واشنطن – الوكالات: أكد المبعوث الأمريكي المكلّف بالملف الإيراني أن واشنطن لن تقف «مكتوفة الأيدي» إن لم تعمل إيران سريعا على العودة إلى طاولة المحادثات حول برنامجها النووي التي تستأنف الأسبوع المقبل. وفي تصريح أدلى به الثلاثاء للإذاعة الوطنية قال روب مالي إنه «إذا قرروا عدم العودة إلى الاتفاق، سيتعين علينا أن ننظر في وسائل دبلوماسية أخرى» مؤكدا أن الولايات المتحدة «لن تكون مستعدة للوقوف مكتوفة الأيدي» إذا استنزفت إيران المحادثات في فيينا. تُستأنف الإثنين في فيينا المحادثات بين إيران والدول الكبرى سعيا إلى إحياء الاتفاق المبرم مع طهران حول برنامجها النووي بعد توّقف دام خمسة أشهر إثر انتخاب المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي رئيسا لإيران. وكانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قد شاركت بشكل غير مباشر في المحادثات في وقت سابق من العام الحالي على أمل إعادة إحيائه بعدما كان الرئيس السابق دونالد ترامب قد سحب واشنطن منه. لكن مساعي الإدارة الأمريكية للتوصل إلى تفاهم مع إيران لم تثمر إلى الآن. وقال مالي «نحن جاهزون للعودة إلى التقيّد ببنود الاتفاق ورفع كل العقوبات التي تتعارض معه. إذا أرادت إيران العودة إلى الاتفاق لديها المجال لذلك». وتابع «إذا كانت إيران لا تريد العودة إلى الاتفاق، وإذا واصلت ما يبدو أنها تفعله حاليا أي استنزاف المحادثات الدبلوماسية حول النووي وسرّعت وتيرة برنامجها النووي، إذا اختارت هذا المسار، سيتعين علينا أن نرد وفقا لذلك». والمحادثات تجرى بشكل غير مباشر إذ يتولى موفد الاتحاد الأوروبي التواصل مع كل من مالي والوفد الإيراني الذي يرفض لقاء ممثل الولايات المتحدة وجها لوجه. وتطالب إيران برفع كل العقوبات المفروضة عليها، لكن إدارة بايدن تصر على أنها تبحث حصرا في رفع التدابير التي فرضها ترامب في إطار انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، بما في ذلك الحظر الأمريكي الشامل على بيع الصادرات النفطية الإيرانية. وتشن إسرائيل التي عارضت الاتفاق المبرم في عام 2015 في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما حملة ضد إيران وتهدد بضربة عسكرية لإيران. وسبق أن تطرّق وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن إلى «خيارات بديلة»، إلا أن مالي شدد في المقابلة الثلاثاء على أن الخيارات المطروحة في المقام الأول هي الضغوط الاقتصادية. وأمس عاد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي من زيارة لإيران أعلن إثرها عدم إحراز تقدّم في المحادثات حول الخلافات الدائرة بشأن البرنامج النووي الإيراني. كان جروسي يأمل في إحراز تقدم حول عدة مواضيع خلافية. الوكالة الدولية للطاقة الذرية قلقة من القيود المفروضة على عمل المفتشين منذ فبراير من قبل الحكومة الإيرانية «ما يعرقل بجدية» أنشطة التحقق التي تقوم بها، بحسب تقرير صدر أخيرا. هناك مسألة أخرى عالقة، وتتمثل في وضع أربعة مواقع غير معلنة رصدت فيها مواد نووية، ما يطرح مشكلة أيضا. وبحسب الوكالة فإن معاملة المفتشين تثير قلقا أيضا حيث تعرض عدد منهم «لتفتيش مبالغ به من قبل عناصر أمن». وقال جروسي إن كلّ دولة تتعهّد قانونيًا «بحماية عناصر الأمن من أي تخويف... لكن زملاءنا الإيرانيين اتّخذوا سلسلة من الإجراءات التي تتعارض ببساطة مع هذا». وأشار إلى أن «الموضوع قد تمّ التطرق إليه» متمنيًا «ألا تتكرّر حوادث شبيهة».
مشاركة :