تتواصل الاثنين عمليات فرز أصوات الناخبين بعد مشاركة الملايين في أول انتخابات تعددية في ميانمار منذ 25 عاما، وبعد نصف قرن من الحكم العسكري. وقد نزل أنصار زعيمة المعارضة أون سان سو تشي الى الشوارع للاحتفال في هذه الانتخابات التي قد تنهي سنوات من الحكم الديكتاتوري وتنتقل بالبلاد إلى الديمقراطية إذا تمكنت المعارضة من الفوز بأغلبية المقاعد البرلمانية. وعلى الرغم من أن نتيجة فرز الأصوات لن تتوضح قبل مضي 36 ساعة على الأقل على عمليات الفرز، إلا أن انصار سو تشي احتشدوا في الشوارع القريبة من مقر حزب "الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية" آملين بفوز حزبهم وملوحين بالأعلام ومعبرين عن فرحتهم بالانتخابات. وأكد مسؤولون إنه لا يتوقع ظهور النتائج الأولية للانتخابات إلا في وقت متأخر الاثنين. ويتوقع فوز حزب الرابطة الوطنية بالنسبة الأكبر من أصوات الناخبين، لكن ينبغي عليه أن ينال نسبة 67 في المئة من المقاعد ليحظى بأغلبية البرلمان. وكان الملايين احتشدوا في طوابير طويلة الأحد للإدلاء بأصواتهم في هذه الانتخابات التاريخية في البلاد. وظل حزب "اتحاد التضامن والتنمية" المدعوم من الجيش مهيمنا على سدة الحكم في البلاد منذ عام 2011. ويقول مراقبون دوليون إن عملية التصويت جرت على العموم بانسيابية وهدوء، مع وجود بعض المخالفات المعزولة المحدودة. لكن مراسلين يقولون إن ثمة تقارير عن وجود قوائم غير مكتملة للناخبين، وإن أصوات اقترعت مسبقا سلمت إلى محطات الاقتراع في وقت متأخر من مساء الأحد. وقالت منظمات حقوق الإنسان إن مئات الآلاف من المسلمين توجهوا إلى مراكز الاقتراع، لكنهم منعوا من التصويت، لأن النظام الحاكم في ميانمار (بورما) لا يعتبرهم مواطنين. ويبلغ عدد المسجلين في قوائم الناخبين الذين يحق لهم المشاركة في هذه الانتخابات بنحو 30 مليون شخص. وقدرت نسبة المشاركة في الاقتراع بنحو 80 في المئة في هذه الانتخابات التي تعد أول انتخابات عامة تعددية منذ تولي الحكومة (المسماة) مدنية السلطة في عام 2011. وقد تقدم لهذه الانتخابات أكثر من 6 آلاف مترشح من 90 حزبا يتنافسون على 664 مقعدا في البرلمان. ولكن 25 في المئة من المقاعد مخصصة لممثلين عن الجيش يتم تعيينهم دون انتخابات، ويتوقع منهم دعم الحزب الحاكم. وقد منعت سو كي، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، من الترشح للرئاسة، لأن الدستور ينص على عدم ترشح كل شخص له أولاد من جنسية أجنبية.
مشاركة :