باتت مدينة ضباء لؤلؤة البحر الأحمر، وإحدى الوجهات السياحية المميزة في بلادنا الحبيبة؛ حيث يقصدها الكثيرون للتمتع بشواطئها الخلابة ومياهها النقية ورمالها الذهبية وشعبها المرجانية. ولضباء أيضًا جانبها التاريخي العريق ومبانيها التي تعتبر عامل جذب للسياح والمصطافين، فضلًا عن قرب موقعها من معالم سياحية بارزة مثل وادي الديسة (العين الزرقاء). ومن ضباء تنطلق الرحلات البحرية عبر العبارات إلى مصر والأردن بشكل منتظم، وتعتبر جزيرة النعمان وجهة رائعة للاستمتاع بالرمال الذهبية الناعمة وأجواء الشواطئ الساحرة، وقبلة لعشاق الغوص للاستمتاع بألوان وتشكيلات الشعب المرجانية، كما يمكن تجربة أشهى الأطباق البحرية في المطاعم الشهيرة المطلة على مرفأ المدينة. وحظيت المنطقة أيضًا بالعديد من المشاريع التنموية والاستثمارية التي زادت من جاذبيتها، وجعلتها وجهة استثمارية وتجارية للعديد من الشركات ورجال الأعمال. الموقع وأصل التسمية ضباء إحدى محافظات منطقة تبوك وتبعد عن مدينة تبوك بمسافة 180 كم عن طريق الساحل، وقد ذكر ياقوت الحموي في كتابه أن ضباء عبارة عن قرية وكتب اسمها «ضبة»، ويقال إنها مورد ماء عذب على الساحل، وهي مرفأ إسلامي آمن على الطريق الساحلي للحجيج، خاصة المحمل المصري، وهذا الطريق يمر بالعقبة وحقل ومدين وعيون القصب والمويلح والأزلم وأكرى والجوراء ونبعه وينبع. وقد ازدهرت مدينة ضباء منذ أن أولتها الحكومة الرشيدة أيدها الله – اهتمامها ودعمها، فقامت فيها محطة تحلية وأنشئت قرى سياحية بالقرب منها، وأقيم فيها ميناء ضباء التجاري الذي يخدم شمال غرب الجزيرة ويربط المملكة بمصر وبلاد المغرب. وتحيط بها جبال متوسطة الارتفاع، وتضيق مساحتها السهلية من جهة الشرق؛ مما يجعلها تمتد امتدادًا طوليًا بمحاذاة الساحل، وتتسع المساحة السهلية كلما اتجهنا نحو الجنوب بمحاذاة البحر. ومناخ ضباء يميل إلى البرودة في الشتاء، وتشتد البرودة إذا كانت الرياح غربية، وفي الصيف يكون المناخ شبه حار وتخف الحرارة بحيث يصبح الجو أقرب للاعتدال. وتذكر كتب الرحلات والمعاجم، أن أول من ذكر ضباء من المسلمين هو الإمام أبو اسحاق الحربي «198-285هـ» في كتابه الذي يحمل اسم كتاب «المناسك»، حيث تحدث عن طريق الحج من مصر إلى مكة المكرمة وقال ما نصه: «طريق الساحل من أيله إلى عينونا ومن عينونا إلى المصلى ومن المصلى إلى النبك ومن النبك إلى ضبه ومن ضبه إلى المرة ومن المرة إلى عويند ومن عويند إلى الوجه”. أما محمد عبدالمنعم الحميدي «ت 900هـ» فقال في كتابه «الروض المعطار في خبر الأقطار»، عن ضباء: «ضباء من عمل المدينة النبوية وهي مرفأ للسفن مأمون وفيه آبار عذبة وشجر المقل فيه كثير وبين ضباء ومدين جبال شامخة متكائدة». وقال عنها ابن بليهد في كتابه «صحيح الأخبار في بلاد العرب من الآثار»: «ضبه بلدة تحمل هذا الاسم إلى هذا العهد على ساحل البحر الأحمر لم يتغير من اسمها حرف واحد في شمال المملكة بها مركز وإمارة تابعة لحكومة جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود». وقد أطلق بعض أصحاب كتب رحلات الحج على الطريق المصري اسم سلمى وكفافة على مدينة ضباء، حيث تكرر ذكرها كمحطة فيما سجله الرحالة المرافقون لموكب الحج في القرن العاشر الهجري وما بعده، فقد ذكرها ابن رشيد الأندلسي في رحلته للحج سنة 685هـ، وأوردها الخياري في رحلته للحج سنة 1081هـ باسم الكفافة بدلاً من سلمى. الأودية في ضباء الأودية جنوباً: 1- وادي كفافة: ويبعد عن المدينة 5 كم واشتهر بعذوبة مائه التي وصفها الكثير من أصحاب رحلات الحج على الطريق المصري. 