تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بعيدها الـ50، وهي في أوج تألقها مستندة إلى سواعد وثقافة مجتمعها، ويشكل هذا العيد ركيزة للانطلاق لـ50 عامًا إلى المستقبل أي نحو المئوية في العام 2071 للوصول إلى أفضل ما يمكن تقديمه لشعبها في كافة المجالات. وتحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بهذا العيد في الـ2 من ديسمبر من كل عام. وبهذه المناسبة أعلن الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي وزير الدفاع في الدولة، اعتماد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» بالإجماع اليوم الوطني لدولة الإمارات يوماً عالمياً للمستقبل تحتفي فيه كافة دول العالم باستشراف مستقبلها التنموي وجاهزيتها في صناعة فرصها وخططها لأجيالها المقبلة. وعبّر الشيخ عن فخره بذلك، بالقول: إن الاعتراف الدولي بدولة الإمارات كدولة للمستقبل ونموذج لاستشرافه ومحطة رئيسة لصناعته، هو تقدير عالمي يضع علينا مسؤولية أكبر في تطوير قدراتنا لنكون نموذجاً لاستشراف المستقبل ومواكبة متغيراته والاستفادة من فرصه أمام كافة حكومات العالم. خمسون يومًا من الاحتفالات اعتمدت لجنة الاحتفال باليوبيل الذهبي لمناسبة مرور 50 عامًا على تأسيس دولة الامارات البدء بالاحتفالات لهذا العيد قبل 50 يومًا من حلول العيد في الـ2 من ديسمبر 2021. كذلك يحتفل جوجل سنويًا باليوم الوطني الإماراتي. «كوفيد-19» وتحويل التحديات إلى فرص بذلت حكومة دولة الإمارات منذ بداية انتشار جائحة كوفيد-19 جهودًا متميزة لمكافحة الوباء على كل الصعد الداخلية والخارجية، وتقديم المساعدات للدول لمواجهة الفيروس، وانعكس ذلك من خلال نجاح الدولة في التعامل مع الجائحة بقيادة استثنائية لإدارة الأزمة، وتكاتف المجتمع مع صفوف خط الدفاع الأول، حيث تم تحقيق مؤشرات ريادية بالمقاييس العالمية في التعامل مع الفيروس، وأثبتت كفاءة النظام الصحي في دولة الإمارات أنه صمام أمان في مواجهة الجائحة. ولم تتوانَ دولة الإمارات في اتخاذ جميع الإجراءات الفعالة للحد من انتشار الفيروس كالتسهيلات المقدمة في مختلف القطاعات وغيرها، وكان من بين تلك الإجراءات عمليات التعقيم التي شملت جميع إمارات الدولة. واستخدمت العديد من الجهات المعنية في دولة الإمارات الذكاء الاصطناعي والأدوات المبتكرة لمواجهة انتشار كورونا، وشكلت التقنيات الحديثة درع حماية ضد الوباء العالمي، إذ أسهمت في دعم جهود الدولة بالتغلب على الفيروس. ما بعد «كوفيد-19» ونجحت حكومة دولة الإمارات في عقد مجموعة من الخلوات للاستعداد لمرحلة ما بعد كوفيد-19، في الفترة بمشاركة مسؤولي أكثر من 100 جهة حكومية اتحادية ومحلية، وخبراء عالميين وباحثين ومخططين استراتيجيين في مختلف مجالات العمل الحكومي. وهدف اجتماع حكومة دولة الإمارات إلى تطوير منظومة العمل الحكومي، وصياغة استراتيجية دولة الإمارات لما بعد «كوفيد-19»، عبر وضع خطط عمل وسياسات وآليات تطبيق على الأرض، تغطي القطاعات الاقتصادية والمجتمعية والخدمية الأكثر إلحاحاً في المستقبل المنظور، ووضع مقاربات مستقبلية للآفاق الاقتصادية والتنموية. وغطت محاور الاجتماع 6 قطاعات رئيسية هي: الصحة والاقتصاد والأمن الغذائي والتعليم والمجتمع والحكومة، وطرح من خلالها عدد من أصحاب المعالي الوزراء الرؤى المستقبلية لقطاعاتهم، ضمن حوارات تفاعلية، استشرفت مرحلة ما بعد فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19». وحلت الإمارات في المركز الأول عربيًا، في مؤشر التعافي الاقتصادي من آثار «كوفيد-19»، الذي نشرته مجموعة