قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن مشروع تطوير حقل الجافورة لن يكلف ميزانية الدولة أكثر من 5 إلى 6 مليارات ريال (1.3 إلى 1.6 مليار دولار)، موضحاً أن مناقشات مشروع تطوير حقل الجافورة فتحت الأبواب والآفاق لتطوير مفهوم مزيج الطاقة في المملكة، ما أدّى إلى إطلاق برنامج شامل لمزيج الطاقة، شارك في إعداده أكثر من 17 جهة. وأشار وزير الطاقة السعودي إلى التمكين الذي تحظى به الشركات الوطنية، مثل «أرامكو السعودية»، مؤكداً أنه ليست هناك شركة موارد هيدروكربونية في العالم ممكّنة بمثل ما تحظى به الشركة من قِبل الدولة، ومن قِبل وزارة الطاقة بصفتها القائم بمصالح الدولة فيما يتعلق بمنطقة الامتياز. واحتفلت «أرامكو»، أمس، في الظهران (شرق السعودية) ببدء أعمال تطوير حقل الجافورة غير التقليدي، التابع لـ«أرامكو السعودية»، الذي يعد أكبر حقل غاز غير مصاحب للنفط في المملكة، معلنة عن إرساء عقود لتطوير الحقل على «شلمبرجير» و«هاليبرتون»، في وقت قالت إنها تتوقع أن يصل إنتاج غاز المبيعات إلى نحو 2.2 مليار قدم مكعبة يومياً، بحلول عام 2036. إضافة إلى 425 مليون قدم مكعبة مصاحبة يومياً من الإيثان. وأضافت أن حقل الجافورة سينتج نحو 550 ألف برميل يومياً من سوائل الغاز والمكثفات، متوقعة أن تصل النفقات الرأسمالية في الجافورة إلى 68 مليار دولار خلال الأعوام العشرة الأولى من التطوير. وأرست «أرامكو السعودية» 16 مقاولة لتطوير المكونات في باطن الأرض وأعمال الهندسة والتوريد والإنشاء بقيمة 10 مليارات دولار في معمل الغاز ومرافق ضغط الغاز في الجافورة، بالإضافة إلى البنى التحتية والمرافق السطحية المرتبطة بها. وبحسب «أرامكو»، فازت شركات خدمات محلية ودولية بتلك المقاولات التي تغطي كثيراً من المشروعات الخاصة بتطوير المكونات فوق سطح الأرض وفي باطنها في برنامج الجافورة، مشيرة إلى تسليم الغاز والمكثفات بموثوقية من خلال شبكة مصممة خصيصاً لذلك الغرض، تضم معملاً لمعالجة الغاز، وشبكة لضغطه، وخطوط أنابيب نقل رئيسة، وخطوط تدفق، وخطوط أنابيب لتجميع الغاز يصل طولها إلى 1500 كيلومتر تقريباً. ويشمل البرنامج كذلك إنشاء نقطة إمداد في الجافورة، وخطوط نقل وربط كهربائي بين معمل الغاز في الجافورة ومرافق الإنتاج المزدوج الجديدة. ويعتبر «الجافورة» أكبر حقل غاز غير مصاحب للنفط في السعودية؛ حيث تقدر الاحتياطات الخاصة به بنحو 200 تريليون قدم مكعبة من الغاز الخاص. وقال أمين الناصر إن الغاز «حجر الزاوية في التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة». ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن الناصر القول، في الظهران شرق السعودية، إن الإنتاج من الجافورة سيسهم في جعل المملكة ثالث أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم بحلول نهاية العقد، مشيراً إلى أن تطوير حقل الجافورة سيغني المملكة عن حرق نصف مليون برميل يومياً في توليد الكهرباء. وأضاف أن «تطوير الجافورة سيسهم في جعل مواردنا غير التقليدية الهائلة مجدية من الناحية التجارية». وقال الناصر، في حفل بمناسبة بدء العمليات التجارية في الجافورة، إن «الغاز الطبيعي كوقود يمثل جسراً رئيسياً في تحول الطاقة». وكانت وزارة الطاقة السعودية، و«أرامكو»، قد أكدتا أن حقل الجافورة العملاق سيوفر 230 ألف وظيفة خلال عمر المشروع. وبحسب «أرامكو»، تقدّر أبعاد حقل الجافورة بطول 170 كيلومتراً، وعرض 100 كيلومتر. وتوجد موارد الغاز في مكمن حقل الجافورة من الغاز الغني بسوائل الغاز الذي يمثل اللقيم للصناعات البتروكيميائية والمعدنية. وستؤدي مراحل تطوير حقل الجافورة، الذي يُتوقّع أن يبدأ الإنتاج منه مطلع عام 2024م، إلى تزايد إنتاج الحقل من الغاز تدريجياً، ليصل إلى نحو 2.2 مليار قدم مكعبة قياسية يومياً من غاز البيع عام 2036. ونظراً لخصائص الحقل، فإنه سيكون قادراً على إنتاج نحو 425 مليون قدم مكعبة قياسية من غاز الإيثان يومياً، تمثّل نحو 40 في المائة من الإنتاج الحالي، كما سينتج الحقل نحو 550 ألف برميل يومياً من سوائل الغاز والمكثفات اللازمة للصناعات البتروكيميائية. وسيتم تطوير حقل الجافورة وفقاً لأعلى المعايير البيئية التي تلتزم بها «أرامكو السعودية». وتتوقع الشركة أن يكون لتطوير الحقل أثرٌ ماليّ إيجابي على المدى الطويل، بحيث يبدأ الأثر المالي في الظهور عبر النتائج المالية للشركة على مراحل متزامنة مع الأعمال المتعلقة بتطوير الحقل. من جهته، قال النائب الأعلى للرئيس، للتنقيب والإنتاج في «أرامكو السعودية»، ناصر النعيمي: «يمثِّلُ تطوير حقل الجافورة نقلة نوعية في برنامج الموارد غير التقليدية في الشركة»، مستطرداً: «باتت لدينا القدرة في الوقت الحالي على تطوير الحقل بكفاءة وربحية، مع مراعاة أعلى معايير السلامة والمحافظة على البيئة… وسيعزز حقل الجافورة من عزمنا على تحقيق طموحاتنا المستقبلية، إذ تواصل الشركة استكشاف حقول جديدة، وكذلك إعادة تقييم الحقول القائمة، وتقييم الفرص الاستثمارية المشتركة في الغاز الطبيعي، وسوائل الغاز الطبيعي من أجل تحقيق هدف الشركة لتطوير محفظة أعمال غاز عالمية متكاملة لتلبية الطلب طويل الأجل على الطاقة والبتروكيميائيات». ووفق برنامج «أرامكو السعودية» للتحوّل الرقمي، ستستعين الشركة في تطوير حقل الجافورة بالتقنيات المتقدمة للثورة الصناعية الرابعة، التي تضم إنترنت الأشياء، وتحليلات مقاطع الفيديو لتعزيز أعمال البناء والتشغيل والسلامة.
مشاركة :