سعت السلطات الإيرانية منذ عقود في نشر الطائفية كاعتماد للسياسية العنصرية التي تستهدف من خلالها أراضي الأحواز المحتلة، لتنطلق في تطهير عرقي وممنهج لأهالي الأحواز الذين يعانون من تفشي الأمراض الخطيرة التي سببتها السلطات الإيرانية التي هدفت في بناء مصانع البتروكيماويات على أنهار الأحواز لتدمير الأراضي الزراعية وتلوث المياه من فضلات المواد المركبة الصناعية. وأكد أمس ل"الرياض" الناشط الأحوازي لحقوق الإنسان المهتم في الشأن الإيراني عبدالكريم خلف بأن إيران تتبع سياسة عنصرية ضد الأحوازيين بما فيها انحراف مسيرة المياه إلى الهضبة الوسطى في إيران، وبناء السدود على الأنهر الأحوازية كنهر كارون، الكرخة، الجراحي والدز، وتجفيف الأنهر والأهوار مما أدي إلى كوارث بيئية منها التلوث من معامل تكرير البترول ومصانع البتروكيماويات وقصب السكر وبناء السدود العملاقة على أنهار الأحواز وتجفيف الأهوار الذي تسبب في تدمير الأراضي الزراعية وتفشي أمراض جلدية متعفنة خطيرة ومنها غير معروفة في اقليم الأحواز. وقال أن أحد مندوبي مدينة الأحواز صرح مؤخراً لوكالة "ايسنا" الإيرانية بأن شبكة انابيب مياه الشرب في الأحواز تحتوى على غاز الإيثان قابل للاشتعال، فيما اعترف شكر خدا موسوي في تصريح بأنهم قاموا بحرق الغاز المتواجد في الأنابيب وتصويرها وعرضها على وزير الصحة الإيراني غازي زاده هاشمي، كما قال هذا المندوب "أن أكثر من 40 ألفا من المواطنين في الأحواز العاصمة فقط يعانون من الأمراض والأعراض التنفسية، وأكد خلف على الرغم من وجود هذا الكم الكثير من المرضى إلا أن وزارة الصحة الإيرانية لا تتمكن من تحديد الأسباب التي أدت إلى تفشي هكذا أمراض بين المواطنين في الاقليم، وذكر بأن خبراء قالوا أن الأسباب التي أدت إلى هذه الأمراض هي الشركات الصناعية، الأمطار الحمضية، حرق السكر الذي يحتوي على غازات مسرطنة، وتلوث مياه الأنهار بالفضلات الصناعية". وأفاد بأن أحد مندوبي مدينة الأحواز العاصمة المسؤولين في الاقليم اتهم في الإهمال المتعمد في حل مشكلة الأمراض التنفسية في الأحواز، كما أعلنت وزارة الصحة التابعة للدولة الإيرانية في هذا العام أن أكثر من 17 ألف من المواطنين الأحوازيين راجعوا المستشفيات لأسباب وجود أعراض التنفسية بعد هطول الأمطار الحمضية، كما أن رئيس جامعة العلوم الطبية في الأحواز قال أن الأمطار الملوثة كانت السبب الرئيسي في الأمراض التنفسية. وقال خلف "تلويث البيئة لم ينتهي على الإنسان بل سبب هذا الأمر في موت الأسماك والحيوانات المائية في أنهر الأحواز بسبب قلة المياه وتلوثها، وارتفاع الملوحة، وبناء 40 سداً على الأنهر الأحوازية، بحيث أن أحد السدود تسبب في أضاف الملوحة في نهر كارون إلى 10 أضعاف، وهذه الملوحة دمرت 40 ألف نخلة، وتسببت في بطالة 30 ألف شخص من العمل في الأحواز حسب تقارير حكومية إيرانية". ولفت بأن الأحواز على وجه الخصوص تعاني حالة غبار كثيف أثناء الصيف مصحوبة معها ذرات في غاية الخطورة على صحة الإنسان أغفلها تقرير منظمة الصحة، لكن الكثير من الخبراء في البيئة يعتقد أن أهم اسباب تصاعد ظاهرة الغبار في منطقة الخليج في السنوات الماضية، إضافة إلى التصحر نتيجة الحروب التي شهدتها المنطقة وعلى رأسها حرب الثماني سنوات بين العراق وإيران.
مشاركة :