2- وادي سلمى: ويبعد عن مدينة ضباء كيلومترًا، وهو معروف كذلك بعذوبة مائه. 3- وادي الجوخة، ويبعد عن المدينة 15 كم. 4- وادي أبو طيران: ويبعد عن المدينة 12 كم. 5- وادي العمود: ويبعد عن المدينة 22 كم. 6- وادي البحرة، ويبعد 25 كم. 7- وادي داما ويبعد 3 كم. قلعة المؤسس في ضباء تحكي قلعة الملك عبدالعزيز بمحافظة ضباء في منطقة تبوك التسلسل التاريخي لفن العمارة السعودية بالشمال الغربي من المملكة، حيث تُعد من أبرز المعالم التاريخية بالمنطقة. فمنذ ما يقارب 90 عامًا بُنيت القلعة بأعلى مكان في البلدة القديمة مع إطلالة على السوق من الجهة الغربية، لتكون قصرًا للحكم والأمن في بلدة ضباء، وقام ببنائها السكان والمعماريون المحليون من أهالي البلدة والوجه وينبع. وجُلبت الحجارة في بدايات البناء من قلعة المويلح عن طريق القطائر (السفن الشراعية الصغيرة) ومن جزيرة برقان، ثم عُدل عن ذلك بإحضار مكونات البناء من المحاجر الموجودة بالمحافظة، وتحديدًا من الحجارة الجيرية. والقلعة عبارة عن فناء فسيح مستطيل الشكل تحيط بجوانبه مجموعة من الغرف والمرافق، ومدعومة بأربعة أبراج بزوايا على شكل ثلاثة أرباع الدائرة، ولها مدخلان من الجهة الغربية والآخر من الجهة الشرقية وهو المدخل الرئيسي، وتعلوه لوحة تأسيسية كُتب عليها بُنيت بعهد الملك عبد العزيز 1352هـ، إضافة إلى وجود مسجد بالجهة الشمالية منها، وتقدر مساحتها بـ 1000 متر مربع. وتتكون القلعة من الداخل من فناء أوسط أُقيمت على جوانبه الأربعة حجرات ومرافق كثيرة، كما تشتمل على مسجد كبير يشغل معظم الواجهة الشمالية للفناء، وفي مكان القلعة قبل العهد السعودي كان يوجد برج صغير يتألف من فناء وثلاث حجرات في الطابق الأرضي كانت تُستخدم لإقامة الجند، وغرفة واحدة في الطابق العلوي مُعدة لإقامة البلوكباشي (رئيس الجند)، ومكان للمدفع خارج البرج، وقد بُني هذا البرج في نهاية العصر العثماني، وكان يتبع لناظر قلعة المويلح، ثم فُصل عنه، وفي عهد الملك عبدالعزيز اتخذ هذا البرج مقرًا للشرطة والمحكمة ثم أُزيل وبُنيت القلعة السعودية مكانه، ولعل ما يميزها حسن تعامل التصميم مع الانحدار وشدة الارتفاع لطبيعة الموقع، كما أوجب بناء جدران استنادية ضخمة ودرج إلى مدخلها الرئيس. وحفاظًا عليها تولت هيئة السياحة والتراث الوطني آنذاك ترميمها، كما قامت بتأهيلها لتكون متحف آثار للمحافظة يحكي التسلسل الحضاري للمنطقة، ومن أهم مساراتها السياحية. الأودية شمالاً 1- وادي ضحكان: وهذا الوادي مع اتساع المدينة أصبح قريباً منها بحيث تكثر المباني على ضفته الجنوبية وتوجد به مزارع صغيرة. 2- وادي الهاشة: ويبعد عن المدينة 4 كم وقد حفر به بعض الآبار لتوفير المياه للشرب لسكان المدينة، ويوجد به بعض المزارع. 3- وادي عيانة: ويبعد 9كم. 4- وادي الغال: ويبعد 12 كم عن ضباء ويمتاز بجودة تربته وبه عدد من المزارع. 