كتابي اليوم من مُجلّد الحياة صفحة الغفوة باب الصمت، عنوانها الرئيس دمع على جدار الألم، هذا كله مجمل القول وفصل الكلام، وإليكم التفاصيل: كان السيّد العبقري ماضياً في طريقه للمستشفى وزيارة أحد أقاربه، ومعه باقة ورد ما بين الحُمْرة والصفرة وقد تكون بنفسجية المهم شكلها زاهٍ كالأوراق الخضراء في بستان تتفتح بعد غيث بللها، ارتمى في أحضان سيارته، انطلق والطمأنينة تغمر قلبه، وصوت القرآن يشنّف مسامعه.. عند البوابة أوقفه حارس أمن محترم، طلب منه تطبيق توكلنا، أكثر ما يزعجه صوت المصاعد خصوصاً حين تصعد، يشعر أن شيئاً يهزّ أركان روحه قبل جسمه، وجوه من كان معه في قبر المصعد لا يراها كلٌ ساجد على هاتفه وجه يبتسم، يتعجب، وجه يغضب، وآخر حزين... وهو يغادره، نادته حسناء يظنّها عبقرية، تخبره بسقوط وردة من باقة كان يحملها، للأسف انغلق الباب، تمتم بكلمات غير مفهومة، عند الطابق 16 وقف عند الغرفة، والصوت مرتفع على غير العادة، فتح منصة الواتساب، الدور هو والغرفة هي هي! خرج من غرفة المُزار، أحد أقاربه باكياً، وضع باقة الورد خلف ظهره، عزّاه، وعاد آيباً حزيناً حتى خرج من المستشفى، ركب سيارته أطفأ الـ CD محوقلاً، جاء اتصال من أهل بيته، لم يسمع سوى نحيب أخيه.. بعد جهد جهيد، أخرج المفتاح من رقبة سيارته، كأنه ينزع لحماً تشبث بحديدة، مال على جدار الصمت، شاكياً باكياً وأوراق الورد تقاطرت منذ خروجه إلى الجدار فغفت عليه معزيّة. آخر الأوراق قالت: فمن المُعَبّر حين تغدو الرؤية مجرد أحلام؟ قال: قف لا تحلم! دعني أحبك قدر شغفي بك قالت: لا تقتل فرحة النطق بأحبك داخل حرفك.. ... انطقها وسأرد عليك قدر ما نطقت قال: أنا محتار ولا اختيار قالت: قلها أنا أحبك يا أجمل النساء، هكذا بكل بساطة قال: لا أستطيع قالت: ستعود إذاً محملاً بالخيبات، وبضع كلمات رددتها في وجه كلماتي قال: لا عليك.. تعودت على الصد وحدي وحدي وقلمي وكتاباتي وحبري
مشاركة :