اتجهت أنظار العالم إلى محافظة الأقصر، أقصى جنوب مصر، لتشهد الاحتفال الأسطوري بافتتاح طريق الكباش الجديد، بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وكبار رجال الدولة المصرية والوفود الرسمية. انطلقت الاحتفالية من قلب محافظة الأقصر، على أنغام أفراد أوركسترا وكورال الاتحاد الفيلهارموني بــ 3 أناشيد باللغة المصرية القديمة، وسط حالة من البهجة سرت في الأنحاء. ويعد طريق الكباش من أهم الطرق والعناصر الأثرية الخاصة بمدينة طيبة القديمة (الأقصر حاليا)، التى توليها الدولة المصرية اهتماما كبيرا فى الكشف عنها، فقد تم الكشف عن الطريق التاريخى لملوك الفراعنة منذ أكثر من 72 سنة، واستمرت أعمال الحفائر خلال الفترة الماضية بعد فترة توقف فى عام 2011 إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير، وعادت أعمال الحفائر والتطوير الخاصة بالطريق فى عام 2017، نظرا لكونه أحد العناصر المهمة لموقع طيبة على قائمة التراث العالمى التابعة لمنظمة اليونسكو، ما سيجعل من مدينة الأقصر متحفا مفتوحا. وطريق الكباش عبارة عن طريق مواكب كبرى لملوك الفراعنة المصريين وكانت تحيى داخله أعياد مختلفة، منها عيد "الأوبت"، وعيد تتويج الملك، ومختلف الأعياد القومية تخرج منه، وكان يوجد به قديما سد حجرى ضخم كان يحمى الطريق من الجهة الغربية من مدينة الأقصر العاصمة السياسية فى الدولة الحديثة «الأسرة 18» والعاصمة الدينية حتى عصور الرومانية. يعود تاريخ طريق الكباش إلى قبل أكثر من 5 آلاف عام، عندما شق ملوك مصر الفرعونية فى طيبة "الأقصر حاليا" طريق الكباش لتسير فيه مواكبهم المقدسة خلال احتفالات أعياد الأوبت كل عام، وكان الملك يتقدّم الموكب ويتبعه علية القوم، كالوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة، إضافة إلى الزوارق المقدسة المحملة بتماثيل رموز المعتقدات الدينية الفرعونية، فيما يصطف أبناء الشعب على جانبى الطريق، يرقصون ويهللون فى بهجة وسعادة، وبادر إلى شق هذا الطريق الملك أمنحوتب الثالث، تزامنا مع انطلاق تشييد معبد الأقصر، لكن الفضل الأكبر فى إنجاز "طريق الكباش" يعود إلى الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية «آخر أسر عصر الفراعنة». وقال الدكتور خالد العناني، وزير الآثار المصري، إن طريق الكباش أيقونة من أيقونات محافظة الأقصر، مضيفًا: الفعالية اليوم ليست فقط الإعلان عن كشف الكباش فقط، ولكن يليها سبب آخر هو الانتهاء من أعمال الهوية البصرية الذي وجه الرئيس السيسي بها. وأكد الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار المصري، أن ما حدث من احتفالية طريق الكباش رسالة رائعة للعالم كله بأن مصر تحمى تراثها وتظهر أثارها بشكل مبهر، حيث إن الاحتفالية دخلت قلوب الشعوب في كل دول العالم.
مشاركة :