مخاوف «كورونا» تُلقي بظلالها السلبية على السلع الأساسية

  • 11/29/2021
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

انخفضت‭ ‬تداولات‭ ‬قطاع‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬للأسبوع‭ ‬السادس‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬مع‭ ‬تسجيل‭ ‬خسائر‭ ‬إضافية‭ ‬في‭ ‬الطاقة‭ ‬والمعادن،‭ ‬الثمينة‭ ‬منها‭ ‬والصناعية‭ ‬على‭ ‬حدّ‭ ‬سواء،‭ ‬بينما‭ ‬قوبلت‭ ‬هذه‭ ‬الخسائر‭ ‬بأسبوع‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬المكاسب‭ ‬التي‭ ‬حققها‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعي‭. ‬وإلى‭ ‬جانب‭ ‬الزيادة‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬قيمة‭ ‬الدولار‭ ‬وتجدد‭ ‬تدابير‭ ‬الإغلاق‭ ‬بسبب‭ ‬كوفيد‭-‬19‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬ومخاطر‭ ‬تباطؤ‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الصيني،‭ ‬أضخم‭ ‬مُستهلك‭ ‬للمواد‭ ‬الخام‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬فوجئت‭ ‬الأسواق‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬باكتشاف‭ ‬متحور‭ ‬جديد‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭.‬ وكان‭ ‬المتحور‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬الرمز‭ ‬العلمي‭ ‬B‭.‬1.1.529،‭ ‬دون‭ ‬اختيار‭ ‬أي‭ ‬اسم‭ ‬مُحدد‭ ‬بعد،‭ ‬قد‭ ‬اكتُشف‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬ما‭ ‬أثار‭ ‬مخاوف‭ ‬المراقبين‭ ‬الذين‭ ‬يعتقدون‭ ‬بأنّ‭ ‬اللقاحات‭ ‬الحالية‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬فعّالة‭ ‬ضدّ‭ ‬التحورات‭ ‬الكبيرة‭ ‬فيه،‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يُسفر‭ ‬عن‭ ‬ضغوط‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬أنظمة‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬ويُعقد‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لإعادة‭ ‬فتح‭ ‬الاقتصادات‭ ‬والحدود‭. ‬ وأسفرت‭ ‬هذه‭ ‬المخاوف‭ ‬عن‭ ‬ظهور‭ ‬موجة‭ ‬من‭ ‬الحذر‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬مع‭ ‬تراجع‭ ‬أسواق‭ ‬الأسهم‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬وانعكاس‭ ‬مسار‭ ‬عائدات‭ ‬سندات‭ ‬الخزينة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بعد‭ ‬ارتفاعها‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬الأسبوع‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬زيادة‭ ‬المخاطر‭ ‬بشأن‭ ‬توجه‭ ‬البنوك‭ ‬المركزية‭ ‬إلى‭ ‬تسريع‭ ‬مساعيها‭ ‬لتسريع‭ ‬عودة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬إلى‭ ‬طبيعته‭ ‬لمواجهة‭ ‬مستويات‭ ‬التضخم‭ ‬المتزايدة‭. ‬وأمّا‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬تداولات‭ ‬العملات،‭ ‬تحسّن‭ ‬أداء‭ ‬الين‭ ‬الياباني‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬انعكاس‭ ‬المسار‭ ‬التصاعدي‭ ‬للدولار‭ ‬الأمريكي،‭ ‬الذي‭ ‬سجّل‭ ‬أعلى‭ ‬مستوياته‭ ‬منذ‭ ‬16‭ ‬شهراً‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬الأسبوع،‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬وضعت‭ ‬قدراً‭ ‬من‭ ‬الضغوط‭ ‬على‭ ‬المراكز‭ ‬الحيازية‭ ‬الطويلة‭ ‬المتخذة‭ ‬مؤخراً‭.