قال مدونون روس أمس إنهم حددوا مواقع عدد صغير من الجنود الروس الحاليين أو السابقين في سوريا منها مواقع قرب حماه وحلب وحمص، ما يشير إلى أن عمليات الكرملين تتجاوز نطاق الضربات الجوية، في وقت استمرت فيه الضربات الروسية على بعض المناطق السورية. في غضون ذلك، هزت ثلاثة انفجارات مدينة حمص، صباح أمس، نتيجة انفجار عبوات ناسفة بآليات ودراجات في أحياء عكرمة ووادي الدهب، التي يقطنهما غالبية من الطائفة العلوية، وأدت إلى إصابة 15 مدنيا، فيما قتل عشرة مدنيين على الأقل جراء قصف جوي لطيران النظام على مدينة تحت سيطرة تنظيم داعش في ريف حلب الشمالي، واستمرت الاشتباكات على محاور عدّة في ريف حلب الجنوبي حيث أحرزت قوات النظام تقدما. بموازاة ذلك، واصلت الطائرات تكثيف غاراتها الجوية على مدينة داريا بالغوطة الغربية بعد عدة محاولات فاشلة من قوات النظام لاقتحام المدينة، وسقط أكثر من 26 قتيلا جراء قصف طائرات حربية لمناطق في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنساني. وذكر تقرير وضعه فريق جمع المعلومات عن الصراعات المؤلف من مدونين استقصائيين روس أنه جرى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لتحديد مواقع ثلاثة جنود حاليين أو سابقين في سوريا. وقال الفريق: «رغم أننا لا نملك حتى الآن دليلا قاطعا على أن جنودا روس يشاركون بشكل مباشر في قتال بري في سوريا إلا أننا نعتقد أن الوضع الملاحظ يناقض مزاعم مسؤولين روس بأن جنود روسيا لا يشاركون أو لا يخططون للمشاركة في عمليات برية». وسبق أن عمل فريق المدونين الروس بقيادة رسلان ليفييف للكشف عن معلومات عن وفيات جنود روس في أوكرانيا وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، وكان الفريق أول من أبلغ عن أول حالة وفاة مؤكدة لجندي روسي في سوريا. وتتمركز الطائرات الحربية الروسية في اللاذقية بغرب سوريا بعيدا عن المواقع التي وجود الجنود الثلاثة فيها. وبدأت روسيا حملة ضربات جوية يوم 30 سبتمبر (أيلول) دعما للرئيس السوري بشار الأسد في الحرب التي دخلت عامها الخامس لكنها قالت مرارا إنها لا تنوي شن عملية برية وإنها ستقصر مساعدتها على توفير مدربين ومستشارين عسكريين بالإضافة لإمداد دمشق بعتاد عسكري. وقال مسؤولو أمن أميركيون وخبراء مستقلون لـ«رويترز» الأسبوع الماضي، إن موسكو زادت عدد قواتها في سوريا من نحو ألفي جندي إلى أربعة آلاف. وقال مسؤول دفاعي أميركي إنه جرى نشر طواقم قاذفات صواريخ وبطاريات مدفعية بعيدة المدى خارج أربع قواعد يستخدمها الروس. ميدانيا، ذكرت «شبكة الدرر الشامية» أنّ الطيران الحربي استهدف مدينة داريا بريف دمشق منذ صباح أمس إلى الآن بأكثر من 20 برميلاً متفجرًا وسط تحليق كثيف للطيران في سماء المدينة، لافتة إلى أن الهجوم أتى بعد تمكن المعارضة خلال ساعات الليل من إحباط عدة محاولات تسلل قوات النظام على جبهة الشياح في المنطقة الواقعة بين مدينتَي داريا والمعضمية أوقعوا خلالها الكثير من الإصابات في صفوف النظام. بدوره، لفت المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى إلقاء الطائرات المروحية ما لا يقل عن 34 برميلا متفجرا على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية، لافتا أيضًا إلى تنفيذ طائرات حربية يعتقد أنها روسية ضربات على مناطق في بلدة سقبا بالغوطة الشرقية، ما أدى إلى مقتل 3 أطفال على الأقل وإصابة عدد من المواطنين، مشيرا أيضًا إلى وجود جرحى بعضهم في حالات خطرة ومفقودين تحت الأنقاض. وقال المرصد إن «عشرة أشخاص بينهم طفل وسيدة على الأقل عدد القتلى الذين قضوا جراء قصف جوي تعرضت له مناطق في مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي» بعد منتصف ليل السبت/ الأحد. ويسيطر «داعش» منذ مطلع عام 2014 على الباب، وتعرضت مقاره ومستودعاته في المدينة لضربات جوية شنتها طائرات حربية روسية الشهر الماضي. وفي مدينة حلب، أفاد المرصد بـ«مقتل ثلاثة مواطنين على الأقل بينهم طفل» بالإضافة إلى إصابة عدد من الأشخاص بجروح «جراء سقوط قذائف أطلقتها الكتائب المقاتلة على مناطق في شارع النيل وأماكن أخرى تحت سيطرة قوات النظام في المدينة». وتتقاسم قوات النظام والفصائل المقاتلة السيطرة على أحياء مدينة حلب، التي تشهد معارك مستمرة بين الطرفين منذ صيف 2012. وغالبا ما تستهدف الفصائل الأحياء الغربية بالقذائف فيما تتعرض الأحياء الشرقية بانتظام لقصف جوي ومدفعي مصدره قوات النظام. وفي حمص، قصفت قوات النظام بقذائف الهاون حي الوعر المحاصر، في حين شنّ الطيران الروسي 4 غارات جوية على بلدة مهين واستهدف بالصواريخ الفراغية أطراف البلدة ومستودعات في الريف الشرقي.
مشاركة :