الصحة العالمية تدعو للتعقّل لاحتواء أوميكرون

  • 11/30/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

جنيف - دعت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء دول العالم إلى اتّخاذ إجراءات "منطقية" للسيطرة على تفشي المتحورة الجديدة أوميكرون شديدة العدوى، والتي أثارت حالة هلع في العالم. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس "ندعو كل الدول الأعضاء إلى اتّخاذ إجراءات منطقية ومتناسبة لخفض الأخطار. لا تزال لدينا أسئلة أكثر من الأجوبة بشأن تأثير أوميكرون على انتقال العدوى وشدة المرض وفعالية الفحوص والعلاجات واللقاحات". وأضاف "يجب أن تكون الاستجابة العالمية هادئة ومنسقة ومتماسكة". وانتشرت هذه المتحورة التي أبلغت جنوب إفريقيا عن اكتشافها على أراضيها منظمة الصحة العالمية قبل أقل من أسبوع، بسرعة عبر القارات فيما أعلنت عشرات الدول فرض قيود على السفر. وحذّرت الوكالة التابعة للأمم المتحدة من قيود مماثلة خوفا من أن يكون حظر السفر من البلدان التي اكتشفت فيها المتحوّرات غير منصف ويثني الدول عن مراقبة تطورات الفيروس. وقال غيبرييسوس "أشكر بوتسوانا وجنوب إفريقيا على اكتشاف هذه المتحوّرة وتتبعها والإبلاغ عنها بسرعة كبيرة" مضيفا "ما يقلقني بشدة أن تلك الدول تُعاقب الآن من دول أخرى لأنها قامت بالأمر الصحيح". وقال علماء في جنوب إفريقيا إنهم اكتشفوا المتحوّرة الجديدة التي تضم 10 نسخ على الأقل، وحذرت منظمة الصحة العالمية من أنها تشكل خطرا "مرتفعا للغاية" على مستوى العالم. وأوضح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أنه من المفهوم أن الدول تريد حماية مواطنيها "ضد متحوّرة لم نفهمها تماما بعد". وأضاف "لكنني قلق أيضا لأن العديد من الدول الأعضاء تفرض تدابير شاملة لا تستند إلى أدلة.. ولن تؤدي إلا إلى تفاقم عدم المساواة". كما أضاء على غياب المساواة في توزيع اللقاحات، إذ انها وفيرة في البلدان الغنية التي بدأت حملات الجرعات المعززة، فيما لا يزال العديد من الفئات الأكثر ضعفا في الدول الفقيرة ينتظرون حصولهم على أولى الجرعات. والمتحوّرة الجديدة التي اكتشفت في جنوب إفريقيا الأسبوع الماضي، انتشرت في كل القارات، من كندا إلى إيطاليا مرورا باليابان وألمانيا وإسبانيا والبرتغال والمملكة المتحدة حيث تم تأكيد ست إصابات جديدة الاثنين. ودفع ذلك العديد من الدول إلى تعليق الرحلات مع جنوب إفريقيا وفرض تدابير وقائية، وحضّت أكثر البلدان تزودا باللقاحات، سكانها على الحصول على جرعة ثالثة. في المملكة المتحدة، وهي واحدة من أكثر الدول تضررا بالوباء (145 ألف وفاة)، أعيد فرض الثلاثاء إلزامية وضع الكمامة في وسائل النقل والمتاجر. كذلك، أصبح يتوجب على جميع المسافرين الذين يصلون إلى بريطانيا الخضوع لاختبار "بي سي آر" وحجر صحي حتى صدور النتيجة. واعتبارا من نهاية هذا الأسبوع، ستغلق لندن حدودها أمام الأشخاص غير البريطانيين القادمين من 10 دول إفريقية هي جنوب إفريقيا وناميبيا وليسوتو وإسواتيني وزيمبابوي وبوتسوانا وملاوي وموزمبيق وزامبيا وأنغولا. ويبدو أن أوروبا التي أصبحت منذ أسابيع بؤرة الوباء، هي القارة الأكثر تضررا حاليا بالمتحوّرة أوميكرون. وأعلنت هولندا أن 14 مسافرا وصلوا نهاية هذا الأسبوع من جنوب إفريقيا مصابون بأوميكرون. وقالت السلطات الهولندية الثلاثاء إن المتحوّرة كانت منتشرة في البلاد في 19 تشرين الثاني/نوفمبر، أي قبل أسبوع تقريبا من إعلان جنوب إفريقيا اكتشافها. وأبلغت فرنسا عن اكتشاف أول إصابة بأوميكرون الثلاثاء في جزيرة لا ريونيون، وهي أوصت بتلقيح الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و11 عاما والمعرضين لخطر الإصابة بأعراض حادة من المرض. وكانت الهيئة الناظمة الأوروبية وافقت على تحصين هذه الفئة قبل بضعة أيام. في ألمانيا التي تشهد انتشارا واسعا للوباء، قضت المحكمة الدستورية الثلاثاء بأن إجراءات الإغلاق الجزئي التي اتخذتها الحكومة منذ بداية تفشي الوباء مبررة ومتناسبة، ما يمهد الطريق أمام تشديد إضافي للقيود. في آسيا، حظرت اليابان، بعد ثلاثة أسابيع من تخفيف بعض القيود، "دخول جميع الرعايا الأجانب" اعتبارا من الثلاثاء. وأكدت الحكومة أول إصابة بأوميكرون الثلاثاء لدى رجل عائد من ناميبيا. كذلك، حظّرت إسرائيل حيث تم تأكيد إصابة مسافر عائد من ملاوي بأوميكرون، دخول الأجانب إلى أراضيها اعتبارا من الأحد.

مشاركة :