‬ ومن‭ ‬جانبه،‭ ‬تعافى‭ ‬الذهب‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬سجّله‭ ‬من‭ ‬هبوط‭ ‬بقيمة‭ ‬70‭ ‬دولاراً‭ ‬خلال‭ ‬أسبوع‭ ‬واحد‭ ‬عندما‭ ‬حفّز‭ ‬الهبوط‭ ‬لما‭ ‬دون‭ ‬المستوى‭ ‬الفنّي‭ ‬عند‭ ‬1830‭ ‬دولاراً‭ ‬للأونصة‭ ‬عمليات‭ ‬البيع‭ ‬في‭ ‬أسهم‭ ‬صناديق‭ ‬التحوّط‭ ‬التي‭ ‬أنشئت‭ ‬مؤخراً‭. ‬وتراجع‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬بعد‭ ‬أسبوع‭ ‬حافل‭ ‬شهدته‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬السحب‭ ‬المنسّق‭ ‬أمريكيا‭ ‬للنفط‭ ‬من‭ ‬المخزونات‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬أثارت‭ ‬المخاوف‭ ‬من‭ ‬طبيعة‭ ‬ردّ‭ ‬مجموعة‭ ‬أوبك‭ ‬بلس،‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬تجتمع‭ ‬في‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬لتحديد‭ ‬أهداف‭ ‬الإنتاج‭ ‬لشهر‭ ‬يناير‭ ‬وما‭ ‬بعده،‭ ‬بحسب‭ ‬التوقعات‭.‬ وحافظت‭ ‬السوق‭ ‬الزراعية‭ ‬على‭ ‬حيادها‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬التطورات،‭ ‬مع‭ ‬تسجيل‭ ‬مؤشر‭ ‬بلومبيرج‭ ‬الزراعي‭ ‬لأعلى‭ ‬مستوياته‭ ‬منذ‭ ‬سبعة‭ ‬أعوام‭ ‬متأثراً‭ ‬بالمكاسب‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬القهوة‭ ‬والمحاصيل‭ ‬الأساسية،‭ ‬مثل‭ ‬القمح‭ ‬والذرة‭ ‬وفول‭ ‬الصويا‭. ‬وتُعزى‭ ‬المكاسب‭ ‬الكبيرة‭ ‬المحققة‭ ‬مؤخراً‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬المتفرقة،‭ ‬والتي‭ ‬ترتبط‭ ‬بالطقس‭ ‬المضطرب‭ ‬الذي‭ ‬شهدناه‭ ‬خلال‭ ‬العام،‭ ‬واحتمالية‭ ‬تأثر‭ ‬الإنتاج‭ ‬لموسم‭ ‬جديد‭ ‬بسبب‭ ‬التطورات‭ ‬المرافقة‭ ‬لظاهرة‭ ‬لا‭ ‬نينيا‭ ‬المناخية،‭ ‬وما‭ ‬يُمكن‭ ‬لزيادة‭ ‬الطلب‭ ‬بعد‭ ‬الأزمة‭ ‬الصحية‭ ‬العالمية‭ ‬أن‭ ‬تُسفر‭ ‬عنه‭ ‬اضطرابات‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭ ‬في‭ ‬سلاسل‭ ‬التوريد‭ ‬ونقص‭ ‬في‭ ‬اليد‭ ‬العاملة،‭ ‬ويُضاف‭ ‬إليها‭ ‬ارتفاع‭ ‬تكاليف‭ ‬الإنتاج‭ ‬مؤخراً‭ ‬بسبب‭ ‬زيادة‭ ‬أسعار‭ ‬الأسمدة‭ ‬والوقود،‭ ‬مثل‭ ‬الديزل‭. ‬تعتزم‭ ‬منظمة‭ ‬الأغذية‭ ‬والزراعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إصدار‭ ‬تقرير‭ ‬‮«‬مؤشر‭ ‬أسعار‭ ‬الغذاء‮»‬‭ ‬الشهري‭ ‬في‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬المقبل،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬المؤشر‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬مستوياته‭ ‬منذ‭ ‬عقد‭ ‬كامل،‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬المكاسب‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬حققها‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭. ‬وكان‭ ‬الحديد،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬القهوة،‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬أداءً،‭ ‬والذي‭ ‬تمكّن،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬أدائه‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة،‭ ‬من‭ ‬التعافي‭ ‬من‭ ‬الهبوط‭ ‬الأخيرة‭ ‬مدفوعاً‭ ‬ببوادر‭ ‬انتعاش‭ ‬قطاع‭ ‬الصلب‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬حرّك‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬السلعة‭ ‬الأكثر‭ ‬تعلقاً‭ ‬بالصين‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬حزمة‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬بأكملها‭. ‬وأمّا‭ ‬في‭ ‬أوروبا،‭ ‬استمرت‭ ‬أزمة‭ ‬الطاقة‭ ‬مع‭ ‬إسهام‭ ‬الزيادة‭ ‬التي‭ ‬تتخذ‭ ‬طابعاً‭ ‬عقابياً‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬الغاز‭ ‬والكهرباء‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬تكاليف‭ ‬العقود‭ ‬المستقبلية‭ ‬لوحدات‭ ‬مسموحات‭ ‬الانبعاثات‭ ‬بالاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬قياسية،‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬لمحاولة‭ ‬دعم‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬أنواع‭ ‬الوقود‭ ‬الأكثر‭ ‬نظافة،‭ ‬مثل‭ ‬الغاز،‭ ‬الذي‭ ‬يُعاني‭ ‬من‭ ‬شُح‭ ‬الإمدادات‭ ‬حالياً،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬التعويض‭ ‬عن‭ ‬زيادة‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬أنواع‭ ‬الوقود‭ ‬الأكثر‭ ‬تسبباً‭ ‬بالتلوث،‭ ‬مثل‭ ‬الفحم‭. ‬وشهدت‭ ‬السوق‭ ‬بعض‭ ‬الارتياح‭ ‬جرّاء‭ ‬تدفقات‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المُسال،‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬مستوياتها‭ ‬من‭ ‬ستة‭ ‬أشهر،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أيّ‭ ‬بوادر‭ ‬بعد‭ ‬لزيادة‭ ‬تدفقات‭ ‬الغاز‭ ‬من‭ ‬روسيا‭.‬ كان‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬في‭ ‬طريقه‭ ‬لتسجيل‭ ‬الأسبوع‭ ‬الخامس‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭ ‬مدفوعاً‭ ‬بشكل‭ ‬رئيسي‭ ‬من‭ ‬المخاوف‭ ‬بفرض‭ ‬الإغلاقات‭ ‬الجديدة‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التنقل‭ ‬بسبب‭ ‬المتحور‭ ‬الجديد‭ ‬المكتشف‭ ‬مؤخراً‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬أفريقيا‭. ‬وخسر‭ ‬مؤشر‭ ‬ستوكس‭ ‬600‭ ‬للسفر‭ ‬والترفيه‭ ‬16‭%‬‭ ‬من‭ ‬قيمته‭ ‬خلال‭ ‬الأسابيع‭ ‬الثلاثة‭ ‬الماضية‭ ‬مع‭ ‬إمكانية‭ ‬اتساع‭ ‬نطاق‭ ‬حالات‭ ‬الإغلاق‭ ‬المتجددة‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬القارة‭. ‬وقبل‭ ‬ذلك،‭ ‬أدّى‭ ‬السحب‭ ‬المنسّق‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬للنفط‭ ‬من‭ ‬المخزونات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬الأسعار‭ ‬تحسُباً‭ ‬لأي‭ ‬إجراء‭ ‬مضاد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجموعة‭ ‬أوبك‭ ‬بلس‭.