أشاد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، بالتطور المستمر الذي يشهده قطاع النفط والغاز في الدولة، مؤكداً ضرورة مواكبة التكنولوجيا الحديثة، والاستفادة من خبرات الشركات العالمية، والعمل على تدريب وتأهيل الكوادر المواطنة المتخصصة. كما أكد سموه خلال افتتاحه معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول والغاز (أديبك 2015)، أمس، أهمية تكريس كل الجهود والمبادرات لدعم الجيل المقبل من الكوادر الوطنية الواعدة، وتسلحيهم بالعلم والخبرة وبأحدث التقنيات. إلى ذلك، أكدت وزارة الطاقة التزام الإمارات بضمان إمدادات النفط للسوق العالمية، متوقعة أن يكون هناك تحسن مقبل في أسعار النفط، ربما يشهد العام المقبل بدايته. وأوضحت خلال الجلسة الافتتاحية للمعرض، أن الإمارات لم تغير أياً من خططها في التوسع والاستثمار خلال سنوات سابقة، شهدت دورات من تراجع أسعار النفط، بل خرجت من هذه الظروف أقوى. افتتاح المعرض عرض وطلب تحدث الخبير والكاتب العالمي في مجال الطاقة، دانيال يورغين، خلال أديبك 2015 عن ظروف السوق العالمية للنفط، قائلاً إن هناك عرضاً كبيراً يقابلة طلب ضعيف على النفط، بفضل زيادة الإنتاج من أماكن عدة مثل روسيا وأميركا وفنزويلا، في وقت يشهد فيه نمو الطلب في أكبر الاقتصادات مثل الصين تراجعاً في معدلات النمو. ورأى أن هذا الأمر ربما يؤثر في المشروعات، ما يدعو الشركات إلى انتقاء استثماراتها، لافتاً إلى أن برميل النفط فقد نحو 50 دولاراً من سعره خلال الأشهر الـ16 الماضية. وتوقع يورغين أن يشهد العام المقبل بدء تعافي الأسعار، مؤكداً أن أبوظبي نجحت إلى حد كبير في تنويع اقتصادها، وهناك فرص في تراجع الأسعار تتمثل في خفض كلفة العمليات. وتفصيلاً، افتتح سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، أمس، الدورة الـ18 لـمعرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول والغاز (أديبك 2015). وأشاد سموه، بالتطور المستمر الذي يشهده قطاع النفط والغاز في الدولة، مؤكداً ضرورة مواكبة التكنولوجيا الحديثة والاستفادة من خبرات الشركات العالمية، والعمل على تدريب وتأهيل الكوادر المواطنة المتخصصة. كما أكد سموه، أهمية تكريس كل الجهود والمبادرات لدعم الجيل المقبل من الكوادر الوطنية الواعدة، وتسلحيهم بالعلم والخبرة، وبأحدث التقنيات، ترجمة لتوجيهات القيادة الحكيمة بالاهتمام بتدريب وتطوير الشباب المواطنين، وتمكينهم من تولي قيادة هذا القطاع المهم. وحضر حفل افتتاح المعرض الذي يستمر أربعة أيام 2000 عارض، بما فيهم كبرى الشركات الوطنية والعالمية، وأكثر من 600 متحدث في المؤتمر، ونحو 7000 وفد زائر، في ما يتوقع أن يستقطب أكثر من 85 ألف زائر من 120 بلداً. مشروعات مستمرة وقال وزير الطاقة المهندس سهيل المزروعي إن السنوات السابقة شهدت دورات من تراجع أسعار النفط على سنوات متفرقة، لكن ذلك لم يغير أياً من خطط الإمارات في التوسع والاستثمار، إنما تم الخروج من هذه الظروف أقوى وأكثر خبرة. وأكد أن الامارات لم تؤجل أو تلغِ أياً من مشروعاتها المعلنة، ولاتزال تستهدف رفع الانتاج إلى 3.5 ملايين يومياً خلال فترة تراوح بين عامين وثلاثة أعوام مقبلة، مشدداً على أن الإمارات ملتزمة بضمان إمدادات النفط للسوق العالمية، باعتبارها عضواً فاعلاً في منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، وهناك