(عشم) همزة وصل بين ماض تليد وحاضر مشرق

  • 11/23/2021
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

ونحن ننتظر أن تشرق شمس الملتقى التاريخي عن تاريخ وحضارة القنفذة الأيام القلائل القادمة ولكونها تظاهر علمية ستحدث زخما يليق بها فلابد أن يكون للآثار حضور تعانق في التاريخ ورجالاته فهنا إلماحة لموقع أثري لا يبعد عن مقر ملتقى بأكثر من ٥٠ كيلا ،سطرت في عجالة لتجد لها موقعا في القلوب قبل الأسطر.. رسمت على وجه البسيطة شامة تذكي بمنظرها لظى الأشواق ضربت بأعماق الزمان كأنها طيف يلوح لواله مشتاق جسد لماض قد أناخ ركابه وأساخ في عمد إلى الأعماق غابت عن الأبصار تخفي مجدها فتضوعت في سائر الآفاق وسما بها المجد التليد مغردا وبدت على الجلمود والأوراق ومض لماضينا التليد وأهله بل نهر وصل للزمان الراقي حجبوك عن ألق الظهور مخافة فبرزت في القسمات والأحداق لا شيء يذكي غير حُسن أريجها لا طيب غير نسيمها الرقراق لماذا عشم! بجوار بلدة المظيلف وغلى ضفاف وادي قرماء الشهير ترقد عشم كاسبر موقع أثري جنوب منطقة مكة المكرمة بإجماع الباحثين. نشأت قبل الإسلام واستمرت تعج بالحياة حتى آواخر القرن الخامس الهجري خلفت عبر هذه المدة كنزا أثرياتادر الوجود لماذا عشم! من اهم المناجم بالجزيرة العربية غزارة وجودة قال عنه الهمداني (ومن المعادن المعلومة معدن عشم من أرض كنانة هو جيد غزير يأتي رحله بعيار العلوي مئة دينار وأربعة دنانير مطلقة وهو جيد غزير) لماذا عشم! وقوعها على طريق المحجة اليمانية بين مكة وسوق حباشة مما جعلها مركز تجاريا هاما انعكس ايجابا على عشم حتى أصبحت عاصمة لاخلاص بأكمله سمي باسمها مخلاف عشم لماذا عشم! تحوي بي أطلالها أعدادات هائلة من المخلفات الأثرية والنقوش الشاهدين والتذكرة التي تدل على مدى تطور الحياة في هذا الموقع ناهيك عما تحت سطحها من أدوات وأواني ومعدات التعدين أفران الذهب ورحى التعدين التي كشف التنقيب عن طرف منها واطلال المباني والأسواق ومسجد تقارب مساحته ٢٥٠ مترا مما يدل على عدد سكاني غير قليل لماذا عشم! عبق من الماضي نافذة على تاريخ الأم المجيد ودلالك كبيرة على أستطاعة إنسان خذه المنطقة على بناء حضارة تحت أي ظرف لماذا عشم! من المواقع الأثرية النادرة التي احتفظت باسمها عبر القرون وبقيت تحمل مسماها حتى طالتها يد البحث والنقيب وهي مشهورة شهرة واسعة مع أن الكثير من المواقع الأثرية بقيت مجهولة لفترات طويلة حتى تابع الباحثون ذكرها بالرجوع للمراجع التاريخية والمسميات المذكورة حولها حتى تم تحقيقها مثل الربذة والسرين وما يجري الآن حول سوق حباشة وهناك نقش شاهدي يحمل اسم عشم و لا يزال موجودا حتى يومنا هذا، وربما ساهم قربها من الأماكن المأهولة في حفظ اسمها وكذلك وفرة المخلفات الأثرية على سطح القرية. لماذا عشم! لموقعها الحصين في منطقة تتخانق فيها الصحراء مع سلاسل الجبال الممتدة شرقا والتي تحيط بالقرية من ثلاث جهات ووجود أبراج المراقبة التي تكتنف الموقع مما يوحي بما آلت إليه الحياة السياسية في ذلك الوقت عبق من الماضي التليد ونفحة مما انقضى من سالف الأزمان رقدت على وجه الثرى وكأنها جسد من الياقوت والمرجان ألف من الأعوام كيف تصرمت وكأنها في عرفنا يومان ألقت ببطن الأرض كل تلادها وترجلت من عالي البنيان رقدوا بنوك إلى جوارك رغبة واستبدلوا الديباج بالأكفان

مشاركة :