يحتفل العالم باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة في 25 نوفمبر من كل عام، وفي هذا العام تأتي هذه المناسبة في ظل متغيرات ومؤثرات كبيرة وطارئة على المشهد المجتمعي، أبرزها تباطؤ عجلة التنمية بفعل الأزمة الاقتصادية العالمية التي زاد تأثيرها بفعل جائحة كورونا تحديدًا وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية، وتوجهات عدد من الدول العربية لخصخصة بعض من قطاعاتها العامة، الأمر الذي قلل من فرص العمل لاسيما للمرأة التي كثيرًا ما تكون هي التحدي الأكبر الذي يطاله أي تأثير سلبي مجتمعي، خاصة إذا تعلق الأمر بفرص العمل اللائقة أو التعليم أو الصحة بشكل أساسي أو الاستغناء عن العمل. وفي هذا العام تحتفل الأمم المتحدة بهذا اليوم ضمن حملة لون العالم برتقالي، تحت شعار «الحد من العنف ضد النساء والفتيات الآن» بهدف التوعية ودق الجرس لتبيان ما يقع على المرأة من عنف على المستوى الثقافي والمجتمعي والاقتصادي، أو من خلال العنف الافتراضي والسيبراني، والمرتبط في الكثير من الأحيان بأوجه التنمر العديدة او سوء المعاملة التي تواجهها بعض النساء سواء في هذا الفضاء أو في المنزل أو في بيئة العمل أو المدرسة أو أي موقع اجتماعي تفاعلي آخر. إن شعار الأمم المتحدة لهذا العام يتجه أيضا لتسليط الضوء على الفتيات والسيدات، اللاتي يجدن صعوبة في توصيل معاناتهن خارج إطار منازلهن بسبب هيمنة الأب أو الأخ أو الزوج في إطار الثقافة الذكورية، وسوء فهم واستخدام الموروث المجتمعي لدى بعض المجتمعات. وتشير احصائيات الأمم المتحدة للعام الماضي 2020، أن أكثر من 35% من النساء حول العالم قد تعرضن للعنف الجسدي من قبل شريك الحياة، ولا ننسى في هذا الجانب موضوع الزواج المبكر وما يترتب عليه من آثار جسدية سلبية وإعاقة لمستقبل الفتاة في الكثير من الأحيان.
مشاركة :