5- وادي المعرش: ويبعد 20 كم، وقد ذكر الجزائري صاحب كتاب «درر الفوائد المنظمة» أن في هذا الوادي عينًا عذبة الماء، ويمتاز الوادي ببرودة جوه صيفاً وانعدام الرطوبة به. 6- وادي جبّة: ويبعد 25 كم. 7- وادي طويل الكبريت: ويبعد 27 كم. 8- وادي البيضاء: ويبعد 28 كم. 9- وادي حر: ويبعد 35 كم ويمتاز هذا الوادي بوجود أشجار النخيل. وهذه الأودية تنمو فيها الأعشاب والنباتات والأشجار البرية من الشيح والعيثران والقيصوم والحوذان والزعتر والمشطه واللصف والسنا والروثة والربل والحربث والعرفج والنصى والجهزة والطفرة والسعدان، ومن الأشجار السمر والسيال والأراك والعوشز والعصلة والرمث والحمض والطرف والأثل والشنان والاشرير والشكاعا. التركيبة الاجتماعية لسكان ضباء تعد نسبة النمو السكاني لمدينة ضباء نسبة عالية إذا ما قورنت بغيرها من القرى المجاورة، وقد كان التعداد السكاني لضباء التي مر بها الرحالة فيلبي عام 1951م يقارب ألفي نسمة، وفي عام 1394هـ بلغ 7219 نسمة وفي عام 1406هـ زاد عن 16 ألف نسمة نظراً لتطور الرعاية الصحية والعناية بالمواليد في ظل دعم حكومة هذه البلاد الطاهرة. ويتكون السكان في مدينة ضباء من فئتين هما سكان الحاضرة وسكان البادية، وهاتان الفئتان بينهما تلاحم شديد وتقارب في الكثير من العادات والتقاليد. - سكان البادية: وهم يسكنون في مناطق قريبة من ضباء مثل شغب وشواق والعمود وسلمى وكفافه وغيرها من الهجر، ويعتمدون على الرعي وتجارة المواشي التي لديهم ونتاجها، وبعضهم يشتغل في مهنة الزراعة على نطاق ضيق خاصة في الأماكن التي تكون فيها المياه الجوفية قريبة من سطح الأرض مثل ما هو في شواق وشغب وعينونة وشرمة والمويلح التابعة لمحافظة ضباء، وأكثر ما يزرع هؤلاء النخيل والليمون والطماطم والبطيخ وقد قدمت لهم حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- الدعم المادي والمعنوي عن طريق القروض، كما أن لجائزة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان للمزارع النموذجية الدور الكبير في بروز مئات المزارع في منطقة تبوك، ومزارع قرى ضباء لها حظ في الفوز بهذه الجائزة التي وضعت لاختيار المزارع واستفادتها من المفاهيم الزراعية الحديثة والتقنيات والميكنة في استخدام الآلات الزراعية التي تحقق الترشيد في استخدام المياه وهذا ما نجده في الكثير من مزارع ضباء. - سكان الحاضرة: يشكل السكان في مدينة ضباء وحدة اجتماعية متماسكة لها عاداتها وتقاليدها ومهنها وعلاقاتها الاجتماعية وقيمها الخلقية. ويتكون البناء الاجتماعي في ضباء من الأسرة الممتدة أي الأسر المكونة من الجد والأبناء والأحفاد، وهي جزء من بناء قبلي وقرابي أوسع، فرب العائلة تتركز في يده السلطة الاقتصادية والاجتماعية وهو الذي يحدد نظام الزواج التقليدي في داخل الأسرة وغالباً ما تقترن الفتاة بشاب يقاربها سنًا. وليس الزواج محصورًا في أبناء العم، بل إن الزواج غالباً ما يكون من خارج الأسرة، ولذلك تجد أهل المدينة يشكلون شبكة متصلة من القرابة عن طريق المصاهرة، وهذه المصاهرة من أحد العوامل القوية في توثيق العلاقات الاجتماعية بين سكان ضباء إذ تتلاشى جميع الفروق الاجتماعية الطبقية والاقتصادية. الصيد