هورايزون البحثية، لتقييم الإمكانات والمقومات التي تمتلكها الدول، والتي تساعدها على تجاوز الأزمة والتعافي منها، وذلك بهدف تطوير سياسات فعالة للتعامل مع هذا التحدي. نجاح باهر لـ«إكسبو دبي» سجّل إكسبو 2020 دبي استقبال أكثر من 3 ملايين زائر منذ افتتاحه في الأول من أكتوبر الماضي، حيث انطلق الإكسبو بشعار «تواصل العقول صنع المستقبل»، مستضيفاً أجنحة من مختلف دول العالم على مدار مدة إقامته حتى شهر مارس القادم، ومتوقعًا أن يستقطب ملايين الزوار خلال هذه المدة. وتضمنت أعداد الزوار أكثر من 100 ألف من طلاب المدارس، في ضوء اعتزام الحدث الدولي تحفيز العقول الشابة بشكل أكبر أثناء أسبوع المعرفة والتعلم القادم، في الفترة بين 12 و18 ديسمبر القادم. يوفر إكسبو 2020 لزواره المزيد من الأسباب لاستكشاف موقعه، وذلك عبر إطلاقه سَحْب «استكشاف إكسبو 2020 دبي، استكشاف العالم» الخاص الذي يتيح فرصة الفوز بمليون ميل سكاي واردز من طيران الإمارات ومجموعة من الجوائز الأخرى لمن يزورون أكبر عدد ممكن من أجنحة الدول. وبلغ عدد الزيارات الافتراضية لإكسبو 2020 دبي منذ الأول من أكتوبر 14.8 مليون زيارة لتصل بالحدث الدولي إلى عدد أكبر من الجمهور عالميا. وتتواصل فعاليات إكسبو 2020 دبي حتى 31 مارس 2022، ليدعو العالم إلى الانضمام إلى احتفال بالوحدة والفرص والإبداع والاستدامة، يسهم في صنع مستقبل أفضل وأكثر إشراقا للجميع. البحرين ومشاركة فاعلة في إكسبو حرصت مملكة البحرين على المشاركة الفاعلة في إكسبو دبي من خلال جناحها الوطني «الكثافة تنسج الفرص»، لتبدأ بذلك مشواراً لمدة ستة أشهر لعرض المقومات الحضارية والتاريخية والاقتصادية التي تتمتع بها المملكة من منظور الكثافة، وتأتي مشاركة مملكة البحرين في إكسبو 2020 دبي بتنظيم من هيئة البحرين للثقافة والآثار، بالتعاون مع مجلس التنمية الاقتصادية كشريك اقتصادي، وطيران الخليج، وبنك البحرين الوطني، ووزارة الصناعة والتجارة والسياحة، وغرفة تجارة وصناعة البحرين، ودانات، وتمكين، وممتلكات، وصادرات البحرين، وهيئة البحرين للسياحة والمعارض، وبتلكو، حيث يعتبر الإكسبو فرصة مثالية لتحفيز النمو الاقتصادي ويوفر الفرص الوظيفية لسنواتٍ مقبلة. ويقع جناح البحرين الوطني في منطقة الفرص، وهي إحدى ثلاث مناطق يضمها هذا المحفل الدولي. مسبار الأمل دخلت الإمارات خلال 2020 التاريخ بإنجاز فضائي غير مسبوق وطموح يتخطى حدود الأرض انطلق بها إلى الكوكب الأحمر، حين أطلقت مسبار الأمل في أول مهمة عربية إلى المريخ يوم 20 يوليو والتي تهدف إلى دراسة الطقس والمناخ في الكوكب الأحمر. وانطلق مسبار الأمل من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان على متن صاروخ الإطلاق «إتش 2 إيه» في رحلته التاريخية لاستكشاف المريخ، ويصل المسبار في أول مهمة عربية وإسلامية لاستكشاف الكوكب الأحمر إلى مدار كوكب المريخ في الربع الأول من عام 2021، بالتزامن مع احتفالات دولة الإمارات بالذكرى الـ50 لقيام الاتحاد، في رحلة يتوقع أن تستغرق 7 أشهر يقطع خلالها المسبار 493 مليون كم. استكشاف القمر استكمالاً لاستراتيجية الإمارات في استكشاف الفضاء الخارجي، وتعزيزًا لريادتها العلمية بمجال علوم وأبحاث الفضاء في المنطقة، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في سبتمبر الماضي مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، أول مهمة عربية علمية لاستكشاف القمر. ويشمل المشروع تطوير وإطلاق أول مستكشف إماراتي للقمر تحت اسم «راشد»، وسيتم تصميمُ المستكشف وبناؤه بجهود إماراتية 