دعا رياض المالكي، وزير الخارجية الفلسطيني، الاتحاد الأوروبي إلى لعب دور فاعل لإحراز تقدم في العملية السلمية، وطالبه بضرورة تحمل مسؤولياته المباشرة لإنهاء الاحتلال، وإلزام إسرائيل بالوقف الشامل والتام للأنشطة الاستيطانية في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي مقدمتها القدس الشرقية ومحيطها، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال، لضمان إحراز تقدم حقيقي في العملية السلمية. كما دعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه الانتهاكات الجسيمة التي تقوم بها إسرائيل، والتي ترتقي لدرجة جرائم الحرب، وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين. وقال المالكي، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن، في رام الله، أمس، إن الحكومة الفلسطينية «طرقت باب الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن، ومجلس حقوق الإنسان، والصليب الأحمر، والمحكمة الجنائية الدولية، وسويسرا، وستبقى تطرق كل الأبواب حتى يتم خلق واقع دولي يعمل على توفير الحماية لشعبنا الأعزل». وبحث المالكي مع أسيلبورن الأوضاع والتطورات الميدانية في فلسطين، والعلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرا إلى «الانتهاكات والممارسات العنصرية الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية المحتلة، واستمرار الحكومة الإسرائيلية في تصعيدها وعدوانها المتواصل على الفلسطينيين، واستباحة الدم الفلسطيني من خلال الإعدامات الميدانية على مرأى ومسمع المجتمع الدولي، إضافة إلى الادعاءات والأكاذيب الإسرائيلية التي يقودها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من عدم تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى». وقال المالكي «إن الاستمرار في هذا النهج يهدد الأمن والسلم الدوليين، ويؤجج الصراع الديني في الأرض المحتلة والمنطقة، من خلال استفزاز مشاعر 1.5 مليار مسلم في العالم». وجاء حديث المالكي فيما كانت القوات الإسرائيلية تجتاح مناطق في مدينة الخليل المحاصرة، بالتزامن مع هجمات مركزة نفذها عشرات المستوطنين على منازل وتجمعات الفلسطينيين في مدينة الخليل في المناطق القريبة من مستوطنة «كريات أربع». كما اندلعت مواجهات بين فلسطينيين قدموا لمساعدة المحاصرين وقوات الاحتلال على حواجز عسكرية قريبة. وتزامن هجوم المستوطنين مع هجوم أوسع تشنه القوات الإسرائيلية على مدينة الخليل بعد إغلاقها بشكل كامل. وحولت إسرائيل الخليل أمس إلى ثكنة عسكرية، وأقامت ساترًا ترابيًا يغلق المدخل الشمالي للخليل الذي يؤدي إلى حي رأس الجورة، وهو أحد المواقع التي شهدت مواجهات عنيفة بين الجنود الإسرائيليين وراشقي الحجارة الفلسطينيين. كما أغلقت إسرائيل كذلك الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل أمام المصلين المسلمين، بحجة تأمين احتفالات المستوطنين بما يسمونه «عيد سبت سارة». وأطلق نشطاء فلسطينيون أمس حملة تضامن إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي باسم «بهمش» (لا يهمنا) ردا على الحملة الأمنية التي يشنها الاحتلال في محافظة الخليل جنوب الضفة المحتلة. كما دعا وزير الأوقاف الفلسطيني يوسف ادعيس المواطنين إلى رفض القرار الإسرائيلي، وشد الرحال إلى الحرم الإبراهيمي لعمارته، مطالبا المجتمع الدولي بالالتزام بمسؤولياته، والضغط على حكومة الاحتلال لوقف اعتداءاتها بحق المقدسات الإسلامية في فلسطين.
مشاركة :