منحت لجنة جائزة "باني الجسور" النرويجية الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، جائزتها العالمية لعام 2021.وأكدت اللجنة أن العيسى عمل على تجسير العلاقة بين أتباع الأديان والحضارات بإسهامٍ ملموسٍ، وبسلام ووئام بين الأمم واتباع الأديان، وبمكافحة الأيديولوجيات المتطرفة.وتسلم الدكتور العيسى الجائزة في احتفاء استضافته قاعة الأوبرا في العاصمة النرويجية، وسط حضورٍ كبيرٍ من قيادات سياسية وأممية وبرلمانية عالمية، ورؤساء كبرى المنظمات العالمية.وأوضح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، في كلمة له خلال الاحتفاء، أن الحديث عن "بناء الجسور" تجسيد للمشاركة الفاعلة لصناعة السلام، وأن البناء يعني العمل الفعلي، ووجود الجسور يعني فتح المجال لتحقيق الغاية من البناء، ثم يأتي الوعي الديني والفكري وكذا المجتمعي والحضاري والسياسي ليَعْبُر هذه الجسور من أجل الوصول إلى بر الأمان، حيث بوابة التفاهم والتعاون، وصولاً لسلام عالمنا ووئام المجتمعات الوطنية حول العالم.وأكد أن البديل عن الجسور هو الانقطاع والفجوة، التي تسببت في صدام وصراع الحضارات، سواء كانت بين اتباع الأديان أو الثقافات أو حتى السياسات والاقتصاديات، بل والأعمال الإنسانية التي تمَّ تشويه بعضها من خلال الانتقائية في التوزيع، أو السعي لتحقيق مصالح خاصة من ورائها، مشدّداً على أن ليس هناك أسوأ من تقديم المساعدة للمحتاجين من أجل تحقيق مصالح طائفية أو سياسية، أو أي أهداف أخرى غير إنسانية.ودعا إلى الحوار الفعّال الذي يجيب على كل الأسئلة بكل شفافية ووضوح، ويعالج المشكلات بفاعلية، مشيرًا إلى أن التعدد بين البشر هو من طبيعة هذه الحياة المليئة بالتنوع، وأنه لا مبرر مطلقاً لوجود الكراهية والإقصاء أو العنصرية.وأشار إلى أن الحُبَّ الصادق بمعناه الشامل هو أكبرُ صانع للسلام، مؤكداً في هذا السياق على مسؤولية الأسرة والتعليم، بدءً من الطفولة، ومروراً بمراحل الشباب الأولى وهو ما يتطلب تركيز العملية التعليمية على تعليم القيم المشتركة بأُسلوب تفاعلي.مما يُذكر أن جائزة "باني الجسور" مُنحت على مدى عدة سنوات لعدد من أبرز الشخصيات العالمية، ويحضر مراسم تسليم هذه الجائزة سنوياً العائلة المالكة، ورئيس وزراء النرويج، وعددٌ من الوزراء والبرلمانيين.
مشاركة :