يرى مستهلكون أن أمنهم السيبراني أثناء تسوقهم على الإنترنت هو مسؤولية العلامات التجارية والمتاجر الإلكترونية في المقام الأول، خاصة في ظل نمو هجمات التصييد التي تستهدفهم تحت ستار هذه العلامات، حيث أبدى المستهلكون استعدادهم للتوقف عن إنفاق أموالهم على العلامات التجارية التي يستغل المجرمون هويتها لتنفيذ هجمات تصييد المستهلكين. وأظهر الاستطلاع الذي أجرته شركة Mimecast أن 36 في المائة من المؤسسات في المنطقة شهدت ارتفاعا في انتحال هوية العلامات التجارية عبر مواقع إلكترونية مزيفة، وأن 40 في المائة شهدت ارتفاعا في تزييف البريد الإلكتروني. بالتالي، تواجه العلامات التجارية تحديا كبيرا في حماية عملائها، فقد عبر 75 في المائة من المستهلكين في المملكة، عن استعدادهم للتوقف عن إنفاق الأموال على علامتهم التجارية المفضلة في حال وقعوا ضحية هجمة تصيد احتيالي لتلك العلامة التجارية، مقارنة بالمتوسط العالمي الذي يبلغ 57 في المائة، ويتم تصنيف المستهلكين في هذه المنطقة من بين أكثر العملاء قساوة في كل الأسواق التي شملها استطلاع الرأي. وتحتل حماية العملاء أهمية كبرى، إذ يعتقد أكثر من 82 في المائة من المستطلعة آراؤهم في المملكة أنه من مسؤولية العلامة التجارية حماية نفسها من هجمات احتيال البريد الإلكتروني، وقد عبرت نسبة مماثلة عن أنه من مسؤولية العلامة التجارية حماية نفسها من الإصدارات المزيفة لموقعها الإلكتروني. ومن حيث الأسباب، فقد تلقى 71 في المائة من المستهلكين في المملكة رسائل بريد إلكتروني للتصيد الاحتيالي في صندوق الوارد لديهم، كذلك، تم توجيه ثلثي العملاء في السعودية إلى مواقع إلكترونية مزيفة بعد إجراء بحث عبر الويب، وفي ضوء التحول المستمر إلى التسوق عبر الإنترنت والتفاعلات الرقمية بين العلامات التجارية وعملائها، تتجلى المتطلبات المالية لتوفير حماية مناسبة للعملاء عبر الإنترنت بطريقة واضحة. وفي مواسم الأعياد والجمعة البيضاء، تحتاج المؤسسات إلى بذل جهود إضافية لحماية علاماتها التجارية من المجرمين السيبرانيين الذين يقلدون مواقعها الإلكترونية ورسائل بريدها الإلكتروني، ويشنون هجمات تصيد احتيالي لاستهداف عملائها. ويمكن الحد من فرص المجرمين السيبرانيين في تزييف العلامات التجارية المفضلة وخداع المستهلكين، من خلال تنفيذ ضوابط فاعلة، مثل خدمات حماية استغلال العلامة التجارية، وتشير بيانات تقرير "حالة البريد الإلكتروني" من Mimecast لـ2021 إلى أن سبع مؤسسات من أصل عشرة قد قامت باستخدام خدمات لحماية العلامة التجارية، وقد أشارت 27 في المائة من المؤسسات استعدادها للقيام بذلك في المستقبل القريب. وعلى الرغم من أن 23 في المائة من المؤسسات تستخدم تقنيات تساعد على حماية مجالات البريد الإلكتروني للعلامات التجارية من التعرض للسرقة من قبل الجهات المهددة، صرحت 62 في المائة من المؤسسات بأنها قيد استخدام هذه التقنيات أو تنوي القيام بذلك في الأشهر الـ12 التالية. إضافة إلى ذلك، تساعد زيادة الوعي الإلكتروني على حماية المستهلكين، فمن الضروري تشجيع المستهلكين على اتخاذ خطوات حماية محددة، مثل التحقق من عناوين المواقع الإلكترونية URL في رسائل البريد الإلكتروني التي يتلقونها، والتحقق من الأخطاء الإملائية، والبحث عن المرسل عبر الإنترنت، للتخلص من رسائل البريد الإلكتروني الخطرة والمحتملة.
مشاركة :