حذرت الإدارة الأميركية إسرائيل من عدم فائدة هجماتها ضد المنشآت النووية الإيرانية في المدى البعيد، وأنه بالرغم من أن هذه الهجمات "مرضية من الناحية التكتيكية"، إلا أنها تلحق ضررا بالهدف الأكبر، وهو وقف البرنامج النووي الإيراني، وفق ما نقلت مصادر صحفية أميركية، أمس الإثنين، عن مسؤولين أميركيين قولهم خلال محادثات مع نظرائهم الإسرائيليين. وأكدت المصادر أن الولايات المتحدة وإسرائيل مختلفتان حيال نجاعة النشاط الدبلوماسي تجاه إيران، مقابل ممارسة القوة. ونقلت المصادر عن مسؤولين إسرائيليين رسميين قولهم لنظرائهم الأميركيين إن إسرائيل لا تعتزم التوقف عن عملياتها في هذا المجال. وجاءت أقوال المسؤولين الإسرائيليين بالرغم من التحذيرات من أن الهجمات تسرّع إعادة بناء وتحسين المنشآت النووية في إيران، وفقا للصحيفة. وقالت المصادر: إن إسرائيل نفذت سلسلة هجمات ضد البرنامج النووي الإيراني، خلال العشرين شهرا الأخيرة، وبينها اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة، وتفجيرات في أربعة مصانع ومنشآت، تُصنّع فيها صواريخ وأجهزة طرد مركزي. وأشارت إلى تعاون أميركي - إسرائيلي، قبل عشر سنوات، حول عملية أطلقت عليها تسمية "الألعاب الأولمبية"، التي كان هدفها شن هجمات سيبرانية لإلحاق أضرار في صنع أجهزة طرد مركزي في منشأة نطنز. إلا أن جهات رسمية أميركية وإسرائيلية أشارت، في السنوات الماضية، إلى أن القدرات الإيرانية من أجل صد هجمات كهذه تحسنت وأن بحوزة إيران حاليا قدرات في المجال السيبراني، وتم استخدامها ضد أهداف أميركية أكثر من مرة. وأضافت المصادر أن أجهزة الاستخبارات الأميركية، ومراقبين دوليين، أشاروا إلى أن الإيرانيين نجحوا في ترميم المنشآت النووية بشكل سريع بعد هجمات استهدفتها في الفترة الأخيرة. وشملت الترميمات وضع أجهزة جديدة، بالإمكان بواسطتها تخصيب اليورانيوم بنسبة ووتيرة أعلى. ولفتت إلى أن إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، انسحبت من الاتفاق النووي عام 2018، وإلى أنه بعد ذلك بسنة بدأت إيران تتراجع عن التزاماتها في الاتفاق الموقع في العام 2015، وبدأت تخصب اليورانيوم بحجم ومستوى يتجاوزان شروط الاتفاق. من جهة ثانية، دعا وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، الليلة الماضية كلا من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي والدول المانحة، إلى دعم السلطة الفلسطينية اقتصاديا، منعا لانهيارها، والدفع لبناء الثقة بين السلطة في رام الله وحكومة الاحتلال الإسرائيلي. وجاءت تصريحات غانتس خلال مؤتمر نظمته جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس (UCLA) بعنوان "الأرض"، بحسب ما جاء في بيان صدر عن وزارة الأمن الإسرائيلية. وقال غانتس خلال مشاركته في المؤتمر، في خطاب مسجل: إن "إيران ترى نفسها قوة عظمى تعمل على تسليح "جيوش إرهاب" وتبث الفكر المتطرف وتصدر الأسلحة وتوفر التمويل والقوى البشرية في الشرق الأوسط". وعن الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها السلطة الفلسطينية، أشار وزير أمن الاحتلال الإسرائيلي إلى "ضرورة تعزيز العلاقات مع السلطة الفلسطينية وبناء الثقة بين الطرفين (الإسرائيلي والفلسطيني)". وقال غانتس: "يجب اتخاذ خطوات تساهم في الأمن والاستقرار والنمو الاقتصادي. إجراءات تعود بالفائدة على إسرائيل والفلسطينيين"، معتبرا أنه على "الولايات المتحدة وأوروبا ودول الشرق الأوسط الأخرى اغتنام الفرص في المنطقة". وأضاف أنه على هذه الجهات "الاستثمار في تحسين حياة الفلسطينيين، وبدء المشاريع التي من شأنها النهوض بالاقتصاد الفلسطيني"، مشددا على أن "كل ذلك من أجل تعزيز الاستقرار في المنطقة".
مشاركة :