عندما تحددت معونة الإنقاذ المالية الثالثة لليونان من حيث المبدأ في الثالث عشر من يوليو، بعد القمة غير العادية المفعمة بقادة منطقة اليورو، بين 10 بلايين يورو (11 بليون دولار) و25 بليون يورو من مجمل مبلغ يزيد على 86 بليون يورو من مساعدة وضعت جانباً لإعادة رسملة البنك. لقد تقوضت البنوك اليونانية لأكثر من نصف سنة بسبب تسرب الودائع بعيداً عنها نتيجة القلق من الخروج المحتمل من منطقة اليورو عندما فاز سيريتزا، حزب اليسار الراديكالي، في الانتخابات التي عقدت في يناير 2015، التي توجت بإغلاق لمدة ثلاثة أسابيع في نهاية يونيو ويوليو. وقد تضررت البنوك اليونانية أكثر بالأذى الذي تم ممارسته على الاقتصاد ومن ثم على قروضها التي ارتفعت اثر محاولتها لخداع الدائنين! وحتى لو كان الأمر كذلك، فإن الفكرة التي يحتاجونها بقدر 25 بليون يورو ليعوضوا الضرر ويضعونهم على سكة مسيرة تبدو متفائلة للبعض إلى حد مفرط. لذلك فقط، ليس معروفاً كم يحتاجون فعلياً حتى يقوم البنك المركزي الأوروبي بسبر سجلات البنوك الربعة الكبيرة في اليونان التي يشرف عليها البنك المركزي الأوروبي منذ نهاية عام 2014 وهي ألفا والبنك الأوربي والبنك الوطني في اليونان وبيرايوس والتي تسيطر على الاقتصاد، وذلك مع اختبار الضغط الذي يفحص كيف يمكن لها أن تتأثر إن انقلب الاقتصاد إلى وضع أكثر مرارة مما هو متوقع في عام 2015 - 2017، واليوم نشر البنك المركزي الأوربي النتائج. وهذه النتائج تكشف رأس المال الإضافي الذي سيحتاجون له والذي يُعتبر أقل مما كان يُخشى منه في يوليو. ووفقاً لخط التنبؤ الأساسي الذي فيه ينخفض الناتج الإجمالي المحلي إلى 2,7% هذا العام وإلى 1,3% عام 2016 ومن ثم يرتفع إلى 2,7% عام 2017، حيث ستحتاج البنوك الأربعة 4,4 بليون يورو. وفي السيناريو المختلف المعاكس وفق ناتج إجمالي محلي ينخفض إلى 3,3% و 3,9% في عامي 2015 و2016 ومن ثم يرتفع فقط 0,3% في عام 2017، فسيكون عجز رأس المال 14,4 بليون يورو. وقد نشر بنك اليونان بشكل منفصل نتائج تقويم مشابهة من بنك اتيكا، وهو بنك إقراض أصغر. وهذا كشفَ عجز بـِ 680 مليون يورو إذا أكد الاقتصاد تنبؤ الخط الأساسي و بـِ 1,0 بليون يورو في السيناريو المعاكس. إذن، احتياجات الرأسمال كلها هي 5, 3 بليون يورو وفق خط التنبؤ الرئيسي و15,5 بليون يورو في السيناريو المعاكس. ستكون دعوة الانقاذ التمويلية أقل من 14,4 بليون يورو لأن من المتوقع أن تأتي على الأقل 4,4 بليون يورو - العجز في حالة الخط الاساسي بالنسبة للبنوك الأربعة - من مصادر خاصة. ونتائج اليوم مشجعة على نطاق واسع، فهي تشير إلى خطوة مهمة باتجاه بناء الثقة بين كل من البنوك اليونانية والاقتصاد، ولكن لا نزال نحتاج الكثير والكثير للتوجه مباشرة إلى اليونان. «إيكونوميست»