الكتاب السياسي.. قراءات في تجارب وظواهر

  • 11/10/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ألقت الأحداث السياسية العربية، والإقليمية والدولية بظلالها على حركة النشر، خصوصاً في الدور العربية المعنية بالشؤون السياسية، وحتى بعض الدور ذات الطابع الثقافي الأدبي الصرف، فتحت قنوات مباشرة على العنوان السياسي.. فهل يعود ذلك إلى أن هذا العنوان يبيع أكثر في سوق القراءة أي الأكثر مبيعاً، أم أن بعض دور النشر هي في الأصل مسيّسة، أو لديها مبدأ معينا في آلية النشر؟ في هذا السياق، يتم رصد بعض العناوين السياسية التي تشكل ظاهرة نشرية عربية واضحة يتم تعيينها، عادة، في معارض الكتب، وفي هذه الدورة من معرض الشارقة الدولي للكتاب فازت دار الجندي للنشر والتوزيع بجائزة أفضل دار نشر عربية، ومن الملاحظ أنها ركزت على العنوان السياسي إلى جانب عناوين ثقافية متنوعة. من عناوين دار الجندي، وفي ضوء رصد ظاهرة الكتاب السياسي في هذه الدورة من المعرض كتاب بعنوان المرأة والسياسة لكل من: د. خالد عيسى العدوان، والدكتور محمد تركي بني سلامة، وجاء في ستة محاور توصف بالإجمال موضوعاً محدداً وهو باختصار التمكين السياسي للمرأة، وأين موقعها في صنع القرار، وعلى أي حال الملاحظة الأولى والسريعة على هذا العنوان أنه لا يأخذ نموذجاً محدداً للمرأة مثلاً المرأة الفلسطينية، وإنما يتوجه الكتاب إلى توصيفات عامة متكئة على نحو 40 مصدراً ومرجعاً متخصصاً في الموضوع. من الكتب السياسية اللافتة، وبالمناسبة، جميع الكتب التي تقوم عليها هذه المادة أو هذه الظاهرة.. ظاهرة الكتاب السياسي في المعرض، هي من إصدارات هذا العام. نتوقف عند كتاب بعنوان عشت في زمن عرفات بقلم أحمد عبدالرحمن، وقدم للكتاب الكاتب الصحفي عدلي صادق والكتاب من إصدارات دار الجندي أيضاً، ومؤلفه أحمد عبدالرحمن عضو المجلس الاستشاري لحركة فتح.. والرجل يقول باختصار شديد حوصر ياسر عرفات في مقر قيادته ولم يرفع الراية البيضاء. دار الجندي التي تم تكريمها في هذه الدورة طرحت عناوين سياسية دولية أيضا تتعلق بإدارة الملف النووي الإيراني من جانب الإدارة الأمريكية، والسياسية الإسرائيلية تجاه الصراع في سوريا، والأحزاب الإسرائيلية وعملية التنشئة الاجتماعية - السياسية، وإن كانت هذه العناوين بعيدة نوعاً ما عن ظلال الربيع العربي السياسي الذي بدأ فصله الدموي منذ نحو أربع سنوات، إلاّ أن مثل هذه الموضوعات هي جزء مكمّل للأدبيات السياسية في هذا الربيع. في أجنحة أخرى أو في دور نشر متخصصة أو غير متخصصة تتكامل صورة الكتاب السياسي القائم على ظواهر حزبية أو جماعات أو مؤسسات.. فقد أمضى الوزير السابق لحركة طالبان وسفيرها لدى الباكستان أربع سنوات في معتقل غوانتانامو وهو عبدالسلام ضعيف، ووضع كتاباً بعنوان حياتي مع طالبان والكتاب كما جاء بالتعريف به.. يقدم نظرة معمّقة، ومن الداخل إلى تركيبة المجتمعات القروية التي تشكل حجر الأساس لحركة طالبان. .. علينا أن نعمل على أنسنة العقل، بأن نضفي عليه لمسة من روح، وجرعة من وجدان.. هذا تعريف سهل ممتنع بكتاب سياسي آخر جاء تحت عنوان العقل التكفيري = قراءة في المنهج الإقصائي ومؤلفه حسين أحمد الخشن، ويندرج أيضاً في لائحة ظاهرة الكتب السياسية، فيما في كتاب الرايات السود ملاحقة القاعدة من الداخل لكل من علي صوفان، ودانيال فريدمان .. يطلع العالم أجمع على التحقيقات التي سبقت هجمات سبتمبر/أيلول والفرص التي قوّتها أجهزة الأمن الأمريكية، وربما عمداً لتفادي ما حدث من هجمات في الولايات المتحدة وفي دول سواها... الربيع السياسي العربي الذي أطل ببرعمه الأول في تونس رشح عنه أيضاً عنوان في السياسة، بل أكثر من عنوان، الكتاب العلمانيون في تونس = صراع الفكر والسياسة للدكتور محمد الرحموني. ناشر الكتاب ياسر المطرفي عرّف بالكتاب قائلاً: .. يأتي هذا الكتاب ليكشف الغطاء عن خريطة العلمانية في تونس، ويرصد طبيعة التبانيات داخل هذا التيار حول الموقف من الهوية: الدين الإسلامي، واللغة العربية، والقومية، والموقف من الحركات الإسلامية... تشير هذه العناوين في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وغيرها من المئات وربما الآلاف إذا أخذنا في الاعتبار ما تطرحه الأجنحة الأجنبية من إصدارات في الموضوع السياسي.. تشير أولاً إلى رحابة المعرض وإتاحته الفرصة لتنوع وتعدد الموضوعات والمضامين الثقافية والسياسية في إطار الموضوعية والصدق بعيداً عن التهويل والكذب والمبالغة، وهذا المعيار هو أحد ثوابت المعرض منذ انطلاقه في أوائل الثمانيات وحتى اليوم. يتضمن المعرض أكثر من ظاهرة نشرية ثقافية يمكن رصدها بهدوء وتجوال يقظ وعين قارئة.. ماذا عن كتب المطبخ، والرياضة، والحاسوب، والنشر الرقمي، وثقافة الطفل، والثقافة بلا حدود في مواقع التواصل الاجتماعي، والثقافة الأسرية، والأكاديمية، وغير ذلك من فضاءات مفتوحة؟ كل هذا الأفق الواسع والمتعدد والمتنوع.. في معرض الشارقة الدولي للكتاب وتحت مجهر القراءة.

مشاركة :