«ميغ» يجتاح سقطرى ويصل للسواحل الجنوبية الشرقية ويخلف خسائر مادية كبيرة

  • 11/9/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اجتاح إعصار «ميغ» المداري، أمس، جزيرة سقطرى اليمنية في المحيط الهندي، وأدى إلى خسائر في الأرواح وخسائر مادية كبيرة. وقال شهود عيان في سقطرى لـ«الشرق الأوسط» إن الإعصار أدى إلى تدمير عدد كبير من المنازل وبالأخص في المناطق الشمالية من الجزيرة، وهي المناطق الواقعة على الساحل مباشرة، وضمنها مدينة حديبو، عاصمة الجزيرة، كما أدى إلى مقتل امرأة وإصابة 4 آخرين في تهدم منازلهم، إضافة إلى جرف الإعصار لعدد كبير من السيارات واقتلاع العشرات من أشجار النخيل وغيرها من الأشجار. وأدت سرعة الرياح التي بلغت نحو 85 عقدة، إلى جرف باخرة إماراتية، كانت ترسو في الميناء، بعد أن أوصلت، قبل بضعة أيام، مساعدات لسكان الجزيرة لمساعدتهم على تجاوز الآثار التي خلفها إعصار «تشابالا». وقال فهد سليم كفاين، وزير الثروة السمكية عضو اللجنة الحكومية المتابعة لإعصار «تشابالا»: إن السلطات أطلقت مناشدة عاجلة للتدخل السريع لإنقاذ سكان أرخبيل سقطرى، بعد تعرضهم لإعصار أكثر قوة من إعصار «تشابالا»، وبحسب التقارير الرسمية فقد تعرضت سقطرى لأمطار غزيرة مصحوبة بالرياح الشديدة منذ الساعات الأولى من صباح الأحد، وبدأت الفيضانات تحاصر منازل المواطنين في مدينة حديبو. وأفاد كفاين بأن غرفة العمليات تلقت مناشدات من سكان في مدينة حديبو وقرى أخرى في الجزيرة بتعرضهم لفيضانات ورياح عاتية، في ظل تواصل سقوط الأمطار بغزارة، ومن المتوقع سقوط ضحايا، ودعا كفاين الأمم المتحدة ومفوضياتها للشؤون الإنسانية للتدخل العاجل بواسطة فرق الطوارئ لإنقاذ سكان الأرخبيل، مضيفا: «نناشد أشقاءنا في سلطنة عمان لمساعدتنا في التدخل عبر فرق الطوارئ للإنقاذ بحكم قربهم من الأرخبيل». وقال كفاين في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إن غرفة العمليات المركزية وجهت السلطات المحلية وغرف العمليات في محافظات سقطرى وحضرموت، وشبوة، المهرة، بمساعدة السكان المتضررين من الإعصار وسرعة إجلائهم من مناطق الخطر»، موضحا أن تأثير الإعصار الجديد من المتوقع أن يصل إلى مناطق وسط البلاد مثل البيضاء وتعز ومأرب وصنعاء، وسقوط أمطار غزيرة مع هبوب رياح عاصفة. وأشار وزير الثروة السمكية إلى أن إعصار «تشابالا»، كان له تأثير كارثي على السكان، خاصة في جزيرة سقطرى، وخلف دمارا هائلا وخسائر في الأرواح، وصلت إلى وفاة ثمانية أشخاص، وعشرات المصابين، وبلغ عدد الأسر النازحة والمشردة من منازلها 10 آلاف أسرة، بما يقارب خمسين ألف نازح. وقال كفاين «إن الدول الخليجية سارعت إلى تقديم المساعدات الإغاثية للمناطق المتضررة بالتنسيق مع الحكومة، حيث وصل إلى محافظة سقطرى 18 طائرة إغاثة مقدمة من الأشقاء في سلطنة عمان والإمارات، تزن 