شارك الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية يوم أمس في أعمال الاجتماع الدوري لمجلس حكماء المسلمين الذي انعقد في مقر المجلس بأبوظبي برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين. ودعا المجلس في اجتماعه إلى استمرار التعاون العربي والإسلامي، وفتح آفاق جديدة للحوار، مؤكدًا ضرورة التحلي بروح الوعي الإسلامي والأخوة العربية للعبور بالأمة إلى بر الأمان، داعيًا في الوقت نفسه إلى تعزيز دور العلماء المسلمين والنخب العلمية والفكرية في إنتاج خطاب إعلامي وثقافي يتحلى بروح المسئولية، ويبتعد عن إثارة الإستقطابات وروح الجفاء والتنافر والتفرقة بين أبناء الأمة الواحدة بما يشل طاقاتها في مواجهة التحديات الكبرى. كما أعرب المجلس عن قلقه من الحملات الممنهجة للنيل من شبابنا المسلم وسلخه من هويته الإسلامية، وزعزعة تمسكه بقيمه الأصيلة، والترويج لقيم غربية دخيلة ومرفوضة لدى المجتمعات الإسلامية، داعيًا الحكومات الإسلامية والمؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة إلى تبني برامج توعوية لإعادة إحياء القيم الإسلامية الأصيلة والترويج لها، ووضع خطة محكمة لوقاية الشباب المسلم وحمايته وتحصينه من حملات التغريب والغزو الثقافي الغربي. كما أكد المجلس على أهمية دور قادة الأديان في مواجهة التغير المناخي، داعيًا إياهم إلى القيام بواجبهم في توعية الشعوب بمخاطر التغير المناخي وأهمية الحفاظ على البيئة. بعد ذلك، بحث مجلس حكماء المسلمين سبل تنفيذ بنود (مدونة العشرين)، المنبثقة عن وثيقة الأخوة الإنسانية، كميثاق شرف إنساني يلتزم به كل العاملين في المجال الصحفي والإعلامي، ووضع ضمانات لتحفيز الصحفيين والإعلاميين العرب لتحويل المدونة إلى واقع ملموس في كتاباتهم ومشروعاتهم، والمساهمة في الاهتمام باحترام الجوانب الإنسانية في التغطيات الإخبارية المختلفة. واستعرض المجلس الترتيبات النهائية لإطلاق النسخة الثانية من مبادرة (شباب صناع السلام) التي يعقدها المجلس بالتعاون مع الأزهر الشريف، وكنيسة كانتربري في لندن، والتي تهدف إلى التدريب على الحوار، والتواصل الإنساني مع الآخر المختلف في الدين أو اللون أو الجنس، وتعزيز ثقافة التسامح والتعايش المشترك، وتخريج دفعات من الشباب القادر على حمل راية السلام في المستقبل، والمساهمة الإيجابية في صناعة القرارات العالمية. إلى ذلك، قرر مجلس حكماء المسلمين استكمال جولات مبادرة (حوار الشرق والغرب)، وترشيح شخصيات شبابية مؤهلة للريادة الدينية، وللعمل كسفراء لمجلس حكماء المسلمين لتعزيز الأخوة والتعايش والانفتاح على الآخر، واتفق الأعضاء على عقد النسخة القادمة من هذه المبادرة في مملكة البحرين تحت عنوان (حوار الشرق والغرب من أجل الأخوة الإنسانية)؛ تقديرًا لما تمثله البحرين من نموذج عربي ناجح في التعايش والحوار بين الثقافات. كما قرر عقد الاجتماع الدوري القادم لمجلس حكماء المسلمين في المنامة أيضًا.
مشاركة :