مرة جديدة يطل بها الوجه القبيح للشغب في الملاعب الفرنسية، ويكون فريق مارسيليا مجدداً هو أحد ضحاياها بعد أن توقفت المباراة ضد مضيفه ليون إثر إصابة لاعب خط وسطه ديميتري باييه في رأسه بعبوة مياه ألقيت من جماهير المدرج الشمالي لملعب غروباما في ليون. ولقي الحادث استنكاراً كبيراً من وزيرة الرياضة الفرنسية روكسانا ماراسينيانو التي أكدت على أن المشاكل الجماهيرية المتكررة باتت تهدد مستقبل كرة القدم في بلادها. وكان باييه يتحضر لتنفيذ ركلة ركنية عندما سقطت المقذوفات بجانبه، ليقوم الحكم بإبلاغ ما حصل إلى مندوب المباراة. ومع عودة الهدوء إلى المدرج الشمالي للملعب، عاد اللاعب لتنفيذ الركلة، لكنه أصيب هذه المرة في أذنه بعبوة مياه ليسقط أرضاً محاطاً باللاعبين من كلا الفريقين وأعضاء الطاقم الطبي لمارسيليا. وطلب الحكم رودي باكيه من لاعبي الفريقين مغادرة الملعب قبل أن يصدر قراره بإلغاء المباراة بعد نحو ساعتين من إيقافها. وكان المذيع الداخلي للملعب قال في البداية إن المباراة ستستكمل بناء على قرار من السلطات المحلية في ليون، إلا أن الحكم أشار إلى عدم ضمانته سلامة اللاعبين حال استئناف اللعب. وتم التعرف على شخص بواسطة كاميرات المراقبة واعتقل على صلة بهذه الحادثة، بحسب مصادر من الشرطة المحلية. وانتقدت رابطة الدوري الفرنسي الخطوة التي كانت السلطات المحلية تريد فرضها باستمرار اللعب وسط هذه الحالة المرتبكة والخطيرة، ودعت في بيان إلى اجتماع طارئ للجنة الانضباط لبحث ما حدث وإصدار عقوبات مبدئية في انتظار نتائج التحقيقات التي قد تستغرق أسبوعين على الأقل. وقالت الوزيرة ماراسينيانو أمس: «على القائمين على كرة القدم التوصل إلى اتفاق... هذا النوع من المشاكل يجب أن تحله الرابطة. يتعين على الجميع أن يفهم أن استمرار وبقاء كرة القدم الفرنسية أصبح على المحك، وأن هذه الحوادث تشكل تهديداً للأوضاع المالية لكرة القدم للمحترفين في البلاد». وأضافت: «لقد كافحنا خلال الأزمة الصحية العالمية من أجل عودة الجماهير إلى الملاعب ولن نسمح بحدوث أشياء من هذا القبيل مجدداً». من جهته قدم رئيس ليون ميشال أولاس اعتذاره لباييه، رغم اعتراضه على قرار عدم استئناف المباراة. ويشهد الدوري الفرنسي لموسم 2021 - 2022 تصاعد أعمال الشغب في المدرجات، حيث سبق وتعرض باييه بالذات لحادثة مماثلة في مباراة مارسيليا ضد نيس في أغسطس (آب) الماضي، وتم إلغاء اللقاء قبل ربع ساعة من النهاية، وخصم نقطتين من نيس، واحدة منهما مع إيقاف التنفيذ. وأعيدت المباراة خلف أبواب مغلقة وعلى أرض محايدة في تروا في 27 أكتوبر (تشرين الأول) حيث انتهت بالتعادل 1 - 1. كما شهدت مباراة مارسيليا وسان جيرمان في 24 أكتوبر أيضاً في استاد فيلودروم رمي عبوات من قبل الجماهير. وفي سبتمبر (أيلول) تأجلت بداية الشوط الثاني لمباراة لنس وليل في قمة الشمال لنحو نصف ساعة بعد اشتباك جماهير الفريقين قبل أن تقتحم مجموعة من الجماهير الملعب، مما أدى إلى تدخل قوات مكافحة الشغب. كما حدثت وقائع أخرى في مباراة مونبيلييه وأنجيه ومارسيليا وسانت إيتيان.
مشاركة :