بحضور 64 دولة عربية وأجنبية، تتواصل لليوم السادسس فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ34، والتي شهدت إطلاق المؤتمر الديمقراطي الثقافي العربي. وكانت الدعوة عامة لجميع التيارات العربية من أجل النهوض بالحركة الثقافية وإعادة التوازن للفكر العربي في ظل الأفكار المتطرفة التي بسطت سيطرتها عليه. مؤتمر ديمقراطي ثقافي عربي يجمع كافة المثقفين العرب باختلاف توجهاتهم، اليسارية واليمينية، ويعملون معا من أجل مصلحة الثقافة العربية وتغذية العقل العربي وإعادة التوازن له بعدما استولت الأفكار المتطرفة على جزء كبير منه في العديد من المجتمعات العربية. كان ذلك رهان إمارة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة التي أطلق حاكمها، الشاعر والناقد المسرحي سلطان بن محمد القاسمي، المبادرة على هامش فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ34، والذي يتواصل لغاية 14 من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري محملا بأكثر من مليون ونصف عنوان تمثل 64 دولة عربية وأجنبية. وشعاره: يكمن الإلهام في أن ترى ما لا يرى. وفي دفاعه عن هذا المؤتمر، قال الشيخ سلطان بن محمد القاسمي: أدعو المثقفين العرب إلى المؤتمر الديمقراطي الثقافي العربي، نجتمع كلنا باختلاف تياراتنا يمينا ويسارا نفكر في مصلحة الثقافة العربية التي نحن نأمل أن نغذي بها هذه العقول التي استولت علها أفكار شيطانية... فلا بد لطرد الشيطان من وجود الآيات القرآنية. الشاعر علي الشرقاوي صورة مليكة كركود علي الشرقاوي: شاعر وكاتب مسرحي بحريني مؤتمر ديمقراطي ثقافي سيبعد الفكر السلفي المتخلف التراجع الكبير في العمل الثقافي، الذي أدى بدوره إلى غياب الفعل الاجتماعي وساهم في صعود التيارات السلفية المتخلفة في البلاد العربية يبرر الضرورة التاريخية لهذا المؤتمر، فوجود لقاء ديمقراطي عبر مؤتمر عام يساهم في إبعاد هذه التيارات عن المجتمع العربي، وأي تواصل بين المثقفين العرب الديمقراطيين الحالمين بمجتمع العدالة والتنمية المستدامة يعطيهم القوة على دعم الحلم العربي بمجتمع خال من بؤر الفساد وخلايا التفسخ الفكري والفني والأخلاقي. المهم في هذا المؤتمر أن لا يكون مجرد لقاءات بين المثقفين وإنما لا بد أن تكون هنالك دراسات معمقة يقوم بها الباحث والمثقف العربي وأن تصدر في كتب ومؤلفات، يصل صداها إلى كل إنسان في هذا المجتمع، تساهم فيها جامعة الدول العربية كخط دفاع أول ضد التخلف بكل ما تعنيه من كلمة. الإعلامي محمد الحمامصي صورة مليكة كركود محمد الحمامصي: أديب وإعلامي مصري على السياسيين العرب أن يتواضعوا وينظروا بعين الاعتبار لأفكار ورؤى المثقفين تشديد حاكم الشارقة على الجمع بين الديمقراطية والثقافة في عنوان المؤتمر، وإصراره أن تمثل فيه كافة التيارات والتوجهات الثقافية العربية، وأن يخرج بوثيقة يوقع عليها الجميع، هو أمر يؤشر إلى أهمية الديمقراطية في التشكيل الثقافي، وأن الاقصاء والعزل والنفي لأي تيار يؤثر بالسلب في الجميع. فالوقت حان لفتح الأبواب المغلقة من قبل الحكام العرب أمام قوى اليسار والعلمانية والإسلام المستنير وأن تعمل على مواجهة الأفكار المتطرفة والمتشددة وأن تفتح الطريق لنهضة ثقافية تنويرية تنتشل الأمة مما هي فيه من إرهاب وتطرف وتشدد. فعلى السياسيين أن يتواضعوا وينظروا بعين الاعتبار لأفكار ورؤى ووجهات نظر المثقفين فيما يخص مصير الأمة وما يواجهها من مؤامرات وتحديات كبرى. فمؤتمر ثقافي ديمقراطي يمكنه إحداث ثورة ثقافية يقودها المثقفون جنبا إلى جنب مع الإرادة السياسية تعيد التوازن للعقل العربي. أحمد بن عكاظ العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب صورة مليكة كركود أحمد بن عكاظ العامري: رئيس هيئة الشارقة للثقافة، مدير معرض الشارقة للكتاب في فرنسا، الثقافة جمعت على طاولتها جميع الاختلافات السياسية والإيديولوجية المؤتمر يعزز فكرة التفاهم والالتقاء وبناء جسور للتواصل ويدعو إلى عدم تسييس الثقافة وأن الفكر لا يكون حكرا على أحد.. فالفكر انفتاح وانطلاق يجمع ولا يفرق، فيه دعوة إلى عدم المجادلة بالأمور السياسية وأن نترك السياسة على جنب وأن نتحاور باسم الثقافة فقط، عكس ما يحدث اليوم ما صعد من حدة أزمتنا وجعل تيارات متطرفة تطفو على السطح. ففرنسا خير مثال على ذلك، إذ على مر الثورات التي قامت فيها عبر العصور كانت الثقافة وحدها التي جمعت على طاولتها جميع الاختلافات السياسية والإيديولوجية، وأي حكم ديكتاتوري مستبد فيه نزعة غير قابلة للإنسانية كان عدوه الأول دوما الكتاب. مليكة كركود نشرت في : 09/11/2015
مشاركة :