170 طنا من المساعدات، فيما أرسل مركز الملك سلمان للإغاثة أمس 8 شاحنات تحمل أكثر من 50 طنا من المساعدات الإغاثية، ستصل إلى حضرموت والمهرة وشبوة». وطالبت اللجنة الحكومية جميع منظمات المجتمع المدني وفرق التطوع بالاستمرار في المساعدة والإجلاء والإيواء والإنقاذ، والمساعدة في توفير الاحتياجات الخاصة بالإيواء من خيام ووجبات جاهزة وأدوية وأغذية أطفال ومولدات كهربائية ومصابيح ومواقد وفرق للتدخل السريع. وسجلت غرفة العمليات الحكومية وفاة شخص في أول لحظات الإعصار، وإصابة أربعة آخرين في مدينة حديبو، متوقعة أن يزيد العدد بسبب قوة الإعصار الذي تسبب في قطع الاتصالات ببقية مناطق الأرخبيل. من جانبه، أوضح المركز اليمني للأرصاد أن صور الأقمار الاصطناعية أظهرت تركز العاصفة الإعصارية «ميغ» شرق خليج عدن، وأنها مستمرة في التحرك غربا بسرعة 20 كيلومترا، وتوقع المركز أن تتأثر بالإعصار كل من محافظات سقطرى والمياه الإقليمية الشرقية لليمن، مع احتمال تأثر سواحل محافظتي المهرة وحضرموت. وذكر المركز في نشرة الأحوال الجوية أن مركز العاصفة يبعد عن عاصمة محافظة سقطرى نحو 260 كيلومترا شرقا، وعن الغيظة 560 كيلومترا جنوب شرق، وعن المكلا 820 كيلومترا جنوب شرق، وأن سرعة الرياح تصل إلى 162 كيلومترا في الساعة، وتتأثر بها أعالي البحار شرق خليج عدن أرخبيل سقطرى، بأمطار رعدية غزيرة ورياح شديدة واضطراب شديد في البحر. وفي سياق متصل أوضح الدكتور تيسير الحبشي اختصاصي إدارة الكوارث رئيس فريق الحماية التطوعي لإدارة الكوارث لـ«الشرق الأوسط» أن بين إعصار تشابالا وميغ سبعة أيام فقط، وقال: إن إعصار تشابالا دمر ميناء سقطرى بالكامل وجعل رسو سفن الإغاثة مستحيلا، مركزا على أن قدرات اليمن على المقياس العام العالمي للاستعداد للكوارث كان قبل الحرب لا يتجاوز 20 في المائة، أما الآن فمن المؤكد بلوغه أدنى المستويات. وشدد الحبشي على أن جزيرة سقطرى أصبحت معزولة عن العالم، بحيث لا يمكن إرسال المعونات إلا بعد مرور 24 ساعة من انتهاء الإعصار، وذلك من خلال الطائرات أو عبر تفريغ سفن الإغاثة من قبل القوارب ورسوها على شواطئ الجزيرة، وليس عبر الميناء. وبحسب الحبشي، بدأ إعصار ميغ من الدرجة الثالثة نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول)، مقابل السواحل الهندية، قبل وصول إعصار تشابالا على اليابسة، وبوصول تشابالا إلى المكلا بدأ إعصار ميغ بالتقدم، وبالأمس في الساعة العاشرة صباحا ضرب جزيرة سقطرى. وتوقع الحبشي تقدم إعصار ميغ نحو خليج عدن على أن يستمر في تقدمه إلى مديرية أبين المسجلة ضمن المناطق المنكوبة، مصحوبا بأمطار من خفيفة إلى متوسطة على طرف القرن الأفريقي ومنها أطراف الصومال المطلة على خليج عدن، بالإضافة للأراضي اليمنية المطلة على الساحل الجنوبي، ومنطقة أحور اليمنية الواقعة بين المكلا وعدن.

مشاركة :