فيما يقترب موسم التسوق الخاص بالعطلات، يجد المستهلكون الأمريكيون أن ميزانياتهم لا تتمدد مثلما كانوا يتوقعون. يقول نحو ثلث متسوقي موسم العطلات "إنهم يخططون الآن بشأن الإنفاق أكثر مما كانوا يتوقعون في أيلول (سبتمبر)"، بحسب استطلاع صدر أمس من شركة ديلويت. ومن بين تلك المجموعة قال 41 في المائة "إن السبب في هذا هو ارتفاع الأسعار". وهذا يمثل ارتفاعا من نسبة 27 في المائة قالوا الشيء نفسه في 2020. كان التضخم مسألة أساسية في موسم عطلات 2021، وأصبحت الأسعار مرتفعة بالفعل لأنواع كثيرة من المنتجات وسط تكاليف السلع المرتفعة والاختناقات في سلاسل التوريد والتخفيضات الضحلة، حسبما ذكرت وكالة أنباء "بلومبيرج". ورغم التهديدات لثقة المستهلك، لا يوقف الوضع الإنفاق. ويمكن لمبيعات موسم العطلات أن ترتفع ما بين 7 إلى 9 في المائة العام الجاري، بحسب التوقعات التي أصدرتها "ديلويت" في أيلول (سبتمبر). لكن هذا النوع من النمو يمكن أن يصعب تحقيقه في حال لم يجد المستهلكون هدايا لشرائها. وتعني المشكلة أن كثيرا من المفردات ليست متوافرة، خصوصا في فئات الهدايا الرئيسة مثل الإلكترونيات والملابس واللعب. وقال 63 في المائة من المتسوقين الذين استطلعت الشركة آراءهم "إنهم مروا بالفعل بموقف عدم توافر البضائع". يذكر أنه تم إجراء استطلاع "ديلويت" عبر الإنترنت بين 1200 بالغ أمريكي من 21 إلى 25 تشرين الأول (أكتوبر). وفي سياق متصل بالتضخم حول العالم، أظهرت بيانات أصدرتها إدارة التعداد والإحصاء في هونج كونج أمس أن التضخم في أسعار المستهلكين ارتفع في تشرين الأول (أكتوبر) بأكبر معدل في ثلاثة أشهر. وارتفعت أسعار المستهلكين 1.7 في المائة على أساس سنوي في تشرين الأول (أكتوبر)، مقابل 1.4 في المائة في أيلول (سبتمبر)، بحسب "الألمانية". ومع استبعاد تأثيرات جميع تدابير الإغاثة التي اتخذتها الحكومة لمرة واحدة، يكون التضخم الأساسي قد ارتفع بـ1.1 في المائة مقابل 1 في المائة في أيلول (سبتمبر). وجاء ارتفاع التضخم الأساسي مدفوعا بالزيادات الكبيرة في رسوم الكهرباء وكذلك أسعار الخضراوات الطازجة. وقال متحدث باسم الحكومة "إن الضغوط التضخمية قد ترتفع إلى حد ما على المدى القريب، في ظل ارتفاع أسعار الواردات والتعافي الاقتصادي". إلى ذلك، أظهرت بيانات من مكتب الإحصاء البولندي أمس ارتفاع الإنتاج الصناعي في البلاد أكثر من المتوقع في تشرين الأول (أكتوبر). وأظهرت بيانات منفصلة أن أسعار المنتجين ارتفعت في الشهر نفسه. وزادت أسعار المنتجين 11.8 في المائة على أساس سنوي في تشرين الأول (أكتوبر) عقب زيادة 10.3 في المائة في أيلول (سبتمبر). وكان خبراء الاقتصاد توقعوا زيادة 10.8 في المائة. وزادت الأسعار في قطاع التعدين والمحاجر 23.2 في المائة بينما زادت الأسعار في قطاع التصنيع 11.9 في المائة. وصعد الإنتاج الصناعي 7.8 في المائة على أساس سنوي في تشرين الأول (أكتوبر). وكان خبراء الاقتصاد توقعوا نموا 5.3 في المائة. وارتفع الإنتاج الصناعي 5.5 في المائة على أساس سنوي في تشرين الأول (أكتوبر) وإنتاج التعدين والمحاجر 2.4 في المائة، بحسب "الألمانية". وزاد إنتاج الكهرباء وإمدادات المياه 40.6 في المائة و10.7 في المائة على التوالي. وارتفع الإنتاج الصناعي 2.3 في المائة في تشرين الأول (أكتوبر) على أساس شهري. وفي روسيا، بلغ سعر بيض سمك السلمون أو الكافيار الأحمر مستويات غير مسبوقة، حيث يعد مكونا رئيسا للمائدة في موسم العطلات، على الرغم من ارتفاع كمية سمك السلمون المصطاد. وازداد معدل صيد سمك السلمون، الذي يتم معظمه في شبه جزيرة كامتشاتكا، في أقصى الشرق الروسي، بنسبة تقارب 30 في المائة منذ كانون الثاني (يناير)، مقارنة بالفترة نفسها من 2020، وفق ما نقلت وكالة "تاس" للانباء عن وكالة "الصيد" الاتحادية. وأدى ذلك إلى خفض سعر السلمون. وأشار تحقيق أعدته الصحيفة إلى أن السبب في ذلك يعود إلى الموسم، حيث لفت تجار السوق إلى حصول "مضاربة" قبل موسم العطلات، وحصر السوق في أيدي "عشرة إلى 15 منتجا" في الشرق الأقصى. في تشرين الأول (أكتوبر)، بلغ التضخم 8.1 في المائة على مدار عام واحد في روسيا، وهو رقم قياسي منذ 2016. وعلى غرار دول أخرى من العالم، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل خاص، وهو ما يمثل ضربة للسكان الذين يواجهون صعوبات مالية. وبحسب "الفرنسية"، تجاوز سعر التجزئة للكيلوجرام من الكافيار الأحمر عتبة خمسة آلاف روبل "نحو 60 يورو"، وهو أعلى سعر منذ بدء تسجيل الأسعار في 2000، وفقا للأرقام الصادرة عن وكالة الإحصاء "روستات" ونقلتها صحيفة "آر بي كي". وقد يجعل ذلك الطبق المكون من الخبز المحمص المدهون بالزبدة والكافيار الأحمر نادرا على موائد الروس، الذين يعانون التضخم العام الذي أثر بشكل خاص في أسعار المواد الغذائية. خلال عقدين من الزمن، ازداد سعره بأكثر من سبعة أضعاف في نهاية العام، بحسب بيانات وكالة الإحصاء. ويتعارض هذا التضخم مع التوقعات.