‬ ومن‭ ‬ناحيتها،‭ ‬لم‭ ‬تجد‭ ‬مجموعة‭ ‬أوبك‭ ‬بلس‭ ‬أي‭ ‬مبرر‭ ‬للسحب‭ ‬من‭ ‬الاحتياطات‭ ‬البترولية‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬الظروف‭ ‬الحالية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يدفعها‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬أيّ‭ ‬زيادة‭ ‬مستقبلية‭ ‬في‭ ‬الإنتاج،‭ ‬الذي‭ ‬يستقر‭ ‬حالياً‭ ‬عند‭ ‬12‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬شهرياً‭ ‬تقريباً‭. ‬وقد‭ ‬تُضطر‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬المجموعة،‭ ‬خلال‭ ‬اجتماعها‭ ‬في‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬المقبل،‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬أيّ‭ ‬زيادة‭ ‬مقررة‭ ‬في‭ ‬الإنتاج‭ ‬كإجراء‭ ‬مضاد‭ ‬للقرار‭ ‬الأمريكي‭ ‬أو‭ ‬بهدف‭ ‬موازنة‭ ‬تداعياته‭ ‬بشكل‭ ‬جزئي،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬احتمالات‭ ‬زيادة‭ ‬الطلب‭ ‬المدفوعة‭ ‬بالمخاوف‭ ‬المتجددة‭ ‬من‭ ‬كوفيد‭-‬19‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬افتراضات‭ ‬باستقرار‭ ‬سوق‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭. ‬وتُسهم‭ ‬هذه‭ ‬التطورات‭ ‬بشكل‭ ‬مؤكد‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬ثقة‭ ‬متداولي‭ ‬النفط‭ ‬بتنامي‭ ‬التقلبات‭ ‬خلال‭ ‬الأسابيع‭ ‬الأخيرة‭ ‬المعروفة‭ ‬بقلة‭ ‬سيولتها‭ ‬من‭ ‬العام‭. ‬وبعد‭ ‬تداولها‭ ‬دون‭ ‬أعلى‭ ‬مستويات‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬عند‭ ‬77‭.‬85‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل،‭ ‬فلا‭ ‬يفصلنا‭ ‬الكثير‭ ‬عن‭ ‬إعادة‭ ‬تسجيل‭ ‬مستويات‭ ‬الدعم‭ ‬عند‭ ‬أدنى‭ ‬معدلات‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬حالياً‭ ‬عند‭ ‬74‭.‬75‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل‭.‬ ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬ما‭ ‬زلنا‭ ‬مُتمسكين‭ ‬بنظرتنا‭ ‬المتفائلة‭ ‬بارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬سوق‭ ‬النفط‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل،‭ ‬برغم‭ ‬احتمالية‭ ‬تأخرّها‭ ‬حالياً‭ ‬عدة‭ ‬أشهر‭ ‬أو‭ ‬فصول،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬أنّها‭ ‬ستُعاني‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬الإقبال‭ ‬الاستثماري‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬أعوام‭ ‬مقبلة‭ ‬بسبب‭ ‬فقدان‭ ‬كبرى‭ ‬شركات‭ ‬النفط‭ ‬للحافز‭ ‬لدخول‭ ‬أيّ‭ ‬مشروعات‭ ‬ضخمة،‭ ‬ما‭ ‬يُعزى‭ ‬جزئياً‭ ‬لغموض‭ ‬الآفاق‭ ‬المستقبلية‭ ‬للطلب‭ ‬على‭ ‬النفط،‭ ‬وبشكل‭ ‬متزايد‭ ‬إلى‭ ‬قيود‭ ‬الإقراض‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬البنوك‭ ‬والمستثمرين‭ ‬كنتيجة‭ ‬للتركيز‭ ‬على‭ ‬جوانب‭ ‬الحوكمة‭ ‬والمسؤولية‭ ‬البيئية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والتحول‭ ‬الأخضر‭. ‬ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬تراجع‭ ‬الذهب‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬دون‭ ‬مستوى‭ ‬الدعم‭ ‬عند‭ ‬1830‭-‬1835‭ ‬دولاراً‭ ‬للأونصة‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬إعادة‭ ‬ترشيح‭ ‬جيروم‭ ‬باول‭ ‬لرئاسة‭ ‬الاحتياطي‭ ‬الفدرالي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬توقعات‭ ‬بفرض‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬لحدوث‭ ‬تغيير‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬التركيز‭ ‬ضمن‭ ‬الاحتياطي‭ ‬الفدرالي‭. ‬وقد‭ ‬يجد‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬وفريقه‭ ‬أنفسهم‭ ‬مضطرين‭ ‬لاتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬بإبقاء‭ ‬باول‭ ‬في‭ ‬منصبه‭ ‬مع‭ ‬تحذيره‭ ‬ومطالبته‭ ‬بتغيير‭ ‬نطاق‭ ‬تركيزه،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬احتمالات‭ ‬بتأثر‭ ‬200‭ ‬مليون‭ ‬مُوظّف‭ ‬بسبب‭ ‬سياسة‭ ‬الاحتياطي‭ ‬الفدرالي‭ ‬حيال‭ ‬التضخم‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬ثمانية‭ ‬ملايين‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬العاطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭.‬ وكان‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬الاحتياطي‭ ‬الفدرالي‭ ‬قد‭ ‬أظهر‭ ‬تغيراً‭ ‬واضحاً‭ ‬في‭ ‬التركيز،‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬إعادة‭ ‬ترشيح‭ ‬كُلّ‭ ‬من‭ ‬باول‭ ‬وبرينارد‭. ‬بينما‭ ‬صرّح‭ ‬باول‭ ‬بقوله‭: ‬‮«‬نُدرك‭ ‬آثار‭ ‬ارتفاع‭ ‬التضخم‭ ‬على‭ ‬العائلات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬تلك‭ ‬الأقل‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التكاليف‭ ‬المرتفعة‭ ‬للمواد‭ ‬الأساسية،‭ ‬مثل‭ ‬الأغذية‭ ‬والسكن‭ ‬والنقل‭. ‬وسنستخدم‭ ‬جميع‭ ‬أدواتنا‭ ‬لدعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وتقوية‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬وسنحرص‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم‭ ‬لمستويات‭ ‬لا‭ ‬يُمكن‭ ‬العودة‭ ‬عنها‭ ‬لاحقاً‮»‬‭.‬ وتأثّر‭ ‬الذهب‭ ‬سلباً‭ ‬بهذه‭ ‬التصريحات،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬أنّها‭ ‬منحت‭ ‬الدولار‭ ‬الأمريكي‭ ‬دفعة‭ ‬قوية‭ ‬وخفضت‭ ‬التوقعات‭ ‬بزيادة‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬لعام‭ ‬2022‭ ‬من‭ ‬25‭ ‬إلى‭ ‬3‭ ‬نقاط‭ ‬أساس‭ ‬فقط‭. ‬وكانت‭ ‬عائدات‭ ‬السندات‭ ‬التي‭ ‬تستحق‭ ‬بعد‭ ‬عشرة‭ ‬أعوام‭ ‬قد‭ ‬بدأت‭ ‬أخيراً‭ ‬بتحدي‭ ‬مستوى‭ ‬المقاومة‭ ‬الرئيسي‭ ‬عند‭ ‬حوالي‭ ‬1.7‭%‬‭.‬ بينما‭ ‬تزايدت‭ ‬عمليات‭ ‬تصفية‭ ‬الذهب‭ ‬جرّاء‭ ‬البيانات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬لجنة‭ ‬تداول‭ ‬السلع‭ ‬الآجلة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬والتي‭ ‬سلّطت‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬المراكز‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل‭ ‬للمضاربات‭ ‬على‭ ‬الذهب‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العقود‭ ‬الآجلة‭ ‬بواقع‭ ‬ثلاثة‭ ‬أضعاف‭ ‬لتُسجل‭ ‬أعلى‭ ‬مستوياتها‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬14‭ ‬شهراً،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬بعد‭ ‬المفاجأة‭ ‬الكبيرة‭ ‬الصادرة‭ ‬مؤخراً‭ ‬عن‭ ‬مؤشر‭ ‬الأسعار‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬لشهر‭ ‬نوفمبر‭.‬   ‭ ‬رئيس‭ ‬استراتيجية‭ ‬السلع‭ ‬لدى‭ ‬ساكسو‭ ‬بنك‭ ‬

مشاركة :