دعا العديد من الساسة الألمان البارزين إلى فرض قيود أكثر صرامة لاحتواء زيادة الإصابة بفيروس كورونا بعد وصول معدل الإصابة إلى مستوي قياسي جديد وتزايد المخاوف بشأن السلالة الجديدة أوميكرون. بعد الكشف عن إصابتين بأوميكرون في ولاية بافاريا الجنوبية قال مسؤول في ولاية هيسن إنه تم تأكيد حالة مشتبه بها لراكب قادم من جنوب إفريقيا. وبدأ سريان القيود التي فرضت على السفر الجوي من جنوب إفريقيا أمس (الأحد 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021) بعد أن تم تصنيفها على أنها منطقة تم رصد سلالة أوميكرون بها. وهذا يعني عدم استطاعة شركات الطيران نقل أحد من جنوب أفريقيا إلى ألمانيا باستثناء الألمان فقط وحتى من تم تطعيمهم يجب أن يقضوا 14 يوما في الحجر الصحي. وأثارت السلالة الجديدة قلقا في ألمانيا التي، مثل العديد من الدول الأوروبية الأخرى، تواجه صعوبة في احتواء الموجة الرابعة من جائحة فيروس كورونا. وذكر معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية أن ألمانيا سجلت 44.401 إصابة جديدة أمس الأحد وأن معدل الإصابة بلغ في سبعة أيام 446.7 لكل 100 ألف ساكن. وتوفي أكثر من 100 شخص بفيروس كورونا في ألمانيا منذ بداية الجائحة. ترجيح نشوء "أوميكرون" لدى مرضى فيروس نقص المناعة رجح خبير ألماني بارز في علم المناعة أن العدد المفاجئ من الطفرات في متغير فيروس كورونا "أوميكرون" يمكن أن يشير إلى أنه نشأ في مريض مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية أو بأي نقص مناعي آخر. وقال كارستن فاتسل، الأمين العام للجمعية الألمانية لعلم المناعة، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن هذا ليس ممكن الحدوث فحسب، بل مرجح أيضا، مستشهدا بنتائج مماثلة تم نشرها في حالات أخرى. وذكر فاتسل أن الفيروس يمكن أن يتناسخ على مدى عدة أسابيع لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وقال "خلال هذه العملية، يمكن أن تنشأ بعض الطفرات التي قد لا تقدم للفيروس أي منفعة، لكنها يمكن رغم ذلك أن تستمر في التناسخ بسبب فشل جهاز المناعة في السيطرة عليها"، موضحا أن هذا قد يؤدي إلى طفرات إضافية، والتي يمكن أن تصبح مجتمعة ذات منفعة للفيروس. ومقارنة بالسلالة الأصلية لفيروس كورونا التي ظهرت لأول مرة في منطقة ووهان الصينية، فإن متغير أوميكرون لديه عدد كبير بشكل غير عادي من التغيرات يبلغ حوالي 30 تغيرا من الأحماض الأمينية في النتوءات الشوكية "بروتين سبايك" وحدها. ومن بين هذه التغيرات طفرات معروف ارتباطها بإمكانية انتقال أكبر وتهرب مناعي، وهناك أيضا العديد من الطفرات التي لا تزال قوة تأثيرها غير واضحة. وقال فاتسل "حتى لو كنا نعرف أو يمكننا تقدير تأثير بعض الطفرات التي نشأت من المتحورات الأخرى، فإن طبيعة تأثير هذه المجموعة من الطفرات لا تزال غير واضحة". وأضاف فاتسل إن العديد من مرضى فيروس نقص المناعة البشرية في أفريقيا لا يتلقون العلاج المناسب، وهذا هو سبب ضعف أنظمتهم المناعية بشكل كبير، موضحا أنه لمنع انتشار المتغيرات التي تحورت على نطاق واسع مثل "أوميكرون"، سيكون من المهم تحديد الأشخاص المصابين بنقص المناعة وعزلهم حتى لا يصبحوا ناقلين للعدوى. وقال "لأنه حتى لو تحور الفيروس بشدة في مثل هذا الشخص، فإن انتقال الفيروس المتحور هو ما يمثل خطورة حقا". جنوب إفريقيا تدعوان العالم لإبقاء حدودها مفتوحة دعا رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا مساء الأحد الدول التي منعت الرحلات من بلاده بعد رصد متحورة جديدة لفيروس كورونا، إلى رفعها في شكل "فوري وعاجل"، وهو موقف أيدته منظمة الصحة العالمية التي حضت من جهتها على "إبقاء الحدود مفتوحة". وأعرب رامافوزا في مداخلة متلفزة عن "خيبة أمله الكبيرة" حيال إغلاق الحدود "غير المبرر تماما" والذي يبدو بمثابة "تمييز بحق بلادنا" والبلدان المجاورة التي طالها الإجراء نفسه. وقررت عشرات الدول منع الرحلات من جنوب إفريقيا والدول المحيطة بها منذ رصد علماء جنوب إفريقيون المتحورة أوميكرون الأسبوع الماضي. وشدد رامافوزا على أن "منع السفر لا يستند إلى مبرر علمي". وأضاف "الشيء الوحيد الذي سيُفضي إليه حظر السفر هو إلحاق مزيد من الضرر باقتصادات الدول التي يشملها، وتقويض قدرتها على الاستجابة للجائحة والتعافي منها". وتابع "هذه القيود غير مبررة وتعتبر تمييزا بشكل غير عادل بحق بلدنا والدول الشقيقة في إفريقيا الجنوبية". ح.ز/ ع.ج.م (أ.ف.ب / رويترز)
مشاركة :