وصناعة القوارب يتصدران الحرف للموقع الجغرافي أثر كبير في تحديد المهن التي يعمل بها المجتمع، وضباء مدينة تقع على ساحل البحر الأحمر ولموقعها كما ذكرنا أثر كبير في تحديد الحرف والمهن التي يعمل بها مجتمع المدين، ومن هذه الحرف ذات العلاقة بالموقع البحري: 1- صيد السمك: ويتخذها السكان مصدرًا لرزقهم والسمك المصاد في هذه الحرفة يتاجر فيه على ثلاثة أنماط كما ذكر الدكتور موسى العبيدان في كتابه ضباء بين الماضي والحاضر. سمك يصاد للاستهلاك اليومي، وآخر للتجفيف وتخزينه للإتجار به، والأخير يسمى الفسيخ، وهذا النوع يصدر لمصر. 2- صناعة القوارب الصغيرة: وقد اقتصرت صناعة السفن في ضباء على إنتاج قوارب الصيد، وكذلك صناعة الأشرعة وغيرها من لوازم قوارب الصيد. 3- صناعة الشباك: وتقوم على صناعة شباك الصيد الكبيرة التي تسمى محلياً باسم «الاشورة» وهذا النوع من الشباك يقوم السكان بتصنيعها وتسمى محلياً «المخارج» وهي تصنع خصيصاً لصيد السمك «السردين». وبجانب هذه الحرف ولأهمية الموقع البحري فإن هناك حرفًا أخرى كحرفة التجارة وتصنيع الفحم وقطع الحجارة ومهنة الطبابة الشعبية والتي تلاشت مع التقدم الحديث في مختلف المجالات. الحياة الاقتصادية في ضباء من المعلوم أهمية الدور الذي تضطلع به الموانئ البحرية كرافد أساسي من روافد التنمية وحلقة اتصال بين الاقتصاد الوطني والعالم الخارجي، وقد انشئ ميناء ضباء أحدث الموانئ السعودية لخدمة المنطقة الشمالية الغربية من المملكة، وقدم تم افتتاحه عام 1415هـ تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك. ويتمتع ميناء ضباء بإمكانات متميزة لخدمة السفن والركاب والمواشي والبضائع العامة وسفن الدحرجة. ويستوعب الميناء 500 ألف طن سنوياً من البضائع العامة، وبه ساحات تخزين بمساحة مليون متر مربع وتبلغ أطوال الأرصفة به 900م والقناة الملاحية بطول 30،1م وحوضا الدوران للسفن بقطر 500م، وقد حرصت إدارة الميناء على سلامة السفن التي تقصد الميناء، حيث تم تجهيز المداخل البحرية بمساعدات ملاحية تعمل على الطاقة الشمسية، كما تم توفير وحدات بحرية لإرشاد وقطر السفن ومكافحة الحرائق. وللميناء دور في إنعاش الحركة الاقتصادية في المنطقة، فهو يقدم خدمات التجارة البينية بين دول مجلس التعاون الخليجي عن طريق بضائع الترانزيت نظرًا للموقع الجغرافي المتميز للميناء وقربه من خط التجارة البحرية العابرة من قناة السويس بمسافة لا تتجاوز 18 ساعة بحرًا، وهو ما يحقق تخفيضًا في تكاليف النقل وزمن وصول البضائع. وقد تشرَّف هذا الميناء بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله، حيث وضع حجر الأساس لمشروع تطوير الميناء وقد شملت مرحلة التطوير إعداد ساحة تخزين مكشوفة بمساحة 130 ألف متر مربع، وتشييد مستودع لتخزين البضائع بمساحة 6000م2، والأعمال التكميلية لصالة السيارات وتشجير مناطق بمساحة 000 ،20م2، وتعزيز الوحدات البحرية بالميناء، والتجهيزات الإضافية لخدمات الأمن والسلامة ومكافحة الحرائق والتلوث. مصنع شركة أسمنت تبوك يقع مصنع أسمنت تبوك على بعد 25 كيلومتراً شمال محافظة ضباء. ويعد هذا المشروع من أهم المشاريع التنموية الصناعية بالمنطقة الشمالية. وقد تم افتتاح المصنع