أعربت الدكتورة جواهر شاهين المضحكي عن الفخر والاعتزاز بالثقة الملكية السامية، بتعيينها رئيساً لجامعة البحرين، ما يحمّلها مسؤولية عظيمة بالتصدي لقيادة الجامعة الوطنية الأم، بما تحمله من تاريخ طويل ومشرف على مدى 35 عاماً مضت، وتمتد جذورها إلى أبعد من ذلك. وأشارت الدكتورة جواهر المضحكي في حوار خاص مع وكالة أنباء البحرين (بنا) الى أن الثقة بالمرأة البحرينية ليست بالجديدة على المسيرة التنموية الشاملة التي أرسى دعائمها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه؛ موضحة أنه ومنذ انطلاق المشروع التنموي والأبواب مشرعة أمام المرأة البحرينية لتسلم المهمات القيادية في كثير من المؤسسات الرسمية، والأمثلة أكثر من أن تعد في هذا الصدد، مستذكرة تولي المرأة لمنصب رئاسة الجامعة مسبقاً، عبر الدكتورة الشيخة مريم بنت حسن آل خليفة، والتي كانت نموذجاً مشرفاً للمرأة القيادية في قطاع التعليم العالي، ومهدت بحسن إدارتها للمزيد من الثقة في قدرات المرأة البحرينية وعطاءاتها. وأوضحت الدكتورة المضحكي أن الثقة الملكية السامية في المرأة البحرينية وإمكاناتها وعطاءاتها قد تم تأكيده عبر الرائدات البحرينيات، اللاتي تولين المهمات الرفيعة، داخل مملكة البحرين وخارجها، وقد أثبتن جدارتهن بحمل المسؤولية الوطنية كأخوتهم الرجال، وأن الدعم الذي تلقاه المرأة البحرينية من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، حفظها الله، عزز مكانتها وأكد دورها كشريك ومساهم لا غنى عنه في مسيرة البناء والتطوير، وأن تخصيص يوم للمرأة البحرينية في الأول من ديسمبر، يكون بمثابة مناسبة وطنية سنوية، أمر تقدره كل امرأة بحرينية بفخر واعتزاز. وعن أولويات العمل في جامعة البحرين بالمرحلة المقبلة، أوضحت الدكتورة جواهر المضحكي أن الجامعات تنشأ للقيام بمهمات متعددة، وبما أن جامعة البحرين هي الجامعة الوطنية في مملكة البحرين، فإنها تتصدى لعدد من المهمات الرئيسية، وإن أي إستراتيجية تعدها الجامعة أو أي مبادرات تصدر عنها، فلا بد أن ترتبط بشكل مباشر مع الاستراتيجيات الوطنية ورؤية المملكة الاقتصادية 2030 وتصب في برنامج عمل الحكومة، وأن الجهود الحثيثة التي يبذلها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في كل المجالات بما فيها التعليم، تدعم جامعة البحرين في القيام بمسؤولياتها في إعداد الكوادر الوطنية وتهيئة القطاع الأعرض من شباب المملكة، للتعامل مع علوم الغد وتطوراته ووظائفه، وامتلاك المهارات الناعمة والقدرة على الاندماج في المؤسسات المختلفة محلياً وخارجياً، لخدمة المجتمع والوطن. وأشارت الى أن الجامعة مركزاً لتهيئة طلبتها ومنتسبيها للدخول في ريادة الأعمال، والتعرف على عالم لا متناهٍ من الفرص التي يمكن للفرد القيام بها بدلاً من انتظار الحصول على وظيفة. وأضافت الدكتورة المضحكي أن جامعة البحرين هي المنتج الأكبر للبحث العلمي في المملكة، وتعمل على تشجيع أساتذتها وطلبة الدراسات العليا فيها لبذل المزيد من الجهود لنشر الأبحاث العلمية بشقيها؛ النظري والتطبيقي، وهو ما دأبت الجامعة على العمل به في السنوات الماضية، حيث تضاعف عدد الأبحاث العلمية المنشورة في السنوات الخمس الماضية ثلاث مرات، ووصل إنتاج الجامعة من البحث العلمي المنشور في المجلات العلمية المحكمة باللغة الإنجليزية فقط 461 بحثاً في سنة 2020، وستكون الأولويات التنموية لمملكة البحرين ولمنطقة الخليج العربي على رأس أولويات واهتمامات البحث العلمي في الجامعة، فواحدة من أهم ركائز البحث العلمي؛ العمل على تطوير الواقع وتحسينه وحل مشاكله. وأوضحت المضحكي أن عمليات التطوير والتحسين والتجويد لا حد لها، وأن المتابعة الدائمة لسمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، نائب