذائي» في الفترة من 21 إلى 25 نوفمبر الحالي، الذي يتضمن مجموعة من الورش والفعاليات التي تناقش أهمية الاستدامة الزراعية والأمن الغذائي، إلى جانب سلامة الغذاء وجودته، بمشاركة أكثر من 400 عارض وشركة راعية، وقرابة 150 متحدثاً دوليّاً، بما يبرز الدور الرائد لإمارة أبوظبي وجهة للابتكارات الزراعية في المنطقة والعالم، ويعزز قدراتها لتكون مركزاً للحلول والابتكارات الزراعية في البيئة الصحراوية، ويشجع على استهلاك المنتجات المحلية الطازجة، من خلال بحث ومناقشة أفضل المبادرات التي تعزز قدرات البحث والتطوير في مجال الغذاء. كما تسلط فعاليات «أسبوع أبوظبي للزراعة والأمن الغذائي» الضوء على مشكلة هدر الغذاء، وضرورة تطوير أنظمة متكاملة تسهم في خفض نفايات الطعام وإهداره، من خلال تطبيق أفضل الممارسات الزراعية المتبعة عالميّاً في هذا الصعيد، والاعتماد على التقنيات الحديثة لمواجهة تحديات الزراعة والتغيّرات المناخية، وتحقيق استدامة المخزون الاستراتيجي للغذاء، بما يتسق مع مبادرات الدولة الرائدة في هذا المجال، وأبرزها استراتيجية الأمن الغذائي، الهادفة إلى تطوير منظومة وطنية شاملة تقوم على تمكين إنتاج الغذاء المستدام، وجعل دولة الإمارات الأفضل عالميّاً في مؤشر الأمن الغذائي العالمي بحلول عام 2051، إضافةً إلى توجيه وزارة التغيّر المناخي والبيئة ليكون تعزيز الأمن الغذائي الوطني، والاستثمار في تكنولوجيا الغذاء، ومتابعة العلاقات الدولية في هذا المجال من أهم الأهداف الاستراتيجية والملفات التي ترعاها الوزارة. إن الحديث عن اهتمامات الدولة بالزراعة وبالأمن الغذائي يأخذنا مباشرة إلى استذكار دور المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي قال يوماً: «اعطوني زراعة أضمن لكم الحضارة»، في تحقيق مشروعات زراعية، كافحت التصحر، وحققت طفرة كبيرة في الإنتاج الزراعي إلى حد وصلت فيه الدولة إلى الاكتفاء الذاتي الذي يضمن التطور والتقدم، ويحقق تنوعاً زراعيّاً، حوّل أرض الإمارات من صحراء إلى أرضٍ خضراء، باستخدام أحدث أساليب تهيئة الأرض التي مكّنت من زراعة النباتات والأشجار، وأوجدت خيارات متنوعة من المزروعات. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
مشاركة :