يوما بعد اعلان الرئيس الاميريكي جو بايدن عن سحب ٥٠ مليون برميل نفط من مخزون الولايات المتحدة الاستراتيجي ودول أخرى منها الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وبريطانيا من اجل تخفيض أسعار البنزين للمستهلك الاميريكي، ولكن ارتفعت أسعار النفط في سوق لندن يوم الثلاثاء وبلغ سعر برميل البرنت اكثر من ٨٢ دولارا في سوق لندن. واعتبر اكثر من محلل نفطي ان خطوة الرئيس بايدن لن تؤثر بشكل كبير لجهة تخفيض أسعار النفط والغاز لان سحب هذه الكمية من المخزون الاستراتيجي غير كاف ليؤثر على سعر السوق فالطلب العالمي يقدر بـ 100 مليون برميل في اليوم. وتجدر الإشارة الى ان المخزون الاستراتيجي الاميريكي موجود على شاطئ الخليج الاميريكي بامكانه تخزين 713 مليون برميل من النفط . الى ذلك يرى بعض محللي صناعة النفط ان خطة بايدن هي لطمانة المستهلك الاميريكي بانه عازم على بذل كل الجهود لتخفيض سعر البنزين في الولايات المتحدة . وارتفاع أسعار النفط والغاز في العالم سببه تقليص الاستثمار في هذا القطاع الذي بدأ منذ جائحة كورونا عندما اجلت الشركات العملاقة استثماراتها المالية لمشاريع تطوير وتنقيب حقول جديدة ، كما ان نمو الاقتصاد العالمي بلغ اكثر من 6 في المئة لهذا العام إضافة الى ارتفاع قيمة الدولار . وكان بايدن طالب مرارا من دول أوبك + ان تزيد انتاجها للحد من ارتفاع الأسعار ولكن رفضت أوبك+ تخوفا من حدوث فائض في الإنتاج بناء على توقعات الطلب على النفط انخفاض كبير في الأسعار واكتفت بما قررته وهو زيادة ٤٠٠ الف برميل في اليوم على ان تراجع الوضع في مؤتمرها المقبل في ٢ دسمبر . واعتبر بعض المحللين النفطيين ان سحب هذه الكمية من المخزون الاستراتيجي غير كاف ليؤثر على سعر السوق لان الطلب العالمي يقدر بأكثر من ٩٠ مليون برميل في اليوم . وبايدن سحب هذه الكمية لبضعة أيام مع عدد من الدول، ولم يصدر أي تعليق عن وكالة الطاقة الدولية التي هي المخولة لقرار سحب المخزون الاستراتيجي للدول العضاء فيها، كما ما ان مجموعة أوبك+ لم تعلق. واعتبرت مصادر الصناعة النفطية ان اعلان بايدن الذي يهدف الى طمانة المستهلك الاميريكي قد يريده أيضا كرسالة الى أوبك + التي تعقد اجتماعها يوم ٢ دسمبر . ان القرار الاميريكي قد يدفع دول أوبك+ الى مراجعة قرارهم بزيادة الإنتاج ب٤٠٠ الف برميل في اليوم اذا رأوا ان سحب المخزون الاستراتيجي سيؤدي الى فائض في السوق اذا قررت الولايات المتحدة مثلا سحب 80 الى 100 مليون برميل لفترة أطول من شهر، فدول أوبك + حذرة بالنسبة لقرارها في المؤتمر القادم لانها غير عازمة على انخفاض كبير في أسعار النفط. وبايدن يطالب هذه الدول بزيادة انتاجها من النفط غداة قمة غلاسكو التي كان دور الولايات المتحدة محوريا في اقناع الدول المشاركة عن الابتعاد عن الطاقة الاحفورية في سبيل حماية البيئة على المدى الطويل . رندة تقي الدين
مشاركة :