رئيس الوزراء رئيس المجلس الأعلى لتطوير التعليم والتدريب، تحث جميع المعنيين بالتعليم والتدريب على مواكبة آخر المستجدات، ورفع مستوى التعليم ومخرجاته، لذلك فإن جامعة البحرين تؤكد بأن المستقبل سيحمل في طياته كثير من الخطوات الرامية لتحسين عمليات التعليم والتعلم في الجامعة، لتؤكد الدور المحوري للطالب، الذي يقوم بعمليات البحث والاستقصاء والاستنتاج، مستلهمين التجارب الجامعية العالمية المتقدمة في هذا الشأن، إضافة إلى تهيئة الأكاديميين وتزويدهم بالطرائق الأحدث في التدريس لتطوير مستواه بقدرات وإمكانات متقدمة جداً، وهذا ما نسعى لأن ينعكس بشكل واضح على مخرجات الجامعة، بأن يكون الخريج ابن الغد وقابلاً للتعلم مدى الحياة، بما يضمن له المرونة للتعامل مع شتى المتغيرات العلمية التي لا تقف عند حد. وحول الخطط والبرامج التي سيتم تنفيذها لتحسين تصنيف جامعة البحرين في المؤشرات الدولية، عبرت الدكتورة جواهر المضحكي عن إيمانها بأن العمل الجاد والدؤوب مع النظرة الشاملة والمستقبلية هو الأهم لتطور المؤسسات، وبالذات المؤسسات التعليمية، وقالت إن التقدم في مختلف التصنيفات العالمية للجامعات يأتي نتيجة وليس هدفاً، لذلك فليس من أولوياتنا التركيز على التصنيفات، فالتصنيف يعد مؤشراً على جودة عمليات الجامعة من نواح مختلفة، وهذا يمكننا في جامعة البحرين من معايرة عملياتنا على أساسها، لأننا في كل الأحوال سنحتاج إلى معايير استرشادية تخبرنا أين نحن من تحقيق الجودة في عملياتنا، عبر اقتباس أفضل التجارب الجامعية وأنجحها، و»تبيئتها» مع جامعتنا الوطنية، بحيث تكون سلوكاً يومياً يرتقي بعملنا، مع المراجعة والتطوير المستمرين. وأضافت أن الجامعة تتم مراجعتها من قبل هيئة جودة التعليم والتدريب، ليس مؤسسياً فقط، ولكن برامجياً أيضاَ، وهذا ساهم بشكل كبير في تطوير الجامعة وعملياتها، كما أن التوصيات التي ترد من تقارير الهيئة كفيلة برفع مستوى الجودة للجامعة كمؤسسة ولبرامجها الأكاديمية. وأوضحت الدكتورة المضحكي أن العديد من برامج الجامعة قد حصلت على اعتماديات دولية في مجالاتها، الأمر الذي يؤكد الحرص على الارتقاء بهذه البرامج ومخرجاتها، بما يسهم في رفد سوق العمل واقتصاد المملكة بخريجين متمكنين من تخصصاتهم ومستعدين لبناء المستقبل. وبشأن برامج الجامعة ونظرتها المستقبلية في تحقيق أهداف المملكة في تحقيق التكامل بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، خصوصا في البرامج الأكاديمية الحديثة، أوضحت رئيسة جامعة البحرين أن الرؤية الاقتصادية لمملكة البحرين 2030 وبرنامج عمل الحكومة، تأتي على رأس أولويات الجامعة لتكون المنصات التي تنطلق منها في وضع الخطط والإستراتيجية للسنوات المقبلة، فمنذ العام 2009 تقارب الجامعة هذه المنطلقات وتصوغ الإستراتيجيات والمبادرات وفقاً لها. وقالت الدكتورة المضحكي؛ لكي نكون أقرب ما نكون إلى سوق العمل واحتياجاته، بل وتطوراته التي نستفيد منها كثيراً، وكذلك التطلعات المستقبلية كونها مرتبطة بتطورات الأسواق العالمية في الغالب، فإن جميع الأقسام الأكاديمية تضم في مجالسها أحد ممثلي سوق العمل من القطاع نفسه، كما تضم مجالس الكليات ممثلين أيضاً عن سوق العمل في القطاعات الخاصة بكل كلية، ويضم مجلس الجامعة ممثلين أيضاً من القطاع الخاص، وصولاً إلى مجلس الأمناء الذي يضم في عضويته عدداً من أصحاب المعالي والسعادة الوزراء، وعدداً من ممثلي القطاع الخاص أيضاً. وأشارت الى أن ممثلي القطاعين العام والخاص يعملون يداً بيد مع جميع المجالس في الجامعة، ويقومون بدور مركزي في توجيه البرامج الأكاديمية وتطويرها، سعياً للوصول بمخرجات الجامعة إلى السمعة العالية التي تساعدهم على