بعكس الوضع في العديد من دول العالم، تبدو الحالة الصحية في المملكة مطمئنة إلى حد كبير، بشأن مستجدات جائحة كورونا، ومتحوراتها التي تظهر تباعاً، وصولاً إلى متحور "أوميكرون" الذي يقلق المنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، التي دعت إلى توخي الحذر منه، والاستعداد له، حتى يمكن التوصل إلى آلية آمنة للتعامل معه وتجنب مخاطره. ولم يكن الوصول إلى هذا المستوى المطمئن من الجائحة في المملكة من فراغ، وإنما من تعامل سريع ومثالي من الجهات المعنية في البلاد، مع الجائحة في جميع مراحلها وتحولاتها، وهو ما أثمر اليوم عن تراجع كبير في عدد الإصابات اليومية إلى أدنى لها منذ شهور عدة، ما يشير إلى أن الجائحة في المملكة تبدو وكأنها تلفظ أنفاسها الأخيرة، بشرط الاستمرار على هذه الآلية. حماية الإنجازات ومنذ ظهور المتحور "أوميكرون" في عدد من دول العالم، ورغم بُعدها عن المملكة، إلا أن السلطات السعودية رأت أن تتخذ كل الإجراءات والاحتياطات اللازمة التي تجنب كل من يعيش على أراضيها، الإصابة بهذا المتحور، وقررت تعليق الطيران مع الدول التي ظهر فيها "أوميكرون" وكذلك الدول المجاورة لها، ووجهت السلطات بمتابعة نشاط هذا المتحور وتحركاته في العالم، لاتخاذ أي إجراءات جديدة من شأنها الحفاظ على سلامة الجميع من الإصابة به. ورغم النجاحات المتحققة على أرض الواقع، تدعو حكومة المملكة جميع المواطنين والمقيمين الذين لم يتلقوا الجرعة الثانية من التحصين بالمملكة إلى المبادرة لتلقي اللقاح، للحفاظ على صحة المجتمع وسلامة، وحماية الإنجازات الصحية التي حققتها المملكة، وبذلت في سبيلها جهودًا كبيرة على مدى الشهور الماضية. العالم يعاني في المقابل، يسجل عدد من الدول الأخرى ارتفاعًا ملحوظًا في عدد حالات الإصابة بجميع متحورات الفيروس، وترى المملكة في هذا المشهد داعياً وحافزاً لها، يستدعي منها ومن جميع من يعيش على أراضيها المحافظة على المكتسبات التي حققتها في مواجهة الجائحة خلال الفترة الماضية، واستمرار الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية وتنفيذ البروتوكولات الصحية المعتمدة، خاصة أن المملكة قررت في الفترة الأخيرة الانفتاح ومواصلة جميع الأنشطة الاجتماعية والرياضية، يشجعها على ذلك وصول التحصين باللقاحات نسبة كبيرة جداً، تشير إلى نمو وعي المواطن والمقيم على حد السواء، ورغبتهما في مواصلة الحياة بشكلها الطبيعي. جهود المملكة ويشهد العالم للمملكة تعاملها المثالي مع الجائحة، واهتمامها المثالي بالإنسان وصحته، واعتباره العنصر الأساس الذي من أجله تُبذل كل هذه الجهود، ولم تفرق المملكة في الجائحة بين مواطن ومقيم، وتؤكد أن سلامة الجميع هدفها الأول والأخير من أي برامج أو خطط لمواجهة الجائحة. الحالة الجيدة التي وصلتها المملكة في التعامل مع الجائحة، لم يكن لتحدث لولا الجهود الكبيرة التي بذلتها حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وتوجيهاته ومتابعة وحرص سمو ولي العهد، حيث استطاعت المملكة بحمد الله تحقيق مستوى انخفاض كبير في المنحنيات الوبائية لجائحة كورونا، كما تمكنت بفضل حرص القيادة الرشيدة ودعمها من مواجهة آثارها السلبية على كل المستويات.
مشاركة :