قال أستاذ في علم الإجرام ومكافحة الجريمة إن الجماعات الإرهابية تترصد بالجانحين من صغار السن بأكثر من 100 ألف تغريدة يوميا في موقعي تويتر وفيسبوك، مستنكراً تغافل المجتمع لما تعانيه فئة صغار السن من إهمال أسري. ونقلت صحيفة الوطن عن الدكتور يوسف الرميح، أستاذ علم الإجرام ومكافحة الجريمة والإرهاب في جامعة القصيم، قوله إنه من الهام جداً عودة الدور المجتمعي والأسري إلى حماية الشباب والفتيات من الانخراط في صفوف الجماعات الإرهابية. وأضاف: أهم الأدوار التي يجب أن تعيها الأسرة إعادة التواصل بين الآباء والأمهات، وتخصيص وقت لمناقشة ما يقومون به، ومراقبة الأجهزة الحديثة التي يستخدمونها، ويأتي دور المراكز الشبابية والمدرسة في المرتبة الثانية، إذ تقع المسؤولية الكبرى على المعلم. وأوضح الرميح أن الجماعات الضالة تستدرج خلال المواقع أصحاب المشاكل الأسرية وذوي الحاجات بإغراءات مختلفة، كالمال، أو الوعد بالجنة والحور العين إذا ما قام الشخص بتنفيذ عمليات إرهابية وقتل المسالمين، أو بالزواج إذا كان المستهدف أعزب، أو الزعامة إذا كان من الباحثين عن الشهرة، إذ يستهدف الإرهابيون المرضى نفسيا. كما كشف الرميح أن المواقع الجهادية تغري الأفراد بكنى وهمية، وترسل أموالا باهظة للمشاركين بنشر التغريدات في مجتمعاتهم، ومن هنا يبدأ الاستقطاب، فيشاهد البعض التغريدة، ويردون عليها، فيتواصل الإرهابي مع الشخص المستقطب، مشيرا إلى أن تلك الجماعات تبث رسائلها بأكثر من 20 لغة، ولديهم أفراد متفرغون للحرب الإلكترونية لجذب المتطوعين، والانتحاريين المتجاوبين. ورأى الرميح أن اجتثاث الإرهاب يبدأ من تصحيح الفكر، وهو يستلزم تفاعل وتعاون الدول كافة من الإنتربول والدول الكبرى، في مراقبة الفكر الإرهابي، والتبليغ الفوري عن المشتبه بهم، مطالبا بإنشاء مؤسسة دولية تُعنى بحصر المروجين للفكر الضال، ومطاردتهم. ونبه إلى أن الإرهابي دائما ما ينشئ مواقع إلكترونية عدة، وبمجرد إغلاق موقع يطلق الآخر، ومن الصعب تحديد جنسيات هؤلاء المغردين من المنتمين إلى الإرهاب، إذ ينتمون إلى جنسيات مختلفة، وتتوافر لديهم أموال طائلة تمدهم بها جهات غير معلومة، لها مراكز في كل الدول.
مشاركة :