تخطى سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية أمس في السوق الموازية عتبة الـ 25 ألف ليرة لبنانية، لأول مرة. أقدم عدد من المحتجين على تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع سعر صرف الدولار على قطع الطريق في ساحة النور في مدينة طرابلس شمال لبنان. من جهته، طلب مصرف لبنان من شركات الإنترنت العالمية حذف تطبيقات مشبوهة على شبكاتها، كون هذه التطبيقات تعلن أسعار صرف الدولار في لبنان بطريقة غير قانونية، مشيرا إلى أن سعر الدولار الأمريكي، مقارنة بالليرة اللبنانية مسجل على منصة "صيرفة". وقال مصرف لبنان في بيان أمس "إن الأسعار الواقعية لسعر الدولار الأمريكي، مقارنة بالليرة اللبنانية هي تلك المعلنة يوميا من مصرف لبنان بناء على التداول الجاري في السوق"، مشيرا إلى أن "صيرفة هي المنصة الوحيدة التي تعلن أسعار وحجم العمليات التي أدت إلى هذه الأسعار". وأعلن البيان أن التطبيقات التي تعلن الأسعار دون أن تشير إلى حجم العمليات، التي أدت إلى هذه الأسعار، هي تطبيقات مشبوهة وغير قانونية، بحسب "الألمانية". ولفت البيان إلى أن مصرف لبنان سيتابع "هذا الأمر في الخارج وسيحمل المسؤولية لشركات كجوجل وفيسبوك وغيرها، لما لهذه التطبيقات من ضرر على لبنان". وأشار إلى أن "وراء هذه التطبيقات مصالح منها سياسية ومنها تجارية". وقطع محتجون أمس الطريق عند ساحة عبدالحميد كرامي (ساحة النور) في طرابلس، مستخدمين العوائق والحجارة، احتجاجا على الارتفاع المستمر لسعر صرف الدولار والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة. وفي وقت سابق من أمس، اقتحم عدد من المحتجين مبنى وزارة الشؤون الاجتماعية في بيروت، ودخل المحتجون إلى غرفة الاجتماعات في الوزارة في الطابق السابع من المبنى، وأعلنوا أنهم يريدون إيصال رسالة تعبر عن وجع الشعب اللبناني، معتبرين أن وزارة الشؤون الاجتماعية غائبة عن السمع. وعبر المحتجون عن اعتراضهم على ارتفاع أسعار السلع والأدوية والمحروقات. يذكر أن لبنان يشهد منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2019 أزمة مالية واقتصادية تضعه ضمن أسوأ عشر أزمات عالمية، وربما إحدى أشد ثلاث أزمات منذ منتصف القرن الـ19، في غياب لأي أفق حل، بحسب تحذير البنك الدولي في حزيران (يونيو) الماضي. وارتفعت أسعار السلع بشكل كبير، وبعد رفع الدعم عن أدوية الأمراض المزمنة، الذي أدى إلى ارتفاع أثمانها بين خمسة إلى عشرة أضعاف، وانعدام قدرة نسبة عالية من المواطنين على شرائها.
مشاركة :