في 25-1-1419ه بطاقة إنتاجية تبلغ 3500 طن كلنكر يومياً وبطاقة إنتاجية سنوية بلغت 500،137،1 طن كلنكر كما يعادل 000،183،1 طن أسمنت بأنواعه. وملحق بالمصنع محطة لتوليد الكهرباء تبلغ طاقتها 35 ميجاوات-يوم ومحطة لتحلية المياه بطاقة إنتاجية تبلغ 1500 طن-يوم. ولقد صمم المصنع لإنتاج الأنواع التالية من الأسمنت: الأسمنت البورتلاندي العادي والمطابق لمقاييس الجودة السعودية. الأسمنت المقاوم للأملاح والمطابق لمقاييس الجودة السعودية. وقد جهز المصنع لإنتاج أنواع أخرى من الأسمنت مثل الأسمنت البوزفلاني. وكان لموقع المصنع بمحافظة ضباء أهمية استراتيجية وذلك لتلبية الطلب المتزايد على الأسمنت بالمنطقة الشمالية لمشاريع التنمية ومرحلة النمو والتطوير بالمنطقة إضافة إلى سهولة ومرونة حركة التصدير للدول العربية كجمهورية مصر العربية وجمهورية السودان. ساهم المصنع بإيجابية في تخفيف التكاليف وتوفير لبنات البناء للمنطقة الشمالية والشمالية الغربية، بالإضافة إلى تواجد المنشآت الهامة مثل (ميناء ضباء أرامكو السعودية، كهرباء منطقة تبوك المركزية، تحلية المياه، محطة تقوية الإرسال الإذاعي-وبعض شركات الإنتاج والنقل وشركات التصدير). وبالإضافة إلى ذلك، هناك منجم حديد وادي صواوين شمال شرق ضبا على بعد 45 كيلومتراً وتقدر مساحته الإجمالية بحوالي 57،3 كيلومترات. ويحتوي المنجم الذي يعتبر أكبر مناجم الحديد في المملكة العربية السعودية على خام الحديد بتركيز عال، ويتميز بقربه من ميناء ضباء حيث لا تتجاوز المسافة بين المنجم والميناء 25 كيلومتراً، مما يساعد في سهولة مناولة الحديد عند الرغبة في التصدير أو النقل إلى المصانع. وأقر مجلس الوزراء عام 1424ه منح حق الامتياز لشركة التعدين الوطنية لاستغلال وتعدين هذا المنجم. ومن الاكتشافات الحديثة في المنطقة الغاز الطبيعي الذي اكتشف في منطقة مدين شمالي ضباء، لذا فقد كان مشروع غاز البحر الأحمر من أهم المشاريع التي يعول عليها مستقبلاً لتكون رافداً اقتصادياً مهماً للمملكة العربية السعودية ولضباء على وجه الخصوص، وتبعد مسافة 110 كيلومترات عن محافظة ضباء. وينتظر أن تشكل مشاريع الغاز الطبيعي في تلك المنطقة عنصر جذب لرؤوس الأموال المحلية والأجنبية، ومجالاً خصباً لتوظيف الأيدي العاملة الوطنية. وتبلغ تكلفة المشروع 507 بليون دولار، وستقوم بتشغيله؛ إكسون موبيل (60%)، شركة ماراثون للنفط (20%)، أوكسيدنتال للنفط (20%). كما تعد محطة توزيع المنتجات البترولية في محافظة ضباء والتابعة لشركة أرامكو السعودية أهم وأكبر محطة في شمال وشمال غرب المملكة العربية السعودية، وهي المحطة الاستراتيجية التي تمون كافة شركات الكهرباء والمصانع بالمنطقة الشمالية. واهتمت أرامكو السعودية بتطوير تلك المحطة حيث ضخت أكثر من 500 مليون ريال سعودي لتطويرها لتواكب حاجة الطلب المتزايدة على المنتجات البترولية المكررة. وتبلغ طاقة المحطة التخزينية 220 ألف برميل للبنزين الخالي من الرصاص و510 آلاف برميل للديزل، وتحتوي على 6 منصات للتحميل و17 خزاناً وميناء لاستقبال المنتجات البترولية المكررة من المصافي في مدينة ينبع، بالإضافة إلى تزويدها بأحدث أنظمة التشغيل والسلامة والإطفاء على مستوى