100%، لتكون الإمارات بذلك رابع دولة بالعالم تشارك في مهام استكشاف القمر لأغراض علمية بعد أمريكا والاتحاد السوفيتي والصين، وأول دولة عربية تقوم بمهمة فضائية لاستكشاف سطح القمر، من خلال مستكشف سيطوره فريق من المهندسين والخبراء والباحثين الإماراتيين في مركز محمد بن راشد للفضاء. القمر الاصطناعي الإماراتي الجديد تستعد الإمارات لإطلاق ثاني قمر صناعي إماراتي، يتم تطويره وبناؤه بالكامل على أيدي فريق من المهندسين الإماراتيين، بعد قمر خليفة سات، وسيكون «MBZ-Sat»، الذي سيتم العمل عليه في مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي، القمر الصناعي المدني الأكثر تطورًا في المنطقة في مجال التصوير الفضائي عالي الدقة والوضوح، حيث يتوقع إطلاقه في عام 2023، وسُيسهم في تلبية الطلب التجاري المتزايد على الأقمار الاصطناعية، التي توفر صوراً ذات دقة عالية، تتيح مشاهدة التفاصيل ضمن مساحة أقل من متر مربع واحد، وهي إحدى أكثر الميزات تطوراً في الفضاء. مشروع تصميم الـ50 عامًا القادمة بهدف إشراك أفراد المجتمع في رسم مستقبل دولة الإمارات ووضع محاور ومكونات خطة مئوية الإمارات، الخطة التنموية الشاملة للإمارات خلال الـ50 عامًا المقبلة، جاء إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مشروع تصميم الـ50 عاماً القادمة لدولة الإمارات، وذلك ضمن أجندة عام الاستعداد للـ50 والذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في بداية عام 2020. ويشتمل مشروع تصميم الخمسين عاماً القادمة لدولة الإمارات على عدد من المبادرات التفاعلية بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والأفراد من المجتمع، للعمل سوية وبشكل تشاركي على طرح الأفكار والتصورات ورسم ملامح المستقبل في كافة القطاعات والمجالات، وذلك عبر مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تقوم اللجنة العليا لعام الاستعداد للـ50 بالإشراف عليها، مثل الحلقات النقاشية، وجلسات التصميم. ويتضمن مشروع تصميم الـ50 عامًا القادمة إطلاق المنصة الرقمية لرسم مستقبل الإمارات، وهي منصة لتصميم الأفكار تتيح لأفراد المجتمع من المواطنين والمقيمين، المساهمة بأفكارهم لرسم مستقبل مئوية الإمارات، حيث تعمل المنصة على استقبال أفكار أفراد المجتمع وتصميماتهم في مجالات متعددة مثل: الصحة، والتعليم، والتنمية الاجتماعية، والاقتصاد، والبيئة، والإسكان، والسياحة، وريادة الأعمال، والاستثمار، والمهارات، والقيم المجتمعية، والثقافة، والعلاقات الأسرية، والرياضة، والشباب، والأمن الغذائي العلوم والتكنولوجيا المتقدمة وغيرها من المجالات التي يمكن لأفراد المجتمع تصميم أفكارهم ضمنها. كما يشمل مشروع تصميم الـ50 عاماً القادمة أدوات للتفاعل المجتمعي في الجهات الحكومية والخاصة لاستلهام أفكار أفراد المجتمع لرسم الـ50 عاماً التالية، حيث تعمل هذه الأدوات التي تتضمن اللقاءات المرئية والاستبيانات، وحلقات النقاش بين الجهات الحكومية والخاصة من جهة وبين أفراد المجتمع المستفيدين من خدماتها من الجهة الأخرى. وتضمن هذه الأدوات الحصول على أبرز الأفكار المجتمعية لرسم مستقبل الإمارات في العديد من القطاعات والمجالات المتخصصة وبالأخص الحيوية منها مثل الصحة والتعليم والاستدامة والتقنيات المتقدمة والتي ستلعب دوراً فاعلاً في الارتقاء بالمخرجات. الاستعداد لسنة 2071 يحرص مشروع تصميم الـ50 عامًا القادمة ومن خلال مخرجات أنشطتها وفعاليتها على خلق رؤية جمعية تلتفّ حولها كافة فئات المجتمع، لتكون دولة الإمارات خلال الـ50 عامًا المقبلة