وسائل الإعلام الإلكترونية أمام معضلة التلعيقات العنيفة والحاقدة

  • 11/9/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يفترض بالإنترنت أن يسهل التفاعل بين القارئ ووسائل الإعلام، إلا أن الانتشار الكبير للتعليقات العنيفة والحاقدة يدفع الصحافة الإلكترونية إلى حظر هذه الآراء في انتظار حل افضل. وفي الشهر الماضي، توقف موقع «فايس» الأخباري الإلكتروني عن نشر تعليقات القرّاء، معتبراً أن «طبيعة التعليقات الفظة تؤدي إلى خنق النقاش الفعلي». وأوضح موقع «ذي فيردغ» الاخباري من جهته في تموز (يوليو) الماضي، أنه «أوقف تلقي التعليقات لفترة وجيزة، بسبب لهجتها التي أصبحت عدائية وسلبية». وتعد هذه ليست بحالات معزولة، فصحف «شيكاغو صن تايمز» و«ديلي بيست» وموقع «ري كود» و «بوبولار ساينس» وغيرها من الوسائل الإعلامية الأميركية، قررت التخلي عن التعليقات. ولا تقتصر المشكلة على الولايات المتحدة، بل حملت المسألة أكبر وسيلة إعلام إلكترونية في جنوب أفريقيا وهي «24 دوت كوم» على إغلاق قسم التعليقات وحذت حذوها «إنديبندنت أونلاين». وتقول أستاذة دراسات الإعلام في جامعة «سيراكيوز» جنيفير سترومير غاليه، «تعاني فرق التحرير من هذا الأمر»، مضيفةً أن «وسائل الإعلام تحبذ فكرة التعليقات إلا أنها تتخذ منحنى سلبياً، إذ تؤثر التلعيقات الحاقدة على القراء وتبعدهم، وثمة قلق بأن يؤدي ذلك إلى خسارة قرّاء بدلاً من تعزيز التواصل». ويقول الأستاذ في جامعة «هيوستن تكساس» ارثر سانتانا الذي أجرى دراسة حول التعليقات، إن «إدارات التحرير تحاول التحرك في مواجهة التعليقات غير اللائقة والهجمات الشخصية، وهي قلقة على سمعتها وخائفة من أن تتحول إلى مكان عام للتعليقات الغير أخلاقية». وترى وسائل الإعلام في الأداة التي تستخدمها «فايسبوك» للتحقق من هوية المستخدم الذي يعلق على شبكتها، وتشترط عليه استخدام اسم حقيقي، حلاً ممكناً. ويوضح الباحث في الشؤون الصحافية في جماعة «ميسوري» ديفيد فولفغانغ أن «من خلال وضع عقبات أمام حرية النشر، تخسر وسائل الإعلام الكثير من المعلقين والقراء». وتلجأ وسائل الإعلام الكبرى في أغلب الاحيان إلى اشخاص مكلفين لتجنب أي تعدٍ في التعليقات، إلا أن ذلك لا يكفي أحياناً ولا يمكن لكل وسائل الإعلام الإلكترونية بأن توظف أشخاصاً كهؤلاء، بسبب ضيق الموازنة. وتشارك صحيفتا «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» في مشروع أطلقته مؤسسة «نايت»، ويسعى إلى التوصل لبرمجية تتماشى مع المواقع الأخبارية. ويعتبر مدير مشاريع «المعلومات الرقمية» في صحيفة «واشنطن بوست» غريغ باربر، أن «الكياسة رهان للجميع»، موضحاً أن «صحيفته تتلقى حوالى ثمانية ملايين تعليق في العام، وتجهد للحفاظ على لهجة لطيفة بفضل الأشخاص الذين توظفهم لهذا الغرض». وأضاف أن «مسؤول المشروع على اتصال مع وسائل إعلام مهتمة بالبرمجية هذه في 25 بلداً»، متابعاً أنها «ستكون جاهزة لأجراء اختبارات في كانون الثاني (يناير) العام المقبل»، مختتماً أن «الأمر لا يقتصر على ازالة التلعيقات الفظة بل إيجاد المساهمات القيمة والاضاءة عليها».

مشاركة :