محمد رشاد: شهدت الحركة التجارية داخل مراكز التسوق ارتفاعاً كبيراً في القوة الشرائية، قدرت بنحو 70%، خلال اليومين الماضيين، حيث ساعدت "تخفيضات الجمعة البيضاء" وعطلة نهاية الأسبوع، وتصادف صرف رواتب موظفي القطاع الحكومي والخاص على تدفق المستهلكين على الأسواق المحلية، مما تسبب في تكدس مروري أمام المجمعات واصطفاف أمام أبواب المحلات في انتظر دورهم التزماً بالإجراءات الاحترازية الموصي بها من قبل الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد 19). وأكد مسؤولون وتجار في تصريحات لـ"الوطن" أن السوق البحريني عانى من حالة الركود خلال فترة جائحة فيروس كورونا، تحسن بعض الشيء مع الدخول في مرحلة التعافي الاقتصادي وعودة الحياة تدريجياً إلى طبيعتها، منوهين إلى أن العروض على البضائع التي تقدمها المحلات ومراكز التسوق تهدف في الأساس إلى تنشيط حركة المبيعات وهو الأمر الذي تحقق فعلياً أمس مما أدى إلى انتعاش الحركة التجارية وضاعف من القوة الشرائية بشكل لافت. وأعربوا عن توقعاتهم أن تشهد الفترة القادمة مزيداً من الحركة التجارية وانتعاشاً في حركة المبيعات داخل الأسواق ومراكز التسوق نظراً للحركة التنموية الاستثمارية التي تشهدها المملكة في الفترة الحالية إلى جانب عودة احتضان مملكة البحرين للعديد من الفعاليات والمعارض التي ستجذب الكثير من الزوار إلى المملكة فضلاً عن تزامن الفترة المقبلة مع العديد من المناسبات الوطنية، والمناسبات الأخرى التي تمنح فيها المؤسسات الحكومية والخاصة عطلة لكافة العاملين بها احتفالاً بتلك المناسبات بما يؤدى إلى توافد المستهلكين من المواطنين والمقيمين على المجمعات التجارية والأسواق. من جانبه، أكد رئيس لجنة الثروة الغذائية بغرفة تجارة وصناعة البحرين رجل الأعمال خالد الأمين، أن تخفيضات مع يعرف بـ"الجمعة البيضاء" أحدثت انتعاشا في الأسواق وارتفاعاً في نشاط الحركة التجارية على الشراء، لافتاً إلى أن العروض التي وفرتها المحلات بأسعار مخفضة للغاية وعروض مثيرة وصلت نسب التخفيضات فيها إلى أرقام قياسية وشملت أغلب الأصناف تعد حقيقية وتخضع لرقابة وهي التي دفعت بالمستهلكين إلى الأسواق. وأوضح قائلاً: "إن تخفيضات الشراء تعد مناسبة جيدة لتنشيط الاقتصاد ومضاعفة الحركة التجارية، ويركز فيها المتسوقون أكثر على الأسعار المخفضة للأجهزة الصغيرة والإلكترونيات والملابس، فبعض المحلات تعرض وتقوم بخفض الأسعار ومن ثم تخفيضها في موسم التخفيضات «بلاك فرايدي»، لذلك نجد أولويات الشراء والاحتياجات من السلع التي نرغب في شرائها، منوهاً أنه من المؤكد أن للعروض المذهلة والهائلة دوراً في انتعاش الأسواق ولها تأثيرا كبيرا على إقبال المواطنين على الشراء وخاصة مع الشعور بقرب انتهاء جائحة كورونا". وأضاف الأمين أن مراكز التسوق تسابقت في تقديم العروض الاستثنائية على باقة واسعة من السلع والمنتجات بالتزامن مع اقتراب موسم الاحتفالات بالعيد الوطني المجيد والأعياد والمناسبات الأخرى مثل أعياد الكريسماس والسنة الجديدة وغيرها من الاحتفالات لجذب المستهلكين، لافتاً إلى أن هذه العروض المتنوعة والجاذبة دفعت بالمستهلكين إلى الإقبال المنقطع النظير على الشراء مما أسهم في انتعاش الأسواق من جديد وعودة الحياة التجارية إلى طبيعتها، مؤكداً على ضرورة تكاتف الجهود وضرورة قيام التجار وأصحاب الأعمال والمؤسسات التجارية بالاستمرار في تقديم مثل هذه العروض الاستثنائية والجاذبة للمساهمة مع الحكومة والغرفة التجارية وكل الجهات ذات الصلة في إنعاش السوق بما يعود بالنفع عليهم وعلى الوطن والمواطن. فيما أكد مدير مجموعة يوسف عبد الوهاب الحواج رجل الأعمال عبدالوهاب الحواج، أن الجمعة "البيضاء كما يطلق عليها عند العرب" جزء من خطة المبيعات السنوية التي تسهم في انتعاش حركة البيع، حيث تقدم الشركات مجموعة واسعة من الصفقات والخصومات لفترة محدودة، مشيراً إلى أن أسواق البحرين اكتظت ليلة أمس بالمستهلكين لشراء حاجاتهم ومستلزماتهم في مشهد رائع غاب عن العام أجمع لعامين جراء تداعيات جائحة فيروس كورنا. وأشار إلى أن تخفيضات الجمعة البيضاء عملت على زيادة المبيعات مقارنة بذات الفترة من الشهر الماضي بما يزيد عن 70% حيث وصلت التخفيضات ما بين 30% إلى 70%، منوها أنه بالمقارنة بنسب المبيعات في الأيام العادية نجد مضاعفة نسب الشراء إلى أكثر من الضعف، مشيراً إلى أن هناك حالة من التفاؤل تسود كافة القطاعات التجارية نتيجة ما يشهدونه من حركة تنموية كبيرة تدشنها البحرين خلال الفترة القادمة بما يزيد من فرص تحريك ونمو الأسواق التجارية وكافة القطاعات المرتبطة بالسوق. وبدوره أكد مسؤول فروع الفا أَتِيليَّة" للماركات العالمية رجل الأعمال على عباس، أن تخفيضات أمس شهدت نسبة ارتفاع في المبيعات تجاوزت الـ70%، مستنداً على نتائج أعمال محلات ماركات "كورنيلياني" وكوتشينيل"و بريونى" والتي حققت مبيعات لافتة خلال اليومين الماضيين، مشددة على ضرورة الاستثمار في جذب الماركات العالمية إلى البحرين لتنشيط حركة الاستثمار من ناحية، وجعل المملكة مركزاً اقليمياً للتسوق من ناحية أخرى بما يسهم في تشغيل المزيد من العمالة البحرينية وزيادة مساهمة القطاع في الناتج المحلي للقطاعات التجارية والاستثمارية. وتوقع زيادة مبيعات الملابس خلال فترة القادمة، مدعومة بـ3 عوامل رئيسة وهي؛ اولاً: السفر للخارج بالتزامن مع العطلات الرسمية خلال الفترة المقبلة إلى جانب سفر العديد من المقيمين لقضاء عطلة رأس السنة الميلادية في بلدانهم مما يدفعهم لعمليات الشراء، ثانيا تحسن الوضع الاقتصادي في مملكة البحرين نتيجة حملات التطعيم ضد كوفيد 19 واستمرار الحكومة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إطلاق مشروعات تنموية كبرى تساهم بشكل فعال في تحقيق مستهدف النمو الاقتصادي، مضيفاً أن العامل الثالث وراء توقعات زيادة المبيعات هو عودة المعارض والفعاليات مجدداً إلى أرض البحرين بما يجذب الزوار من مختلف دول العالم للبحرين.
مشاركة :