دعا وزير الدفاع التونسي عماد مميش اليوم (الثلاثاء) إلى بلورة مقاربة شاملة لإرساء إستراتيجية وطنية وصفها بـ "الإستشرافية" للتعاون التونسي الافريقي. وجاءت دعوة مميش في كلمة افتتح بها أعمال الدورة الـ39 لمعهد الدفاع الوطني بعنوان "البعد الإستراتيجي لافريقيا: مقاربة شاملة لإرساء إستراتيجية وطنية للتعاون التونسي الافريقي في ظل تنامي الاھتمام الدولي بافريقيا". وقال وزير الدفاع التونسي إن القارة الافريقية "تمثل اليوم موضوع صراع وتنافس بين مختلف القوى الإقتصادية العظمى". وأرجع هذا التنافس إلى الموقع الجغرافي الذي وصفه بـ "المتميز" لافريقيا وكذلك بسبب ثرواتها ومواردها الطبيعية الھائلة"، لافتا في المقابل إلى ارتفاع إهتمام تونس بالشأن الافريقي "الذي تأكد دبلوماسيا وإقتصاديا". ودعا في هذا السياق إلى ضرورة بذل المزيد من الجھود الإضافية لتوسيع شبكة التمثيل الدبلوماسي التونسي حتى يرتفع عدد السفارات إلى إجمالي عدد دول القارة الافريقية. كما شدد أيضا على أهمية "تعزيز النقل البحري الى جانب النقل الجوي الذي يحتاج لمضاعفة خطوطه الحالية وتنويع وجهاته ليمتد إلى عمق القارة الافريقية بما من شأنه دعم التبادل التجاري". واعتبر أن الاھتمام بافريقيا للإستفادة من فرص التعاون والإستثمار مع دول القارة "لا يمكن تصوره إلا في إطار إستراتيجية وطنية إستشرافية للتعاون التونسي الافريقي". واقترح في هذا الصدد التركيز على ثلاثة عناصر بالنسبة لمقومات هذه الإستراتيجية أولها تثمين واقع التعاون التونسي الافريقي كما ونوعا تمهيدا لتصور جديد، وثانيا الإحاطة بالوضع الجيوسياسي الإقليمي والدولي على ضوء مختلف تحديات القارة الافريقية سواء اتصلت بالنمو الديمغرافي أو بالجوانب الإقتصادية والإجتماعية، وثالثا ضبط مجالات التعاون وأطره وآلياته في علاقة بالأمن المائي والغذائي والصحي وخاصة الدفاعي وكذلك أيضا الجانب العلمي والتكنولوجي. وأشار إلى أن مثل ھذه المقاربة من شأنھا أن تساعد على وضع رؤية شاملة للتعاون التونسي الافريقي ليس فقط من حيث البعد المؤسساتي وإنما كذلك من حيث القيم والمبادئ التي تساعد على خدمة المصالح المشتركة في إطار قانوني ملتزم بضوابط الحوكمة الرشيدة ويراعي أولوية الالتزامات الوطنية. وختم كلمته بالتأكيد على أن المؤسسة العسكرية التونسية "معنية بدرجة أولى بھذه الإستراتيجية التي ھي في تكامل مع الإستراتيجية الدفاعية التي تأخذ في الإعتبار أهمية الكفاءات المدنية والعسكرية في مجال المعرفة ومختلف الإختصاصات الصناعية والتكنولوجية وتوفير الموارد البشرية ورسم معالم كيفية بلوغ أھداف الإستراتيجية".
مشاركة :