الانخراط في سوق العمل بقوة وثقة وبمعارف متقدمة، لذلك نجد مخرجاتنا اليوم في مرتبة متقدمة من ناحية القبول في سوق العمل، إذ تمكن الخريجين من التعامل مع المتغيرات المستقبلية. وحول مساهمة جامعة البحرين في جهود جعل المملكة نقطة استقطاب أكاديمي للطلبة من حول العالم، قالت الدكتورة جواهر المضحكي إن الطالب الدولي هو من يحول المعلومة إلى معرفة، ومن الخطط المستقبلية للجامعة أن يكون خريج جامعة البحرين «طالباً دولياً»، حيث نضع من أولوياتنا تهيئة الطلبة لمتطلبات الحياة، التي تتضمن إعدادهم لسوق العمل، أما بالنسبة إلى الاستقطاب الأكاديمي للطلبة من حول العالم فإن ذلك من الأمور التي سنضعها في الاعتبار ضمن خطط الجامعة كذلك. وأشارت رئيس جامعة البحرين أن الطالب المقيم في المملكة أو المتقدم للدراسة في الجامعة من خارج البحرين، يحظى بمكانة خاصة لأننا لسنا جامعة محلية فحسب، بل جامعة وطنية، تقبل وترحب بوجود الطلبة من الجنسيات المختلفة، ومن الدول المختلفة أيضاً، لما في ذلك من تنويع للجسم الطلابي وتعدد لثقافاته وتقريب للمسافات بين مختلف دول العالم، من خلال هذا المزيج الطلابي ، لافته الى ان الجامعة لديها حرص على جذب الطلبة غير البحرينيين في مستوى الدراسات العليا خصوصاً، ففي هذه المرحلة الدراسية يبدي الطلبة مقداراً جيداً من النضج والخبرة، ما يسهم في رفد البحث العلمي في الجامعة وإثراء الدرس الأكاديمي أيضاً. وحول قرار الجامعة الأخير بتعديل الرسوم الدراسية للطلبة، أوضحت الدكتورة جواهر المضحكي أن مملكة البحرين تدعم حصول المواطن على شهادة البكالوريوس كواحدة من المتطلبات الأساسية في هذا الوقت، وللدخول إلى كثير من الأعمال، ولذلك فإن جميع برامج البكالوريوس مدعومة لتمكين الطلبة من مواصلة دراستهم بيسر، فالرسوم الدراسية لهذه البرامج مخفضة بدرجة كبيرة، وقرار التعديل كان في حالات الإعادة في المادة الدراسية لأكثر من مرة وفي ذلك تحفيز للطالب للنجاح من اول فصل يأخذ فيه هذه المادة، وجميع تفاصيل هذا الموضوع تم طرحها قبل عدة شهور. وأضافت، بشأن الطالب غير المواطن فإن خيارات الدراسة في الجامعات جميعاً متاحة أمامه، ومنها جامعة البحرين إن انطبقت عليه شروط القبول فيها، فهناك كلفة مادية للطالب في أي مرحلة دراسية، والطالب غير المواطن لا يدفع سوى هذه الكلفة، فجامعة البحرين لا تهدف إلى الربح جراء العملية التعليمية، ودفع الرسم الدراسي كاملاً ينطبق أيضاً على الطالب المواطن بحسب أوضاع معينة، بيّنها قرار الحكومة الخاص بهذا الموضوع. وعن أبرز التحديات التي تواجه الجامعة وآليات مواجهتها، قالت رئيسة جامعة البحرين إن الحديث عن الوصول إلى حلول جذرية ونهائية ربما يعتبر من المثاليات، لأنه ومع وجود الآلاف من أبنائنا وبناتنا الطلبة، فإنه يصعب أن يكونوا جميعهم راضين عن أي قرار أو ممارسة أكاديمية أو إدارية، وقد تكون هناك مقاومة أيضاً للجديد من القرارات، وهذه أمور طبيعية نتفهمها. وأضافت، نهدف في جامعة البحرين إلى أن نطبق أفضل الممارسات الأكاديمية والإدارية كما سبق وذكرت، وهذا يتطلب التفهم والتعاون من الجميع للوصول إلى الحلول الأنسب، مستذكرة أنه لو استعرضنا تاريخ جامعة البحرين لرأينا الكثير من الأمور التي تم حلها في حينها، وظهرت أخرى غيرها، وكم من المواضيع التي أثارت كثير من الضجيج عندما طرحت، واليوم هي واحدة من أفضل الممارسات التي تقوم بها الجامعة، وذلك بالتعاون والتفاهم والتطبيق المحترف. وأكدت الدكتورة المضحكي في الجامعة نفتح أبوابنا مشرعة أمام جميع الآراء، داعية الطلبة ومنتسبي الجامعة من أكاديميين وإداريين إلى تزويد الإدارة بالآراء والملاحظات والمقترحات لتطوير العمل، وذلك من خلال جميع القنوات المتاحة.
مشاركة :