تركيز على جعل الإنتاج أكثر كفاءة واستدامة. ولفت إلى أن هذا الأمر يتطلب تعاوناً من جميع الجهات المنتجة للنفط، وليس أوبك وحدها، وذلك لضمان توازن السوق. أسعار النفط وتوقع المزروعي أن يكون هناك تحسن مقبل في أسعار النفط، ربما يشهد العام المقبل بدايته، مشيراً إلى أن الإمارات أوجدت فرصاً جيدة من تراجعات الأسعار، مثل خفض كلفة العمليات، وتحرير أسعار الوقود، ووضع تشريعات. وأوضح أن الدولة قدمت نموذجاً ناجحاً لتحرير سعر المشتقات البترولية، سواء الـجازولين أو الديزل، وهي على استعداد لنقل خبرتها إلى دول الخليج أو الدول العربية، مبيناً أن الآلية التي تم وضعها لتحديد سعر الوقود تضمن حقوق جميع الأطراف من شركات توزيع ومنتجين ومستهلكين. وأشار إلى أن الإمارات نجحت في سياسة التنويع الاقتصادي ضمن خطط واضحة وأصبحت نموذجاً يحتذى. ولفت المزروعي إلى أن دورة العام الماضي من أديبك شهدت توقيع عقود بنحو 8.5 مليارات دولار، فيما يتوقع أن تتجاوز الدورة الحالية ذلك الرقم، نظراً للإقبال اللافت على المعرض، والنمو الذي يشده عاماً بعد آخر على مستوى العارضين والشركات المشاركة، أو الأبحاث المعدة وعدد الزوار. منصة عالمية من جانبه، قال المدير العام لشركة بترول أبوظبي الوطنية أدنوك، عبدالله ناصر السويدي، إن (أديبك) أصبح منصة عالمية تجمع شركات النفط والغاز والمهتمين بهذه الصناعة حول العالم، ليناقشوا التحديات ويكتشفوا الفرص، مؤكداً أنه منذ بدأت أدنوك في تنظيم أديبك عام 1984، أصبح مؤتمراً ناجحاً بكل المقاييس، ويستقطب خبراء ومتخصصين في مجال النفط والغاز. وأضاف أن اختيار شعار المؤتمر الابتكار والاستدامة في مجال النفط والغاز جاء ليتماشى مع تخصيص حكومة الإمارات عام 2015 للابتكار، لافتاً إلى خطط الدولة الوصول إلى عام 2030 باقتصاد مستدام، ولذلك تعمل أدنوك ومجموعة شركاتها ضمن هذا الهدف. إنتاج وتوسع أكد السويدي أن أبوظبي تشارك العالم في المحافظة على أسعار النفط، والحد من الانبعاثات الكربونية، في وقت تلتزم فيه أدنوك بخطط الإنتاج والتوسع، إذ تنتج حالياً 2.9 مليون برميل يومياً، ترتفع إلى 3.5 ملايين برميل يومياً خلال العامين المقبلين. وتابع أن حقل أم اللولو ينتج حالياً 35 ألف برميل يومياً، يضاف إلى إنتاج شركة أبوظبي العاملة في المناطق البحرية أدما العاملة. وشدد السويدي على أن أدنوك مستمرة في زيادة إنتاج الغاز خلال الأعوام المقبلة لتلبية الطلب المتزايد، كما تركز على تطوير كوادرها البشرية، واستقطاب المواهب في مجال التكنولوجيا، لتطوير تقنيات حديثة تضمن كفاءة الاستكشاف والإنتاج. استثمارات مستقبلية بدوره، قال مدير إدارة الاستراتيجية والتطوير في أدنوك رئيس الدورة الحالية من أديبك 2015، علي خليفة الشامسي، إن المعرض أصبح واحداً من أهم الأحداث العالمية في مجال النفط والغاز، لافتاً إلى أن الدورة الحالية شهدت مشاركة قياسية، سواء على مستوى الشركات أو الدول أو الأبحاث المقدمة أو المتحدثين. وأكد أن الدعم الذي يلقاه المعرض من قيادة الإمارات عزز مكانة أبوظبي، مشيراً إلى أن أديبك مناسبة جيدة لاكتشاف الفرص وتبادل الخبرات، وإيجاد حلول للتحديات. وكشف الشامسي أن أدنوك تعتزم استثمار 35 مليار دولار (نحو 128.5 مليار درهم) خلال السنوات الخمس المقبلة في الحقول البحرية، مبيناً أن نحو 50% من الإنتاج يأتي من تلك الحقول.
مشاركة :