شدد الدكتور مجدي علام أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، على أن اتفاق الصين والولايات المتحدة الأمريكية على تعزيز العمل المناخي “تطور مهم جدا” لمواجهة تغير المناخ. وقال علام، وهو مستشار برنامج المناخ العالمي، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن “اتفاق الصين والولايات المتحدة على إنشاء مجموعة عمل معنية بتعريز العمل المناخي سوف يساهم بشكل كبير جدا في حل معضلات تغير المناخ”. وأصدرت الصين والولايات المتحدة خلال نوفمبر الجاري إعلانا مشتركا بشأن تعزيز العمل المناخي في الفترة 2020- 2030، واتفق الجانبان على تشكيل مجموعة عمل لتعزيز العمل المناخي، ومواصلة العمل مع جميع الأطراف لتعزيز تنفيذ اتفاقية باريس، واتخاذ إجراءات مناخية معززة للتصدي بفعالية لأزمة المناخ. وأضاف الخبير العربي، أن ” هذا الاتفاق تطور جديد ومهم جدا، واعتقد أنه سيكون خطوة مهمة من أجل تخفيف غازات الاحتباس الحراري”. وأكد أن “الصين تبذل جهودا كبيرة لمواجهة التغير المناخي.. وتعمل على تخفيض استخدام الفحم”. واعتبر أن تأسيس الصين صندوق كونمينغ للتنوع البيولوجي لدعم الدول النامية “خطوة جيدة من جانب الصين”. ودعا الدول الكبرى إلى أن تحذو حذو الصين والمساهمة بتأسيس مثل هذه الصناديق. وأوضح علام، أن مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب 26)، والذي اختتمت فعالياته في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، شهد نوعا من الجدية، حيث أنه “أول مؤتمر يتم خلاله تحديد الكميات بالنسبة للانبعاثات التي سوف يتم تخفيضها، كما أنه شهد لأول مرة ذكر الوقود الأحفوري في اتفاق يتوصل إليه مؤتمر كوب، وبالتالي شهد هذا المؤتمر إيجابيات أفضل من المؤتمرات السابقة”. وعلق علام، على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الدول المتقدمة إلى الالتزام بتقديم 100 مليار دولار سنويا للعمل المناخي للدول النامية. وقال إن تصريح غوتيريش يرجع إلى عدم وفاء الدول المتقدمة بالتزاماتها خلال السنوات الماضية لتمويل العمل المناخي، قبل أن يضيف “اعتقد أن هذه الدول سوف تلتزم خاصة أن البنوك الكبرى في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية أعلنت استعدادها للمشاركة في هذا التمويل”. وتابع أن هذه الدول شهدت أيضا تغيرات مناخية حادة كالأعاصير والفيضانات والجفاف والسيول وارتفاع درجة الحرارة، مؤكدا أن “هذه المرة الإنذار كان شديدا من الطبيعة”. وأردف أن “هناك مؤشرات بأن تكون هناك جدية في تعامل الدول الكبرى مع قضية تعامل المناخ، بسبب حجم الحوادث المناخية التي حدثت في هذه الدول خلال العامين الماضيين من حرائق غابات وتصحر وسيول وجفاف شديد، وجميعها ظواهر سلبية أثرت على الأمن الغذائي وصحة الناس”. ورأى أن “المطلوب لتجنب تداعيات تغير المناخ هو البدء فورا في تطبيق برنامج الحد من غازات الاحتباس الحراري الستة ومن بينها غازات الميثان وثاني أكسيد الكربون والكبريت، والتحول لاستخدام الطاقة النظيفة”. وواصل “يجب على الدول الصناعية أن تتحمل المسؤولية فيما أفسدته من المناخ من خلال تقديم المنح ومساعدة الدول النامية والفقيرة ونقل خبراتها في مجال الزراعة لأن القطاع الزراعي من أكثر القطاعات المتضررة بالتغير المناخي”. وحول الإجراءات التي تتخذها مصر لمواجهة تغير المناخ، قال علام إن “مصر اتخذت إجراءات كثيرة لمواجهة تغير المناخ من خلال برنامجين، الأول: برنامج تخفيف غازات الاحتباس الحراري للحد من انبعاثات التلوث، والثاني: برنامج التكيف مع التغيرات”. وأشار إلى أن مصر نفذت مشروعات عديدة لتوليد الطاقة المتجددة، فضلا عن مشروعات الصوب الزراعية واستصلاح الأراضي الزراعية وغيرها.
مشاركة :