كشف رافض رشوة عصابة تهريب الأموال التي وقعت في قبضة الأمن بمكة المكرمة أمس تفاصيل محاولة العصابة الاستعانة به لتمرير إحدى العمليات المشبوهة مساء الخميس الماضي مقابل مبلغ مالي كبير. وقال المواطن الذي يعمل في أحد القطاعات العسكرية بالطائف: "تلقيت اتصالا من شخص باكستاني، وأبلغني أنه حصل على رقمي من شخص لا أعرفه، ثم سألني هل أنت عسكري ومن سكان مكة، وأخبرني بأنه يريد التعامل معه في أمور تجارية في مكة، ونقل مبالغ مالية كبيرة تصل في بعض الأحيان إلى 3 ملايين ريال من مكة إلى جدة، وسيكون المقابل نصف المبلغ المنقول، فتجاوبت معه لاستدراجه". كمين غير نظامي وأضاف "بعد ذلك تواصل معي مرة أخرى وشرح لي الخطة التي يريد بها الحصول على المال ونقله إلى جدة، واعترف لي بأن هناك عملية غسل أموال تجري في مكة وسيتم تسليم تلك الأموال قريبا، وأنه يريد أن الحصول على المبلغ الذي قد يصل إلى نصف مليون وسيكون نصيبي منه النصف، وأن العملية ستتكرر وسأحصل خلال الأسبوع الأول على مليون ريال، وطلب مني أن أقوم وإياه بعمل كمين غير نظامي وعملية دهم وهمية لعصابة تسليم الأموال والاستيلاء عليها ونقلها إلى العصابة الأخرى واقتسام المبلغ". وأضاف أن هناك شخصا سيصل إلى الطائف قادما من الرياض لمرافقتي أثناء تنفيذ العملية، وإعطائي التوقيتات والمواقع للتنفيذ. وقال "تجاوبت معه وأبديت رغبتي في الحصول على المال، وعندما عرفت جديتهم تواصلت مع جهة عملي التي بدورها وجهتني بالتواصل مع الجهات الأمنية في العاصمة المقدسة، وقبل أن أتوجه إلى هناك وصل الشخص الآخر القادم من الرياض وتبين لي أنه أحد أفراد العصابة ومحترف في ذلك، وعندما أبديت له تخوفي من أن ينكشف أمري لجس نبضه لتقدير الموقف الذي سيواجه الفرقة أثناء الدهم، قال لي إنه سبق أن انتحل شخصية رجل أمن أكثر من مرة، وسألته هل توجد أسلحة مع العصابة، قال لا، ولن يستخدموا أي نوع من الأسلحة وسيكون إطلاق سراحهم بعد الحصول على المال بمثابة مكافأة لهم، ولن يقوموا بإبلاغ الجهات الأمنية، وأن العملية تحتاج إلى دورية أمنية للمساعدة ويجب أن أكون مرتديا الزي العسكري لكي نوهم العصابة أن عملية الدهم حقيقية". تنفيذ العملية وأضاف "أبديت استعدادي لذلك وتوفير جميع الطلبات، بشرط أن يكون نصيبي من المال كبيرا، فوافق على ذلك، واتجه إلى مكة لترتيب الأمر قبل وصولي إلى الموقع وأخبرني بأن العملية ستتم مساء، وكنت حينها قد تواصلت مع مدير قسم البحث الجنائي في العاصمة المقدسة وشرحت له الموضوع ومتطلبات العملية، وأبدى تجاوبا لعمل الترتيبات اللازمة لإحكام الكمين والقبض على أفراد العصابة متلبسين بالجرم المشهود، وأشعرت جهة عملي بتوجهي إلى مكة لتنفيذ العملية بالتعاون مع البحث الجنائي". وقال "عند وصولي إلى مكة وجدت فرقة من البحث الجنائي في انتظاري، وقمنا بتوزيع المهام والأدوار ووفروا لي بدلة عسكرية تابعة للأمن العام ودورية رسمية حسب طلب العصابة، وأثناء ذلك اتصل رجل العصابة وطلب مني إغراء أحد زملائي، لأن عدد أفراد العصابة الأخرى كبير، وبالفعل تم تأمين ذلك وتوجهت معه إلى الموقع بالدورية الرسمية، وقابلنا أحد أفراد العصابة وطلب مني النزول من الدورية والركوب معه في سيارته الخاصة لكي أكون قريبا من موقع التسليم ونخفي الدورية في مكان آخر ليس ببعيد ليقوم بمساندتنا بعد أن نقوم بعملية الدهم الوهمية، وتمت العملية والقبض على جميع أفراد العصابة بمساندة فرقة البحث الجنائي". وكان المتحدث الإعلامي في شرطة منطقة مكة المكرمة العقيد عاطي بن عطية القرشي أوضح في تصريح صحفي أمس أن شعبة التحريات والبحث الجنائي تمكَّنت من ضبط تشكيل عصابي مكون من 4 أشخاص من جنسية آسيوية، لقيامهم بعمليات تحويل أموال بطريقة غير نظامية وكذلك عملات أجنبية إلى خارج البلاد. وأكد القرشي أنه تم التحفظ على المضبوطات والمقبوض عليهم، تمهيدا لإحالتهم إلى جهة الاختصاص.