باحثة عمانية تنجح في تطوير جزيئات نانوية من النحاس للحد من نشاط مرض السرطان

  • 12/1/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

◄ فاطمة المسهلية: انتشار السرطان يتطلب زيادة البحوث لإيجاد علاجات ناجعة لهذا المرض مسقط- الرؤية كشفت دراسة بحثية أجراها فريق بحثي بقيادة الباحثة فاطمة بنت محمد بن سعيد المسهلية من جامعة ظفار بعنوان "اكتشاف جزيئات نانوية من النحاس للحد من نشاط مرض السرطان" أن جزئيات النانو النحاسية تساعد في الحد من نشاط وانتشار مرض السرطان. وقالت الباحثة فاطمة المسهلية إن معدل الإصابة بالسرطان في العالم يتزايد كل عام سيّما سرطان القولون، مضيفة أنه تم اكتشاف المواد النانوية القائمة على النحاس بنجاح عبر توصيف المواد النانوية المركبة بواسطة تقنيات متطورة، وتقييم المواد النانوية المزخرفة والقائمة على النحاس للنشاط المضاد لسرطان القولون، لذلك دعت الحاجة إلى علاج أكثر أمانًا لعلاج مرضى سرطان القولون في عُمان في مرحلة مبكرة من المرض لتقليل معدل الوفيات والحد من انتشار هذا المرض في السلطنة، لافتة إلى أن مرض السرطان يعد من أخطر الأمراض التي تهدد العالم فهو يتسبب في موت أكثر من مليوني شخص سنويا. وبينت أن السلطنة تعد ثاني أكبر دولة بين دول مجلس التعاون الخليجي في انتشار هذا المرض؛ حيث يتزايد معدل الإصابة بالسرطان كل عام، لا سيما سرطان القولون وهو الأمر الذي يتطلب إيجاد علاج أكثر أمانًا لعلاج مرضى سرطان القولون في السلطنة، وفي مرحلة مبكرة من الإصابة؛ وذلك لتقليل معدل الوفيات الناتجة منه. وقالت: "من هنا تم التركيز في هذا المشروع البحثي على توليف المواد النانوية القائمة على النحاس المزخرف مع جزيئات السيليكا النانوية والمواد النانوية الفضية المضاد لنشاط السرطان، حيث قام الفريق بتمييز هذه المواد من خلال حيود مسحوق الأشعة السينية، وتحليل الأشعة السينية المشتتة للطاقة، وتقنيات المسح المجهري الإلكتروني، تم قمنا بتقييم نشاط سرطان القولون بإستخدام خط خلية سرطان القولون حيث تم زرع خلايا سرطان القولون بما يعادل 40000 خلية وتم السماح لها بالالتصاق طوال الليل واحتضانها لمدة 48 ساعة عند 37 درجة مئوية". وذكرت أنَّ سرطان القولون يمكن علاجه إذا ما تم اكتشافه في مراحله المبكرة وهناك فرصة للشفاء ومع ذلك، يصعب علاج المراحل المتأخرة منه؛ حيث تنتشر الخلايا السرطانية بالفعل، وللتغلب على هذا العائق يعتمد الأطباء بشكل أساسي على العلاج الكيميائي مع الحد الأدنى من الآثار الجانبية. وأوضحت أن إعطاء المعالجات الكيميائية عن طريق الوريد، يعد ممارسة قياسية ذهبية من قبل الأطباء. ومع ذلك، تقول الباحثة إن السمية الجهازية تمثل التحدي الرئيسي للتغلب عليها، مشيرة إلى أن إيجاد طرق بديلة لتحسين العلاج الكيميائي له ما يبرره بشدة، وعلى مدى العقدين الماضيين يلقى استخدام الجسيمات النانوية اهتمامًا كبيرًا وظهر بشكل هائل؛ حيث وفرت الجسيمات النانوية مساحة سطح أكبر لتحميل عقار السرطان والتوصيل الفعال، وفي هذا الصدد جذبت الجسيمات النانوية القائمة على النحاس اهتمامًا كبيرًا من الباحثين بسبب تنوعها واستقرارها. وحول نتائج هذه الدراسة البحثية، قالت المسهلية إن هذه الدراسة توصلت إلى مجموعة مهمة من النتائج منها اكتشاف المواد النانوية القائمة على النحاس مثل عنصر تريتون إكس 405، وتوين 80، وتوين سينب وذلك من خلال طريقة (السول جل) لتحضير المواد النانوية، أيضا تم توصيف المواد النانوية المركبة القائمة على النحاس بواسطة تقنيات حيود الأشعة السينية (PXRD)، وتحليل الأشعة السينية المشتتة للطاقة "EDX"، وتقنيات المسح المجهري الإلكتروني "SEM". وأضافت: "تم الحصول من خلال هذه الدراسة البحثية على معلومات جديدة حول فعالية المركبات النانوية القائمة على النحاس جنبًا إلى جنب مع الجسيمات النانوية المعدنية لعلاج مرض السرطان؛ حيث إن النتائج التي تم الحصول عليها في هذا المشروع البحثي هي نتاج التعاون البحثي المثمر ما بين الهيئات البحثية داخل السلطنة مثل جامعة السلطان قابوس وجامعة نزوى، أو الخارجية مثل جامعة أولستر بالمملكة المتحدة". وأكدت ان هذه الدراسة البحثية ساهمت في تشجيع الباحثين من الطلبة العمانيين على الاشتغال بالبحث العلمي والإبتكار لما له من مردود كبير سواء على المستوى الشخصي أو الجماعي والمجتمعي، فتدريب الطلاب على إجراء تخليق مستقل للمواد النانوية وتطبيقها في أنواع مختلفة من السرطان مثل سرطان القولون وسرطان الثدي وسرطان الرئة وسرطان الجلد وغيرها يعتبر أمرا هاما له مردود وقيمة علمية كبيرة للأفراد المشاركين وللمجتمع على حد سواء. وأوضحت أن تدريب الطلاب العمانيين الشباب على زراعة الخلايا ومقايسة جدوى الخلية بشكل مستقل أمر سيؤدي بالتأكيد الي إيجاد وعي كبير بحوادث السرطان وعواقبه على صحة الإنسان بين الطلاب العمانيين. أيضاً من خلال هذه  الدراسة البحثية تم إجراء دراسة ميكانيكية جزيئية مفصلة للمواد والتي قد تفتح المجال لتطبيقاتها المحتملة الواعدة في علاجات السرطان. وتقدمت الباحثة فاطمة المسهلية بالشكر إلى وزارة التعليم العالي والابتكار على دعمهم لهذا المشروع البحثي، والشكر موصول إلى جامعة ظفار على مساندتهم اللامحدودة لإنجاز هذا البحث وأخص بالشكر الدكتور جوهر أحمد الذي أشرف على هذه الدراسة، وأشكر أيضًا جميع الفريق البحثي وهما: الباحثة نعيمة بنت بخيت المعشنية، والباحثة زمزم بنت مستهيل البرعمية.

مشاركة :