أنقذوها من الغرق! | فالح الصغير

  • 11/10/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

* من جدّة قبل سنوات، إلى عمّان الأردن، والإسكندرية، وطرابلس الغرب، وغيرها من المدن والقرى العربية، غرقت الشوارع والأحياء بمحتوياتها، مات مَن مات، وأُصيب العشرات، ربما المئات، السبب واضح جدًّا، لكنّه قد يحتاج لصفحات للشرح، والإطالة، والخروج بالاستنكار والإدانة، ثم ينتهي الحدث بمجرد النهايات كحالة عربية عادية، لا غرابة فيها. * غرق المدن والقرى العربية بمياه الأمطار، حتى لو كانت الكمية قليلة، لا جديد في الموضوع، إنما الجديد أن يتم الحل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه؛ لأن الموضوعات تدخل في عالم الروتين المتورم بكل تعقيداته، الذي عانى منه العباد، ولا ينسى تعب البلاد من تفاصيله المملّة، الورقة الواحدة تتحوّل إلى مجموعة من الأوراق الطويلة العريضة، ليس من السهولة حملها، يصرف على عدد منها أكثر من تكلفتها الحقيقية، تدخل إلى عبارات متكررة، وهي «ومنّا إلى، وكما ترون، وإكمال اللازم، والأمر الأول والأخير لكم، مؤخرًا أضيف لها لكن»! * يتواصل غرق المدن والقرى العربية، ويبقى الروتين العربي صامدًا بشخوصه الذين لا يهزّهم تغيير وتطوّر تقني متسارع، بعضهم جهاز الكمبيوتر مجرّد شكل ووجاهة في مكتبه، حتى لا يُقال ما يعرف، ولا يحب يستخدمه، عاشق متيّم بكثرة الورق، وإطالة الموضوعات، وفوضى «الطوابير»، ومن لا يعجبه عليه الانتظار أطول وأطول، أو يبحث عن مساحة من الفراغ والضيق، وضرب رأسه بالجدران على المنتظر حساب النتائج. * لماذا تغرق المدن العربية؟ سؤال يبدو غريبًا، الإجابة لا تحتاج إلى تفكير، أو الدوران والبحث عن شيء مفقود، معروفة الإجابة.. الحل لا يحتاج إلى ملفات، وأوراق، وتواقيع، وغيره من المطالب التي لا تنتهي، أريحوا أنفسكم، ألغوا المتاهات المتعرّجة، ابحثوا عن الخلل ستجدوه دون «لف ودوران»، بعدها لن تتعثر مياه الأمطار مثل تعثر مشروعات الزمن الطويل، ستجد طريقها بسهولة، لن تغرق المدن العربية الكبيرة منها والصغيرة، ولن يعاني المواطن العربي من هطول أمطار لا يطول هطولها، إنما تكشف الأخطاء والعيوب في فضاء مفتوح يصل بسهولة إلى القاصي والداني. ** يقظة: * «لا حضارة، ولا تطوّر، ولا تقدّم إلاَّ بالثقافة والفكر والتعلم، فبالعلم ترتقي الأمم، وترتفع البلاد إلى القمم، بالمبادئ والشهامة والشمم، أيّها القيادات العربية الرشيدة، أطفئوا نار الفتنة الزهيدة، وارفعوا شعلة المعرفة المجيدة، فالعرب يستحقون الفرصة الجديدة.. عاشت السعودية، والإمارات، رمزًا للشعوب والقيادات». خالد الفيصل - معرض الشارقة الدولي للكتاب تويتر: falehalsoghair hewar2010@gmail.com

مشاركة :