الحقيقة، أنك لا تعلم، ولا أنا، ولا أحد في هذه الدنيا، يعلم ماذا سيحدث له أو لغيره في هذه الدنيا بعد أقل من لحظة، لن أقول ثانية أو دقيقة أو ساعة.ولأنك لا تعلم، يجب عليك أن تختار هذا الاختيار، أن تستعين وتظن بالذي يعلم (الخير)، ولا تخاف مما هو قادم، ولا تحزن على ضراء أصابك، أو ضياع فرصة، أو رفض شركة لك أن تعمل بها، أو عدم قبول مَن أحببتها بزواجك.وتأمل معي كلمات اللاعب المصري محمد صلاح، وتعلم منها، أنك بالفعل لا تعلم، كما أنه كان لا يعلم.يقول محمد صلاح: «بالفعل كنت على وشك الانتقال إلى الزمالك، إلا أنني فوجئت بتوقف المفاوضات بناء على رغبة مسؤولى القلعة البيضاء، الذين رفضوا ضمي في نهاية الأمر، وشعرت بالحزن حينها؛ لأن أي لاعب بكل تأكيد يتمنى اللعب سواء للزمالك أو الأهلي».لا أريد منك أن تعيد كلماتي بالأعلى، ولكن أعد قراءة ما قاله محمد صلاح، وتوقف عند ثلاث كلمات فقط وهي (شعرت بالحزن حينها)، هل تعرف لماذا؟ لأنه كان لا يعلم ما ينتظره من خير كثير من الله.وما يؤكد ما أريدك أن تقتنع به، هو ما قاله أيضاً، إن مانويل جوزيه المدير الفني السابق للأهلي، قد أبدى إعجابه بقدراته الفنية والبنية، ولكن لم تكتمل أيضاً هذه المفاوضات، وذلك بسبب توقف النشاط الكروي في ذلك الوقت.لو تواجدنا في هذه الأيام بجوار محمد صلاح، وكنا ممن حوله من المقربين له من أهله وأصدقائه، سنقول أنه سيئ الحظ، لم يوفقه الله في الانتقال إلى كل من ناديي الزمالك والأهلي، لأننا لم نكن نعلم أن الله يريد توفيقه إلى ما هو أفضل من ذلك بكثير وهو أن يحترف ويصبح من أفضل لاعبي العالم، ويقف ليتحدث مع أفراد الأسرة المالكة ببريطانيا، بناءً على دعوتهم له.باختصار، قد تغلق في وجهك أبواب كثيرة، كنت تظن أن الخير كله وراءها، لأن الله يريد لك أن تدخل من باب آخر بداخله الخير الكثير، أو أراد أن يمنعك عن شر كان سيحدث لك فيما كنت تظن أنه الخير. (أحسنوا الظن بالله).@salehsheha1