المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يسعى للتوصل إلى أرضية تفاهم مع إيران

  • 11/23/2021
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تأتي زيارة غروسي قبل أسبوع من موعد استئناف المفاوضات لإحياء الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني المعلّقة منذ حزيران/يونيو، في فيينا. كدليل على التوتر بين الأمم المتحدة وطهران، تتجاهل الصحف الإيرانية المحافظة المتشدّدة كليًا زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية. صباح الثلاثاء، التقى غروسي الذي وصل مساء الاثنين إلى العاصمة الإيرانية، رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي. وأكد غروسي في مؤتمر صحافي مشترك مع إسلامي، "عملنا كان مكثّفًا (...) نواصل مفاوضاتنا بهدف التوصل إلى أرضية تفاهم". وأضاف "نعمل أيضًا على مواضيع أخرى (...) من المهمّ جدًا وضع كل شيء في منظور برنامج إيران النووي السلمي". "إطار واضح" وتابع "نعمل جاهدين ونكثّف جهودنا لاختتام محادثاتنا اليوم". أكدت المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في بيان مقتضب الثلاثاء أن "وضع إطار واضح للتعاون بين المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية والوكالة الدولية للطاقة الذرية هو أحد مواضيع النقاش الرئيسية بين المسؤولين". وتعود زيارة غروسي الأخيرة لطهران إلى 12 أيلول/سبتمبر حين التقى فقط رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية. واشتكى آنذاك من غياب التواصل مع الوزراء في الحكومة التي شُكّلت في آب/أغسطس، في أعقاب الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في حزيران/يونيو وفاز فيها المحافظ المتشدد ابراهيم رئيسي. وأوضح غروسي حينها أن لديه "لائحة طويلة من الأمور" التي يريد مناقشتها مع القادة الإيرانيين. هذه المرة، من المقرر أن يلتقي غروسي بعد الظهر وللمرة الأولى وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان المكلّف الشقّ السياسي من الملف النووي. وتأتي هذه اللقاءات قبل أسبوع من استئناف في 29 تشرين الثاني/نوفمبر في فيينا المفاوضات بين إيران والقوى العظمى لمحاولة إحياء الاتفاق المبرم عام 2015 والهادف إلى منع طهران من حيازة السلاح النووي. قبيل وصول غروسي الاثنين، أعرب الناطق باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده عن أمله في أن تكون الزيارة "بنّاءة". وقال "لطالما أوصينا الوكالة الدولية للطاقة الذرية باستمرار التعاون الفني معنا وعدم السماح لبعض الدول باستغلالها لأغراض سياسية ولتمرير أجندتها". وتأتي زيارة غروسي بعدما أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأربعاء الماضي أن إيران زادت مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب، رداً على إعادة فرض عقوبات أميركية ضدها عام 2018. بحسب تقرير للمنظمة الأممية اطلعت عليه وكالة فرانس برس، بات مخزون إيران من اليورانيوم العالي التخصيب يتجاوز بأكثر من 12 مرة الحدّ المسموح به بموجب اتفاق 2015. زيادة التخصيب وأبرمت إيران وستّ قوى دولية في 2015، اتفاقا بشأن برنامجها النووي أتاح رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة عليها، مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها، مع برنامج تفتيش من الوكالة الدولية يعد من الأكثر صرامة في العالم. الا أن مفاعيل الاتفاق باتت في حكم اللاغية منذ 2018، عندما انسحبت الولايات المتحدة منه أحاديا في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات قاسية على إيران. وردا على ذلك، بدأت إيران عام 2019 بالتراجع تدريجا عن تنفيذ العديد من التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق. وفي حين تتهم الدول الغربية إيران بـ"انتهاك" الاتفاق من خلال هذا التراجع، تؤكد طهران أن خطواتها "تعويضية" بعد الانسحاب الأميركي. واعتبارا من مطلع 2021، رفعت إيران من مستوى التخصيب، بداية مع 20 بالمئة في كانون الثاني/يناير، ولاحقا 60 بالمئة اعتبارا من نيسان/أبريل. ووفق التقرير ذاته، زادت إيران بشكل كبير مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب. وفي أرقام تعود الى السادس من تشرين الثاني/نوفمبر، بلغت كمية اليورانيوم المخصّب بنسبة 60 بالمئة 17,7 كلغ (مقابل 10 كلغ في نهاية آب/أغسطس)، بينما زادت كمية اليورانيوم المخصّب بنسبة 20% من 84,3 كلغ إلى 113,8. وتفوق نسب التخصيب هذه بشكل كبير السقف الذي حدده اتفاق 2015 النووي عند 3,67 بالمئة. وسيدرس مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا التقرير خلال اجتماع مرتقب الأسبوع المقبل، قبيل عودة طهران والقوى الدولية الى طاولة المباحثات في فيينا في 29 تشرين الثاني/نوفمبر.

مشاركة :