للسنة الثانية على التوالي، حصل ثلاثة طلبة جامعيين سعوديين على منحة "رودس" الدراسية المرموقة لعام 2022، اثنان منهم حصلا على جائزة تحدي العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات (STEM) في كاوست، وهم أحمد الجهني ومحمد الغدير، أما المنحة الثالثة فكانت من نصيب الطالبة جود الذكير من جامعة الملك سعود. وتعتبر منحة " رودس" واحدة من أرفع المنح الدراسية الدولية شهرة وتنافسية في العالم، حيث تقوم أمانة المنحة باختيار 100 طالب وطالبة سنويًا ومن حول العالم، خصوصاً القادة الشباب أصحاب القيم والفكر والشخصية المتميزة، الذين لديهم حافز قوي لمعالجة التحديات العالمية، والالتزام بخدمة الناس والعمل المتواصل من أجل مستقبل العالم. ويحصل الطلبة الفائزون على منحة دراسية كاملة في جامعة أكسفورد البريطانية لتعزيز مجالات اهتمامهم البحثي أثناء دراستهم العليا. الطالب أحمد الجهني حاصل على منحة برنامج جامعة الملك عبدالله للطلبة الموهوبين (KGSP)، ومتخصص حالياً في علم الأحياء في جامعة إيموري في مدينة أطلنطا بولاية جورجيا الأمريكية، حيث يستكشف إمكانية استخدام الفراشة الملكية ككائن حي نموذجي لدراسة مناعة البشر. تدرب أحمد في الصيف الماضي مع البروفيسور سليم الببيلي في مركز كاوست للزراعة الصحراوية وكان يدرس طرق التخفيف من الأثار المدمرة لآفة النبتة الطفيلية (ستريغا) على المحاصيل في أفريقيا. ويخطط مستقبلاً لدراسة علم الأحياء البحرية في جامعة أكسفورد، والعودة بعد ذلك للمملكة للعمل على مشاريع ومبادرات الحفاظ على الشعاب المرجانية في البحر الأحمر وإعادة تأهيلها. أما الطالب محمد الغدير فقد حصل على درجة البكالوريوس في تخصصين الفيزياء والهندسة الكهربائية من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في مايو 2021. ثم شارك بعد ذلك في برنامج التدريب الصيفي السعودي في كاوست من يونيو إلى أكتوبر مع الأستاذ المساعد حسين فاريبورزي، لتطوير معالجات سطحية جديدة لتقليل الخسائر في الأجهزة الكمومية. وحاليًا يتعاون مع مختبر الإلكترونيات النانوية الكمومية في جامعة كاليفورنيا، في بيركلي، ويخطط لدراسة فيزياء المواد المكثفة في أكسفورد مع التركيز على تقنية المعلومات الكمومية. تخرجت الطالبة جود الذكير من جامعة الملك سعود في مايو 2021 بدرجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها. وأسست مطبوعة سمو (Sumou) المستقلة الرائدة في المنطقة. وتخطط فور دخولها إكسفورد لدراسة التقاطعات بين السياسة والأدب للأعمال الأدبية للمرأة العربية. تقول د. نجاح عشري، النائب والمشارك الأعلى لرئيس كاوست للتقدم الوطني الاستراتيجي: "إن إنجاز هؤلاء الطلبة يوضح التأثير الكبير لبرامج بناء القدرات في كاوست والتي تدعم الإمكانات المذهلة لشباب الوطن. ونحن في كاوست نستثمر حقًا في الشباب السعودي من خلال البرامج الأكاديمية والبحثية والتطويرية المؤثرة مثل برنامج جامعة الملك عبدالله للطلبة الموهوبين (KGSP) وبرنامج التدريب الصيفي السعودي. ونأمل أن تزودهم تجربة الدراسة في كاوست بالمهارات والقيم والدافع للمساهمة في التحول التاريخي للمملكة العربية السعودية والاستفادة منه كقادة شباب يتمتعون بقدرات تنافسية دولية". ولا شك أن هذه البرامج والجهود تساهم أيضاً في تعزيز الأولويات الوطنية الاستراتيجية الكبرى للمملكة من خلال رفع القدرات البشرية للشباب السعودي، والتي باتت في غضون سنوات قليلة فقط تخلق نظامًا بيئيًا تعليميًا متجددًا يدعم الأجيال القادمة.
مشاركة :