العالم. وتعبئ المحطة حوالي 400 شاحنة تنقل المنتجات البترولية يومياً إلى كافة مدن الشمال والشمال الغربي للمملكة. السياحة في ضباء يعتبر القطاع السياحي بمحافظة ضباء من أهم قنوات الاستثمار الواعدة إن لم يكن أهمها على الإطلاق، فللمحافظة ارتباطها المتأصل بالسياحة وخاصة العائلية منها حيث تعد المحافظة المصيف الرئيسي والمتنفس الأهم لأهالي مدينة تبوك وللعديد من أهالي المناطق القريبة. وتتميز المحافظة بالشواطئ الرملية والشعب المرجانية الرائعة والتي توفر للمصطافين فرصة التمتع بممارسة الأنشطة البحرية المختلفة كالغوص والسباحة والصيد وغيرها من الأنشطة. ومن هذه الشواطئ: شاطئ شرما، شاطئ الخريبة، شاطئ المويلح، شاطئ السجدة، والشواطئ الجنوبية. بالإضافة إلى عدد من الجزر القريبة والتي شكلت بحد ذاتها أبرز مواقع قيام المنتجعات السياحية والفرص الاستثمارية الواعدة مثل جزيرة النعمان. أما فيما يختص بالمواقع الأثرية والتاريخية فالمحافظة غنية بآثارها، حيث تعد قلعة الملك عبدالعزيز والتي أنشئت في عام 1352ه بوسط المدينة أهم هذه المعالم. وهناك أيضاً قلعة المويلح والأزنم، وهي إحدى قلاع الدولة المملوكية والتي تتميز بموقعها على السواحل البحرية مباشرة. هذا بالإضافة إلى وجود عدد من الأودية والجبال ذات الطابع السياحي والغنية بمياهها المعدنية ومناظرها الخلابة مثل وادي الديسة (العين الزرقاء). وهناك العديد من قنوات وفرص الاستثمار المتاحة مثل: الخدمات الملاحية، الاستيراد والتصدير، المشاريع الخدمية كالفنادق والشقق المفروشة، المشاريع السياحية والترفيه كالقرى السياحية والشاليهات، المزارع البحرية للأسماك والروبيان، خدمات النقل والمواصلات، خدمات البناء والتشييد، الخدمات الصناعية، الخدمات الصحية، خدمات الرياضات البحرية (الغوص والتزلج)، خدمات أخرى (مجمعات تجارية - النشاطات المساندة - مطاعم). وتتنظر ضباء أن تساعد المشاريع الضخمة المتوقع تشغيلها والاستثمار فيها، في القريب العاجل بتطوير المحافظة وجعلها كيان اقتصادي ضخم جدا في شمال وشمال غرب المملكة العربية السعودية وأهم هذه المشاريع مشروع غاز البحر الأحمر، وهناك دراسات لإنشاء مطار في ضباء لتنشيط التجارة والسياحة وتخفيف الضغط عن مطار الأمير سلطان بن عبد العزيز في مدينة تبوك التي تبعد 180 كلم. ضباء القديمة تتكون مدينة ضباء من حيين رئيسيين هما حي الساحل وحي القرفاء، ويشغل حي الساحل الشريط الساحلي الضيق المحصور بين شاطئ البحر والتلال المرتفعة التي يقوم عليها حي القرفاء، وبه توجد أقدم منازل البلدة، كما يوجد به السوق القديم والمسجد الجامع والقلعة والميناء والمباني القديمة للجمارك والبلدية والمالية، ومنازل هذا الحي تتداخل مع المحلات التجارية والمخازن والوكالات، ويعرف الجزء الشرقي باسم الخرج وقد امتد إليه العمران قبل نهاية قبل نهاية القرن الهجري الثالث عشر. أما حي القرفاء فقد اشتق اسمه من طبيعة موقعة فكلمة القرفاء وصف للأرض المرتفعة ويشكل هذا الحي الجزء الأكبر من المنطقة السكنية في البلدة القديمة. ويقع السوق القديم في نقطة متوسطة من حي الساحل ويتكون من مجموعة كبيرة من المحالات التجارية “الوكالات” تحيط بمنطقة واسعة خالية من البناء.
مشاركة :