الدولة الأكثر تميزاً والأفضل في جودة الحياة على مستوى العالم، حيث الاستعداد لسنة 2071 هو من أهم أولويات العمل الوطني في الـ50 عامًا المقبلة، تمر عبر تهيئة كل قطاعات الدولة لمرحلة ما بعد النفط، وبناء اقتصاد معرفي حقيقي أساسه الابتكار والإبداع والعلوم والتكنولوجيا الحديثة، والاستثمار في العقول والكفاءات النوعية، وتعزيز منظومة القيم الحضارية القائمة على التسامح والانفتاح والتعايش، والحفاظ على التراث الوطني والعادات والتقاليد الأصيلة وتنافسية عالمية على السبق والريادة، وتشييد الأسس القوية لاستدامة التنمية للأجيال المقبلة. الإمارات بين الدول الأكثر تنافسية بفضل رؤية الإمارات 2021 الطموحة ورسم ملامح وأولويات حكومات الإمارات حتى عام 2021، تصدرت الإمارات المرتبة التاسعة عالمياً بين الدول الأكثر تنافسية في العالم، حسب تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2020 والذي يرتكز في تصنفيه على 4 محاور رئيسية تشمل: الأداء الاقتصادي، والكفاءة الحكومية، وكفاءة الأعمال، والبنية التحتية. ومع كل هذه الإنجازات التي تبعث الفخر في نفوس كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة، نترقب بحماس إنجازات الدولة لعام 2021 والتي تحظى بالرعاية والاهتمام الدائم من قبل القيادة الرشيدة. العلاقات البحرينية الإماراتية العلاقات التاريخية بين الإمارات والبحرين تتجاوز الجغرافيا والعلاقات الرسمية إلى روابط الدين والدم والشراكة في السلام في رؤى متناغمة توحد الماضي والمستقبل. روابط راسخة تتعزز باستمرار، ويغذيها ويقوّي أواصرها الحرص المستمر من قيادتي البلدين جلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة. شركاء التاريخ والسلام وترتبط دولة الإمارات مع مملكة البحرين بعلاقات تاريخية تمتد جذورها لعقود طويلة، ساعد في نموها وتطورها الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بين البلدين وللعلاقات بين البلدين خصوصية نابعة من وشائج القربى والصلات الحميمة والعلاقات الأخوية المتميزة بين قياداتهما، علاوة على ما يجمع بين البلدين من روابط مشتركة، سواء في إطار مجلس التعاون الخليجي، أو في الإطارين العربي والإسلامي. وتكتسب العلاقات أهمية كبيرة في ظل تمتع البلدين بثقل سياسي وموقع جغرافي واستراتيجي مميز على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وتبنيهما سياسة خارجية عقلانية ومتوازنة ومعتدلة. كما أن تطابق في الرؤى تجلى من خلال دعم مسيرة السلام في المنطقة، بعد توقيع البلدين اتفاقيات سلام تاريخية مع إسرائيل. لجان واتفاقيات مشتركة منذ العام 2000، بدأت العلاقات الإماراتية البحرينية تتخذ أبعادًا جديدة وآفاقًا رحبة على كافة المستويات، وذلك مع تشكيل اللجنة العليا المشتركة بينهما. وشكلت اللجنة حافزًا نحو إطلاق مشاريع ومبادرات في جميــع المجالات الحيوية، حيث وقع البلدان خلال السنوات الماضية العديد من الاتفاقيات الهامة، كان أبرزها الاتفاقيات الـ16 التي تم توقيعها في الشهر الماضي. وشملت الاتفاقيات الثنائية الأخيرة تعاون في مجالات مختلفة، فضلاً عن االاتفاق على إنشاء صندوق استثماري مشترك، وذلك خلال زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى أبوظبي. وشمــلت مذكرات التفاهم التي وقعت مجالات عديدة؛ منها الأمــن السيراني والتربية والتعليم والعمل وتنمية الموارد البشــرية والتعاون التقني في الفضاء الإلكتروني، ومكافحة الجرائم والصحية والنقل والمواصلات والتجارة والاستثمار والصناعة والأمن الغذائي والتعاون البيئي».
مشاركة :